ملخص
تحدث مصدر دبلوماسي حضر القمة إلى "اندبندنت عربية" وأكد أن الرئيس التركي انسحب بالفعل من مقعده قبل إلقاء الأسد كلمته، إلا أن سبب ذلك لم يكن معروفاً، فهو لم يلحظ أي توتر في القاعة بين الرجلين في كواليس القمة، أثناء التقاط الصور التذكارية أو قبل أخذ مقاعدهما.
بدوره قال مصدر دبلوماسي تركي أن انسحاب الرئيس كان بقصد السفر إلى أذربيجان، إذ كان لديه جدول أعمال هناك، مثل عدد من الزعماء الذين حضروا القمة، وكان خروجهم اعتيادياً، نافياً أن يكون القصد من خروج الرئيس من القاعة المقاطعة.
تداول عدد من المتفاعلين مع القمة المشتركة التي أقيمت في الرياض أمس، مزاعم بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انسحب من وقائع القمة أثناء إلقاء نظيره السوري كلمته أمام الحشد العربي والإسلامي الذي دعت إليه الرياض للمرة الثانية منذ حرب غزة بهدف الضغط على إسرائيل والمجتمع الدولي لوقف الانتهاكات في فلسطين ولبنان.
وأشارت المقاطع المتداولة إلى بشار الأسد وهو يلقي كلمته، في حين كان المقعد التركي خالياً من شاغله الرئيس أردوغان الذي أناب عنه سفير بلاده لدى الرياض أمرالله أشلر ليشغل موقعه.
وتحدث مصدر دبلوماسي حضر القمة إلى "اندبندنت عربية" وأكد أن الرئيس التركي انسحب بالفعل من مقعده قبل إلقاء الأسد كلمته، إلا أن سبب ذلك لم يكن معروفاً، فهو لم يلحظ أي توتر في القاعة بين الرجلين في كواليس القمة، أثناء التقاط الصور التذكارية أو قبل أخذ مقاعدهما.
الخروج حدث ولكن بأي قصد؟
بدوره قال مصدر دبلوماسي تركي أن انسحاب الرئيس كان بقصد السفر إلى أذربيجان، إذ كان لديه جدول أعمال هناك، مثل عدد من الزعماء الذين حضروا القمة، وكان خروجهم اعتيادياً، نافياً أن يكون القصد من خروج الرئيس من القاعة المقاطعة.
وقال في تصريح لـ"اندبندنت عربية" إن القمة الاستثنائية المشتركة "كانت ناجحة، والكل كان حريصاً على تقديم الدعم للقضية الفلسطينية بصورة قوية، ولا سيما الرئيس التركي، الذي كان لكلمته القوية صدى في تركيا"، معرباً عن شكر بلاده الرياض على تنظيمها الحشد الدولي الكبير، الذي أكد أنه استطاع أن "يظهر العالم الإسلامي قوة واحدة للضغط على المؤسسات الدولية لإنصاف الشعب الفلسطيني"، ونوه إلى أن جهود القمة في نسختها الأولى كانت واضحة في زيادة الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية إلى تسع دول في غضون عام فقط.
وقد يكون من بين الظروف التي دفعت أردوغان إلى المغادرة السريعة ارتباطه بعقد محادثة ثنائية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي استقبله على هامش القمة وزعماء آخرين الفلسطيني والأردني والماليزي والنيجيري، بحسب ما وثقت وكالة الأنباء السعودية.
وكان الرئيس التركي شدد في كلمته أمام القمة على ضرورة ألا يستسلم العالم الإسلامي لما تريد إسرائيل فرضه بالقوة، داعياً إلى تنسيق الجهود "لاتخاذ إجراءات قسرية ضد مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية في فلسطين على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وأبدى استعداد تركيا "لتنفيذ كل المقترحات الملموسة والواقعية التي من شأنها أن تجعل إسرائيل تدرك أن احتلالها للأراضي الفلسطينية له تكاليف".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قد تكون رسالة رد على انسحاب سابق
لكن المحلل السياسي التركي في جامعة إسطنبول سمير صالحة على رغم ذلك لم يستبعد أن تكون الخطوة التركية مقصودة، بوصفها رداً على موقف سابق بين وزيري خارجية البلدين، بيد أنه في الوقت نفسه لفت إلى إمكان استثمار القمة من جانب بعض الدول الحاضرة في تقريب وجهات النظر بين الجارين المتضادين.
وقال في حديث مع "اندبندنت عربية" إننا لم نر أية صور "تؤكد أن الرئيس غادر القاعة ما إن بدأ بشار كلمته، نعم رأينا السفير التركي لدى السعودية أمر الله أشلر يجلس مكان أردوغان ويترأس الوفد، لكن لا نعرف إذا كان أردوغان تعمد المغادرة بهذه الطريقة أم لا".
وأضاف "مع ذلك هناك احتمال بأن يكون الرئيس التركي غادر المكان متعمداً، لماذا؟ لأنه في سبتمبر (أيلول) الماضي في لقاء آخر مشابه غادر وزير الخارجية السوري فيصل المقداد القمة ما أن بدأ نظيره التركي هاكان فيدان بإلقاء كلمته، وربما كانت هذه بتلك".
وكان المقداد غادر قاعة اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته العادية الـ162، بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة، لدى إعلان كلمة نظيره التركي في موقف فهم أنه تعبير عن رفض دمشق مشاركة أنقرة في الاجتماع.
NEW: Erdogan appears to have left the room as Syria’s Assad began his speech at the Islamic countries summit in Riyadh.
— Ragıp Soylu (@ragipsoylu) November 11, 2024
The footage shows Erdogan’s seat taken by a Turkish representative
A latest Erdogan outreach to Assad for talks hasn’t progressed. pic.twitter.com/FNBno5w9tm
وقالت مصادر إعلامية مصرية حينها إن دمشق قللت من تمثيلها خلال كلمة وزير الخارجية التركي، إذ غادر الوزير السوري منفرداً تاركاً مقعده لأحد أعضاء الوفد السوري المشارك، مع استمرار تمثيل سوريا بالاجتماع، قبل أن يعود للاجتماع مرة أخرى عقب انتهاء كلمة وزير الخارجية التركي.
هل هناك شيء ما خلف الستار؟
وسبق أن وجه أردوغان دعوة للأسد من أجل لقائه، لكن الأخير لم يقدم أية بادرة إيجابية على هذا الصعيد، على رغم أنه أعلن سابقاً عدم ممانعته تلك الخطوة، غير أنه اشترط بحسب وسائل إعلام سورية أن يسبق أي لقاء إعلان تركيا نيتها الانسحاب من سوريا.
قبل أقل من شهر كان الرئيس التركي قال إنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين التوسط مع دمشق لتطبيع العلاقة معها، "من منطلق إدراكها أن التطبيع سيعود بالنفع عليها أيضا"، وفقاً لما نسبت وسائل إعلام تركية إلى أردوغان.
ويتردد أن دولاً عربية كبرى مثل مصر تعلق تحسين علاقتها مع تركيا على نحو أوسع بانسحابها من الأراضي السورية، وفي هذا الصدد يعود الأكاديمي التركي سمير صالحة إلى التعليق على واقعة الانسحاب المذكورة بأنها بغض النظر عن حدوثها أم لا، فإن هناك أمر مؤكد هو أنه "على رغم كثير من الجهود السياسية والدبلوماسية التي بذلت بعيداً من الأضواء باتجاه التقريب بين أنقرة ودمشق لم يسجل أي اختراق حقيقي، إلا ربما على لسان القيادات التركية تحديداً الرئيس رجب طيب أردوغان في الأشهر الأخيرة، لكننا لم نر أية ترجمة عملية باتجاه تفعيل هذه الرسائل وترجمتها وتحويلها إلى خطوات عملية بين الطرفين".
ورجح أن هناك عدداً من العواصم العربية "تسعى إلى تجاوز العقبات وتسهيل عقد قمة تركيا - سوريا من هذا النوع بعيداً من الأضواء، وتبعاً لذلك نحن لا نعرف هل فعلاً هذه المقاطعة موجودة أم أن هناك شيئاً ما يدور من وراء الستار بين الدولتين، لكن هناك نقطة مهمة فيما يقال حول مغادرة الرئيس التركي القاعة، علينا ألا ننساه وهو أننا لم نر أي مشهد أو صور تؤكد ذلك كي نجزم به".
ولأن القمة طالت بسبب رغبة كل الزعماء الحاضرين في إلقاء كلماتهم، شوهدت مغادرة عدد منهم بعد إلقاء مشاركاتهم وتسجيل حضورهم، أمثال أمير قطر الشيخ تميم الذي أناب عنه بعد افتتاح القمة وزير الدولة للشؤون الخارجية، وكذلك الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن الذي خرج هو الآخر مستعجلاً بعد مشاركته، إضافة إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وغيرهم، لكن بسبب غياب سياق سياسي يدفعهم إلى ذلك، صارت الأنظار تتجه للرئيسين التركي والسوري من دون الآخرين.