ملخص
قاد المدرب الموقت رود فان نيستلروي فريق مانشستر يونايتد لتصحيح أوضاعه بعد فترة إريك تن هاغ الصعبة، والآن يأتي دور المدرب الجديد روبن أموريم الساعي لتغيير كل شيء
ربما تكون هذه هي الطريقة التي يتخيل بها كل مدرب لمانشستر يونايتد نهاية فترة عمله في النادي، مع هتاف جماهير استاد "أولد ترافورد" باسمه، ووجود شخصية محبوبة تقف في دائرة المنتصف، وتصفق للمدرجات الأربعة قبل الذهاب إلى مدرج "ستريتفورد إند" لامتصاص إعجابهم.
من حين لآخر يحدث هذا بالفعل، ولكن فقط في الآونة الأخيرة، مع بعض المدربين الموقتين الذين يحتفلون بأيام مبارياتهم خلال فتراتهم القصيرة وسط فترة من التخبط ملأ رود فان نيستلروي الفجوة بين إريك تن هاغ وروبن أموريم بنتائج رائعة، ومع ذلك يميل الواقع إلى الانحدار بالنسبة إلى المديرين الفنيين الدائمين.
وعلى رغم أن فان نيستلروي جلب شعوراً بالتعافي بخاصة لبرونو فيرنانديز وكاسيميرو وكذلك النتائج والأجواء، فإن أموريم يتولى قيادة نادٍ يحتل المركز الـ13 في الدوري الإنجليزي الممتاز والـ15 في الدوري الأوروبي.
وقال فيرنانديز "ما لم يتغير هو أن هذا النادي يجب أن يعود إلى حيث ينتمي". ونادراً ما كان يونايتد بعيداً من هذا المستوى في العصر الحديث، ويمكن القول إنه لم يأت أي مدرب لقيادة يونايتد في حالة أسوأ من هذه منذ قدوم السير أليكس فيرغسون عام 1986.
وإذا كانت السوابق جيدة فإن المهمة لا تزال صعبة، وربما أصبحت أصعب بسبب الظروف التي مر بها ديفيد مويس ولويس فان خال وجوزيه مورينيو وتن هاغ حيث تولوا جميعاً المسؤولية في الصيف وتمكنوا من إتمام بعض التعاقدات التي يرغبون فيها قبل نهاية نافذة الانتقالات، وإن لم يكن بالضرورة بالقدر الذي يريدونه أو كل ما يريدونه، لكن يتعين على أموريم خوض 11 مباراة في الأقل من دون صفقات جديدة وبتشكيلة لا تبدو مناسبة له (أو كما قد يقول البعض لأي مدير فني آخر).
وقال فان نيستلروي عندما سئل عما إذا كانت مجموعة اللاعبين الحالية تناسب أسلوب أموريم "لا أستطيع التعليق على ذلك"، وأصر على خطة (4 - 2 - 3 - 1) التي تشبه خطة تن هاغ بدلاً من محاولة إدخال خطة (3 - 4 - 3) المفضلة للمدرب البرتغالي القادم، وعلى وجه الخصوص، يبدو أن يونايتد يفتقر إلى ظهيرين طبيعيين - حيث يشعر جميع لاعبي الظهير الأيمن بأنهم أكثر استعداداً للمشاركة في خط دفاع رباعي - في حين أن تعريف أموريم للمهاجم الداخلي سيكون مفيداً، إنه يلعب بصورة لا تحوي رقم "10" تقليدي (صانع ألعاب)، بينما اللاعب الأكثر تميزاً في يونايتد الآن هو فيرنانديز، وهو لاعب رقم "10" وهو في حالة جيدة، وقال عنه فان نيستلروي "برونو عاد للإنتاج".
هذا جزء من إرثه، وكذلك فإن رؤية مانويل أوغارتي كلاعب أساس هي جزء من إرثه، إذ بدأ الأوروغواياني كل مباراة لفان نيستلروي، كما فعل في عديد من المباريات كبديل مع تن هاغ، الذي بدا بالكاد يثق في الصفقة الصيفية. كان عماد ديالو مستفيداً آخر من فترة أسبوعين تولى فيها فان نيستلروي تدريب الفريق، ولكن مع شعور أليخاندرو غارناتشو بعدم القدرة على الاحتفال بهدفه الرائع ضد ليستر بسبب انتقادات الجماهير، يحتاج جناح شاب آخر إلى تجديد شبابه.
وعلى المستوى الفردي، يحتاج كثير من اللاعبين إلى الاهتمام، إذ سجل فيكتور غيوكيريس 66 هدفاً في 68 مباراة لمصلحة أموريم في سبورتنغ لشبونة، بينما يبدو أن جوشوا زيركزي، الذي لم يسجل أي هدف في آخر 16 مباراة له مع يونايتد، قد تخلى عن كل اهتمامه بالتسجيل ويقدم راسموس هويلوند أداءً بعيداً من مستواه.
في الدفاع كان ديوغو دالوت ممتازاً في الموسم الماضي، لكنه هبط تماماً هذا الموسم، وقد يكون هناك قريباً مجال لإراحته أخيراً، إذ عاد كل من لوك شو وليني يورو إلى التدريبات، والأخير صفقة تن هاغ التي لم تلعب أبداً مع تن هاغ، وحتى الآن، نصير مزراوي هو الأقرب إلى النجاح من بين الصفقات الخمس في الصيف، وكانت الأسعار الأخرى باهظة الثمن، لكن يونايتد أنفق 200 مليون جنيه استرليني (257.70 مليون دولار) في الصيف، لكن لا تظهر عليه علامات إنفاق هذا المبلغ الضخم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإذا كان هناك شيء مثير للاهتمام فيما يصنعه أموريم في الميراث الذي حصل عليه، فهو يحمل بصمة تن هاغ، ومن بين 22 لاعباً ظهروا مع يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، انضم 12 لاعباً تحت قيادة الهولندي، أحد هؤلاء هو ماسون ماونت الذي لم يناسب أبداً أي مركز في تكتيكات تن هاغ، ولكنه في الأقل ازدهر في تشكيل (3 - 4 - 3) مع توماس توخيل في تشيلسي.
يبدأ أموريم في فترة توقف دولية ولديه مزيد من اللاعبين للعمل معهم على الفور لأن بعضهم مثل كاسيميرو وأنتوني وماونت وماركوس راشفورد، فقدوا أماكنهم في منتخبات بلادهم وهذا أيضاً يعكس محنة يونايتد.
لذا فإن مهمته شاقة، في الأقل قدم فان نيستلروي بعض الوضوح في الفكر وبعض الانتصاراًت، لكنه خاض أربع مباريات، ثلاث منها سهلة نسبياً وكلها على أرضه، لكن خمس من مباريات أموريم الثماني الأولى ستكون خارج أرضه، وثلاث من المباريات الخمس التالية في الدوري ستكون ضد فرق من بين الخمسة الأوائل حالياً.
وسيكون عليه محاولة اللحاق بالركب بينما يسعى لتنفيذ نظام مختلف، مع مجموعة من اللاعبين الذين بدوا بصورة روتيني غير متعاونين في آخر 14 شهراً من حقبة تن هاغ، وظهروا بصورة غير مترابطة ضد فرق ذات خطط أكثر تفوقاً، وفي كثير من الأحيان، يفتقر يونايتد إلى التماسك التكتيكي، وهناك تساؤلات حول ما إذا كان الفريق لديه قوة تشغيل كافية لتنفيذ مهام الضغط واللعب بخط دفاعي متقدم والعودة إلى الوراء بالاجتهاد الذي يمكن أن يطلبه المدير الفني صغير السن.
لقد نجح فان نيستلروي في تثبيت استقرار السفينة، والآن تأتي رحلة أموريم إلى المجهول، وقال فان نيستلروي، "لقد شعرت بأن هذه المباريات الأربع كانت بمثابة بداية للمستقبل". وكان يتحدث عن موقفه الشخصي، ولكن الأمر نفسه ينطبق على يونايتد، وسيتعين على أموريم أن يتألق إذا ما أراد أن يحصل في آخر مباراة له على ملعب "أولد ترافورد" على الاستقبال نفسه الذي حظي به فان نيستلروي.
© The Independent