ملخص
يعود تأسيس بعض مطارات إسرائيل المدينة والعسكرية والقواعد الجوية وعددها 13 مطاراً، إلى عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، ويستخدم بعضها للأغراض المدنية والعسكرية معاً.
تنتشر 13 مطاراً مدنياً وعسكرياً في أنحاء إسرائيل من أقصى جنوبها وحتى أقصى شمالها، وأصبحت تشكل هدفاً للقصف منذ بداية الحرب على قطاع غزة قبل أكثر من سنة، في ظل تحصينها بخمس طبقات دفاعية.
ويعود تأسيس بعض تلك المطارات المدينة والعسكرية والقواعد الجوية إلى عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، ويستخدم بعضها للأغراض المدنية والعسكرية معاً.
وبينما لا يكاد إقلاع وهبوط المقاتلات الحربية يتوقف في المطارات العسكرية منذ بدء الحرب، فإن حركة الطائرات المدنية تشهد خفضاً حاداً بسبب وقف معظم الشركات الدولية رحلاتها إلى إسرائيل خشية استهداف طائراتها.
فالعشرات من شركات الطيران العالمية ألغت رحلاتها إلى مطار بن غوريون المدني الذي يعد البوابة الرئيسة لإسرائيل على العالم، فيما أغلقت السلطات الصالة الرئيسة في المطار بسبب قلة عدد المسافرين.
ويأتي ذلك في ظل الإغلاق المتكرر لحركة الملاحة الجوية في المطار بسبب استهدافه من حركة "حماس" في قطاع غزة و"حزب الله" اللبناني.
ويقع المطار الذي تأسس في 1936 في شمال مدينة اللد، ويبعد 45 كيلومتراً شمال غربي القدس و20 كيلومتراً جنوب تل أبيب، وبقي يحتفظ باسم مطار اللد حتى عام 1973 عندما تغير إلى مطار بن غوريون.
وتدنت نسبة المسافرين إلى المطار بنسبة 40 في المئة منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) 2023 حيث وصل عددهم في 2019 إلى 24.8 مليون مسافر.
ومع أن إسرائيل افتتحت في 2019 مطار رامون المدني الدولي قرب إيلات جنوب البلاد، لكنه لم يصبح بديلاً عن مطار بن غورين، ويعود ذلك إلى بعده عن وسط إسرائيل، وقلة عدد المسافرين إلى إسرائيل بسبب خشية شركات الطيران العالمية من التوجه إليها.
وأسس مطار ريمون ليكون بديلاً لبن غوريون في أوقات الحروب والكوارث الطبيعية.
لكن في المقابل فإن حركة المقاتلات الحربية تكاد لا تتوقف في مطار نيفاتيم في صحراء النقب، الذي يضم أربعة مدارج، وتشكل مقراً لمقاتلات "أف – 35".
ويقع المطار العسكري في جنوب شرقي بئر السبع، ويعد من أهم القواعد الجوية الاستراتيجية في إسرائيل، ويضم مقر القيادة الجوية الإسرائيلية، ويؤوي المطار أسراب الطائرات المتقدمة مثل طائرات "أف-35" وأخرى متخصصة في النقل والمراقبة.
وبني المطار عام 1947 على يد منظمة "الهاغاناه"، لكن السلطات الإسرائيلية وسعته عقب إخلاء سلاح الجو الإسرائيلي قواعده في شبه جزيرة سيناء بمصر، قبل أن تمول أميركا إنشاء قاعدة جوية فيه عام 1983.
وفي عام 2000 بنت إسرائيل في القاعدة حظائر للطائرات ومخابئ للذخيرة وعشرات الوحدات السكنية للطاقم العامل وورش للصيانة، وتضم القاعدة مقر القيادة الجوية الاستراتيجية لسلاح الجو الإسرائيلي تحت الأرض، كما تعد المهبط الرئيس للطائرة الرئاسية الإسرائيلية.
وقبل أشهر، وصلت إلى القاعدة العشرات من الطائرات الأميركية المحملة بالأسلحة بعد إقامة واشنطن جسراً جوياً لتزويد إسرائيل بالسلاح.
واستهدفت إيران القاعدة في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ضمن قصفها إسرائيل الذي شمل إضافة إلى الأهداف الأخرى قاعدتين جويتين أخريين وفق المسؤولين الإيرانيين.
وعلى الحدود مع لبنان، أسست إسرائيل في 2006 مطار كريات شمونة المحلي، إذ يستخدم لأغراض مدنية وعسكرية، ودعم الأنشطة العسكرية في شمال البلاد، وتعرض المطار لهجمات صاروخية من قبل "حزب الله" في جنوب لبنان خلال الأشهر الماضية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإلى الجنوب منه يقع مطار حيفا الدولي، الذي يجاور ميناء المدينة، وأسس في سنة 1934، ويخدم الرحلات الجوية القصيرة، وتستخدمه الطائرات الصغيرة بصورة كبيرة.
وجنوب حيفا أقيم مطار رامات ديفيد العسكري، في عام 1942 قرب كيبوتس رامات ديفيد، ويشكل قاعدة رئيسة لسلاح الجو الإسرائيلي.
وتعد القاعدة واحدة من أهم ثلاث قواعد جوية رئيسة في إسرائيل، ولها دور في حماية الحدود الشمالية، وشن غارات جوية ضد "حزب الله" وسوريا.
وقرب مدينة بئر السبع، أقامت إسرائيل مطار بئر السبع المدني "تيمان"، الذي يخدم سكان المدن في صحراء النقب، وإلى الجنوب من بئر السبع، أسس في سنة 1970 مطار عين ياهف المدني، ويستخدم للطائرات الصغيرة، كما يقع مطار متسبي ريمون الداخلي في صحراء النقب، ويستخدم للطائرات الصغيرة الحجم والطائرات الشراعية.
وإلى الشمال من مدينة إيلات على البحر الأحمر يقع مطار عوفدا العسكري والمدني، ويستخدم بديلاً في حال إغلاق مطار بن غوريون، ويوفر الدعم في منطقة الجنوب، ويمكن استخدامه لحالات الطوارئ، ويضم مدرسة التحكم الجوي.
وإلى الشمال من تل أبيب يقع مطار هرتسيليا المدني الذي يستخدم بصورة رئيسة للتدريب ورحلات الطيران الخاصة، وتعرض لهجمات بطائرات مسيرة انقضاضية تابعة لـ"حزب الله"، كما تعرض لقصف صاروخي إيراني في مطلع الشهر الماضي.
وفي الجليل الأعلى، أسست إسرائيل مطار روش بينا المدني الداخلي، ويحوي ثكنة عسكرية، واستهدف بالصواريخ والطائرات المسيرة من قبل "حزب الله" اللبناني.
وفي هضبة الجولان السورية المحتلة، أقامت إسرائيل مطار "فيك" الداخلي العسكري شرقي بحيرة طبريا، ويستخدم أيضاً منصة لاختبار الطائرات المسيرة.
هذا وعد المتخصص الاستراتيجي عنان وهبة أن المطارات الإسرائيلية سواء المدنية أو العسكرية تعد أهدافاً حيوياً لـ"حماس" و"حزب الله" اللبناني، والحوثيين وإيران.
ويرى وهبة أن إسرائيل "حريصة على توفير مظلة من خمس طبقات للدفاع عن المطارات"، مشيراً إلى أن الحرب الحالية "منحت تل أبيب الفرصة لتطوير خبرتها في الدفاع عنها".
وأضاف، وهبة أن إسرائيل تعمل وفق استراتيجية دفاعية باستخدام تفوقها العسكري والاستخباراتي"، مشيراً إلى أنها تشن "ضربات استباقية ووقائية ضد أهداف في الشرق الأوسط".
ويرى المستشار في النقل الجوي أمير عاصي أن الحرب تترك "تأثيرات عميقة" على قطاع النقل الجوي في إسرائيل، الذي بحسب عاصي "بشلل شبه تام"، لافتاً إلى أن حركة الطيران في مطار بن غوريون انخفضت بنسبة 40 في المئة في ظل وقف معظم شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى المطار منذ أشهر.
وعن تداعيات الحرب، أشار عاصي إلى "ارتفاع كلف التأمين على الرحلات الجوية المتجهة إلى إسرائيل، وإلى صعوبة في الربط الجوي مع الأسواق العالمية، وهو ما أدى إلى تراجع في قطاع السياحة، وتباطؤ في حركة الشحن الجوي".
وبحسب عاصي، "هناك صعوبة في ضمان سلامة المطارات في مناطق النزاع، وفي التنسيق مع برج المراقبة في ظروف الحرب".