ملخص
أسفرت الحملة العنيفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي في غزة رداً على هجوم "حماس" عن 43799 قتيلاً في الأقل، غالبيتهم مدنيون، وفقاً لآخر أرقام وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".
وتواصل القوات الإسرائيلية هجومها بشمال غزة حيث تقول إنها تحاول منع حركة "حماس" من إعادة ترتيب صفوف قواتها هناك.
قال مسعفون وسكان إن عشرات الفلسطينيين سقطوا بين قتيل وجريح في قصف إسرائيلي استهدف مبنى سكنياً متعدد الطوابق في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة اليوم الأحد وهو مبنى تقطنه ست عائلات في الأقل.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن نحو 70 ساكناً كانوا يقيمون في تلك البناية لكن المكتب الإعلامي لحركة "حماس" في قطاع غزة قدر عدد الضحايا بأنه 72 قتيلاً.
"أهداف إرهابية"
وقال الجيش الإسرائيلي إن ضربات عدة نفذت خلال الليل على "أهداف إرهابية" في بيت لاهيا وإنه بذل كل الجهود الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين. وأضاف "يجب التعامل بحذر مع جميع المعلومات الصادرة عن وزارة الصحة التي تديرها 'حماس'، إذ ثبت مراراً في وقائع سابقة أنها تفتقر للصدقية".
وأظهرت لقطات مصورة لموقع الضربة السكان وهم ينتشلون جثثاً من تحت كومة ضخمة من الركام ومنازل مجاورة متضررة من الضربة بعضها لحقت به أضرار جسيمة.
ومنذ الشهر الماضي أرسل الجيش الإسرائيلي دبابات إلى بيت لاهيا وبلدتي بيت حانون وجباليا القريبتين وقال إنها حملة لمحاربة مسلحي "حماس" الذين يشنون هجمات ولمنعهم من معاودة تنظيم صفوفهم. ومخيم جباليا أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية الأقدم في قطاع غزة.
وقال الجيش إنه قتل مئات المسلحين في المناطق الثلاث التي قال سكانها إن القوات الإسرائيلية عزلتها عن مدينة غزة.
أعداد متزايدة للقتلى
ذكر بيان للجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي" اليوم الأحد أن مقاتلين فجروا مركبة عسكرية إسرائيلية خلال اشتباك في بيت لاهيا. ولم يصدر تعليق من إسرائيل بعد في هذا الصدد.
وفي وقت لاحق من اليوم، قال مسعفون نقلاً عن سكان في خان يونس جنوب قطاع غزة إن ضربة إسرائيلية قتلت خمسة فلسطينيين مهمتهم مرافقة شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع. وأضافوا أن ضربة أخرى على مدينة غزة أودت بحياة رجلين.
وفي وقت سابق من اليوم الأحد قال مسعفون إن ضربة جوية إسرائيلية قتلت 10 في الأقل في مخيم البريج في وسط القطاع إثر سقوط صاروخ على منزل، كما قتل أربعة آخرون في مخيم النصيرات المجاور.
مقتل جندي إسرائيلي
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد مقتل أحد جنوده في قتال شمال غزة أمس السبت، بينما واصل قصف القطاع المدمر والمحاصر والمهدد بمجاعة بحسب الأمم المتحدة.
بحسب الدفاع المدني الفلسطيني، قُتل 24 شخصاً أمس السبت بينهم نساء وأطفال بغارات جوية، ولا سيما على منازل ومدرسة تؤوي نازحين في جنوب القطاع الفلسطيني وشماله.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة لوكالة الصحافة الفرنسية "منذ صباح اليوم ارتفع إلى 24 قتيلاً عدد الذين نقِلوا إلى مستشفيات أو مراكز طبية إثر غارات جوية إسرائيلية" على غزة.
وأوضح أن "ثمانية قتلى في الأقل ونحو 20 جريحاً سقطوا بقصف طيران الاحتلال مركز إيواء في مدرسة أبو عاصي التابعة لوكالة الأونروا بمخيم الشاطئ الشمالي بمدينة غزة". وأشار إلى أن "طيران الاحتلال نفذ أحزمة نارية بعدد من الغارات الجوية المكثفة والعنيفة على مناطق شمال غربي مدينة غزة ومخيم الشاطئ".
وقال أيضاً "انتُشل أربع ضحايا وعدد من الإصابات بجروح مختلفة، إثر قصف جوي إسرائيلي استهدف صالون حلاقة في منزل لمواطن من عائلة أيوب قرب مفرق الشعبية بشمال وسط مدينة غزة". ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي "نسف بواسطة المتفجرات أكثر من 10 منازل في مخيم جباليا".
"انفجار ضخم جداً"
في رفح بجنوب القطاع، قال جميل المصري إن منزلاً أصيب، مما أدى إلى "انفجار ضخم جداً، ذهبنا للمنزل فوجدناه مدمراً والنار تشتعل". وأضاف أن الناس "بدأوا البحث عن قتلى وناجين" بأيديهم العارية، وبعض الضحايا "لا يزال تحت الأنقاض".
يشن الجيش الإسرائيلي منذ السادس من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي هجوماً جوياً وبرياً على شمال قطاع غزة، خصوصاً في جباليا حيث تسعى "حماس" بحسب قوله إلى إعادة تنظيم صفوفها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق السبت أن قواته واصلت "نشاطها العملياتي" بشمال القطاع، في جباليا وبيت لاهيا.
خلال هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، خطف 251 شخصاً داخل إسرائيل واقتيدوا إلى غزة. ولا يزال 97 منهم محتجزين في القطاع بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
ومنذ الهدنة الوحيدة التي أبرمت نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وأتاحت الإفراج عن 100 رهينة، لم تُفضِ المفاوضات إلى نتيجة، مما دفع قطر، إحدى دول الوساطة، إلى إعلان تعليق وساطتها بين إسرائيل و"حماس".
وأسفرت الحملة العنيفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي في غزة رداً على هجوم "حماس" عن 43799 قتيلاً في الأقل، غالبيتهم مدنيون، وفقاً لآخر أرقام وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".
في تل أبيب، خرج إسرائيليون مجدداً إلى الشوارع لمطالبة حكومة نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن في غزة.