ملخص
يستمد سكان غزة اليائسون أملهم هذا من حديث ترمب الذي كان موجهاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي قال فيه "عليه أن ينتصر بسرعة ويتجاوز ذلك، يجب أن ينهي الحرب ويحل السلام".
باهتمام تتابع الفلسطينية نجلاء نتائج الانتخابات الأميركية، وتتصفح جميع التقارير الإخبارية المتعلقة في سياسة تعامل رئيس الولايات المتحدة المنتخب دونالد ترمب في قضايا الشرق الأوسط وبالتحديد ملف حرب القطاع.
تجتمع نجلاء مع النازحين أمثالها لتناقش معهم مستقبل حرب القطاع في عهد ترمب، وتأمل في أن يتمكن الرئيس عند عودته إلى البيت الأبيض في أن يوقف القتال بين "حماس" وإسرائيل ويضع حداً لمعاناة سكان غزة، ويحل مشكلة اليوم التالي للحرب.
شعور بالأمل
لدى نجلاء شعور بالأمل في انتهاء حرب القطاع بعد تسلم الرئيس الأميركي العائد ولايته، وتولد لديها هذا الإحساس بعد قراءتها عشرات التقارير الإخبارية التي تفيد بأن ترمب قطع وعداً على نفسه بإحلال السلام وإنهاء حقبة الحروب.
أمام الناخبين العرب والمسلمين الأميركيين تعهد ترمب بإنهاء الحرب وقال إنه يستطيع وقف القتال خلال ساعات ويمكنه فعل ذلك عبر مكالمة هاتفية واحدة وقصيرة، وأنه قادر على إحلال السلام مرة أخرى في العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هذا الترويج الذي تبناه ترمب لنفسه، جعل سكان غزة يأملون بأن إدارة الرئيس الأميركي الجديد قادرة على إنهاء الحرب، وعند فوزه في الانتخابات انعكست أجواء فرح وأمل لدى النازحين، وعبر عدد كبير منهم عن قدرة الجمهوري على صنع السلام.
تقول نجلاء "حسب وعود ترمب الأخيرة لدي تفاؤل بأنه سينهي حرب القطاع في وقت سريع، وأنه لن يترك سكان غزة جائعين ومن دون حل سياسي، منذ عام ونحن نعاني وأعتقد أن الرئيس الأميركي سينظر إلى وضع غزة بعين الرحمة".
قوي وينفذ صفقات
ويشارك راشد في الحديث ويقول "الرئيس ترمب قد يكون أوضح من غيره، إذ عندما يقول إنه سيعمل على إنهاء الحروب فإنه يفعل ذلك، ما أعرفه عنه أنه قائد الصفقات الكبرى، ولذلك أعتقد أنه سينجح في إيقاف حرب القطاع، في غزة هناك أمل كبير في أن عودته إلى الحكم ستنهي مشكلة النازحين والقتال".
يستمد سكان غزة اليائسون أملهم هذا من حديث ترمب الذي كان موجهاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي قال فيه "عليه أن ينتصر بسرعة ويتجاوز ذلك، يجب أن ينهي الحرب ويحل السلام".
ومن حديث ترمب هذا يرتقب سفيان عودة الرئيس الجمهوري إلى البيت الأبيض أملاً في حل صراع غزة ويقول "نريد أن تتوقف الحرب، لقد تعرضنا خلالها للموت كثيراً، أعتقد أن غالبية سكان غزة يأملون في قدرة ترمب على الدفع بالسلام في المنطقة، كل سكان غزة يحبون السلام ويكرهون القتال".
تنظر شروق إلى ترمب على أنه رجل قوي، وتقول "لديه الشجاعة وأوراق القوة الكافية لأن يوقف الحرب، أتمنى أن يفعل ذلك، لقد سمعت غالبية تصريحاته وشعرت بأمل كبير بأنه قادر على إنهاء معاناة سكان غزة".
شعور باليأس
ليس جميع سكان غزة لديهم الأمل نفسه والشعور بأن ترمب قادر على إنقاذهم من الحرب، إذ يستذكر مؤمن حديثه عندما قال "نهاية الحرب في غزة قرار إسرائيلي ولا أتدخل فيه، قدمت نصيحتي لنتنياهو وطلبت منه وقف الحرب، لكن ذلك قرارهم".
من هذا الحديث لا يشعر مؤمن بالتفاؤل ويقول "حرب القطاع طويلة، ونهايتها ليست تقليدية، بل فرض مخطط على أرض الواقع، لا أعرف إذا كان ترمب قادراً على فعلها وإيقاف القتال، لكن ما أنا على يقين منه أنه سيواصل دعم إسرائيل، لقد صرح بذلك علناً".
شعور اليأس نفسه يتملك قلب لليان التي ترى أن عودة ترمب تحمل كثيراً من الألم للفلسطينيين وتقول "لقد تعهد الرئيس المنتخب بدعم حق إسرائيل في كسب الحرب ضد ’حماس‘، هذا مؤلم جداً بالنسبة إلينا، ويجعلني أخاف من الأيام المقبلة".
قرارات سابقة
الغزيون الذين يشعرون باليأس غالبيتهم يستذكرون قرارات ترمب غير المسبوقة في شأن قضيتهم، إذ اعترف الرئيس في فترة ولايته الأولى بالقدس موحدة عاصمة لإسرائيل، وأقر خطة السلام الأميركية المعروفة بصفقة القرن، ودعم اتفاقات "أبراهام" التي أبرمت بين إسرائيل وعدة دول عربية لتطبيع العلاقات.
يقول مخيمر "اعتمد تلك السياسات وأدت إلى تعميق الأزمة وأضعفت فرص التوصل إلى حلول سلمية، إذا انتهج الرئيس الأميركي النهج نفسه فإنه لن يحل قضية غزة، بل قد يؤدي إلى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وينهي فرص المفاوضات المستقبلية مع الفلسطينيين".
سيناريوهات
بغض النظر عن رأي المواطنين، فإن المواقف الرسمية من طريق السلطة الفلسطينية علقت آمالها على ترمب بأنه قادر على دفع السلام للمنطقة، وكذلك "حماس" طلبت من الرئيس الأميركي المنتخب ترجمة وعوده وإيقاف حرب القطاع.
ويعتقد الباحث السياسي يحيى مزهر أن هناك ثلاثة سيناريوهات قد يتخذها الرئيس الأميركي عند دخوله البيت الأبيض، الأول التدخل الدبلوماسي بشروط إسرائيلية وقد يسعى إلى إنهاء الحرب عبر مفاوضات أو وساطة، لكن بشروط تميل لمصلحة إسرائيل، مثل نزع سلاح حركة "حماس".
أما السيناريو الثاني، فإن مزهر يقول عنه "صفقة ضغط سريع، يوقف من خلالها إطلاق النار في مقابل تحسين الوضع الاقتصادي، لكن من دون حل جذري للصراع، أي يبحث عن تسوية وليس حلاً".
وبالنسبة إلى السيناريو الثالث فإن مزهر يوضح أنه قائم على تجميد الوضع على الأرض، وفيه يتبنى ترمب وقف النزاع، دون أي حلول، أي بقاء إسرائيل في قطاع غزة وعدم انسحاب الجيش لكن الباحث السياسي يعتقد أن هذا التوجه لن توافق عليه تل أبيب لأنه يعقد المشهد ويدفع "حماس" لاستنزاف الجيش.