ملخص
بات الحل لوضع حد للحرب بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان "في متناول اليد"، بحسب ما كشف عنه المبعوث الخاص للرئيس الأميركي آموس هوكشتاين الذي وصل إلى بيروت أمس الثلاثاء للتفاوض على هدنة تستند إلى مقترح أميركي.
أعلن القيادي بـ "حزب الله" محمود قماطي اليوم الأربعاء أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار تتوسط فيه الولايات المتحدة "يجب أن ينهي القتال بسرعة ويحفظ سيادة لبنان"، في إشارة على ما يبدو إلى موقف إسرائيل المتمثل في أنها ستواصل ضرب الحزب حتى في ظل الهدنة.
وأضاف قماطي في تصريحات لقناة "المنار" التابعة لـ "حزب الله" أنه ليس متفائلاً ولا متشائماً بشأن احتمالات التوصل لهدنة، بينما ذكرت قناة "العربية" أن مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر يبحث غداً الخميس وقف النار بلبنان.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الأربعاء إن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و"حزب الله" أتاحت فرصة للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار، ودعا الجانبين إلى قبول الاتفاق المطروح على الطاولة.
وأضاف لراديو "أوروبا 1"، "هناك فرصة متاحة لوقف دائم لإطلاق النار في لبنان تسمح بعودة النازحين وتضمن السيادة اللبنانية وأمن إسرائيل". وتابع "أدعو الطرفين اللذين نتواصل معهما بشكل وثيق إلى اغتنام هذه الفرصة".
مقتل جندي لبناني
ميدانياً، أعلن الجيش اللبناني الأربعاء مقتل عسكري جراء ضربة إسرائيلية في جنوب لبنان، غداة مقتل ثلاثة عسكريين في قصف إسرائيلي على موقعهم.
وأفاد الجيش في بيان بمقتل أحد العسكريين متأثراً بجروح أصيب بها نتيجة استهداف إسرائيلي آلية له على طريق برج الملوك - القليعة في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل.
وتزامناً مع زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت والحديث عن حل لوقف إطلاق النار أعلن "حزب الله" أن عناصره استهدفوا ليل الثلاثاء الأربعاء قرب بلدة مركبا في جنوب لبنان بصواريخ موجهة جنوداً إسرائيليين كانوا يحاولون إخلاء رفاق لهم أصيبوا بصواريخ مماثلة، مؤكداً أنه أوقع أفراد هذه القوات "بين قتيل وجريح".
وقال الحزب المدعوم من إيران في بيان إن عناصره "استهدفوا قوة مشاة إسرائيلية بصاروخ موجه، وتم تحقيق إصابات مؤكدة"، و"لدى وصول قوة مشاة إسرائيلية ثانية لسحب الإصابات" تم استهدافها "بصاروخ موجه ثان، أوقع فيهم إصابات مؤكدة"، قبل أن تحاول "قوة مشاة إسرائيلية ثالثة التقدم لسحب القتلى والجرحى فاستهدفها" عناصر الحزب "بصاروخ موجه ثالث، وأوقعوهم بين قتيل وجريح".
واتهم الجيش الإسرائيلي "حزب الله" بإطلاق النار على قاعدتين لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان أمس الثلاثاء.
وأفاد بيان للجيش أن "حزب الله" أطلق "عدداً من الصواريخ" على قاعدة للأمم المتحدة في بلدة شمع الجنوبية نحو الساعة 1:30 بعد الظهر (11:30 توقيت غرينتش)، وأضاف أنه في الساعة 9:50 صباحاً (7:50 توقيت غرينتش) أصاب صاروخ أطلقه "حزب الله" موقعاً آخر للأمم المتحدة في بلدة رامية.
مقتل 3 جنود لبنانيين
وأعلن الجيش اللبناني أن ثلاثة من جنوده قتلوا أمس الثلاثاء في غارة إسرائيلية استهدفت موقعهم في الصرفند بجنوب لبنان، إذ تواجه إسرائيل "حزب الله".
وكتب الجيش على منصة "إكس"، أن إسرائيل استهدفت مركزاً للجيش في بلدة الصرفند - الجنوب، مما أدى إلى مقتل ثلاثة عسكريين، وأفادت وزارة الصحة اللبنانية عن إصابة ثمانية أشخاص آخرين في هذه الغارة.
في الجانب الإسرائيلي أعلن الجيش مقتل جندي أول من أمس الإثنين في معارك مع "حزب الله" في جنوب لبنان، لترتفع بذلك حصيلة قتلاه منذ الـ30 من سبتمبر (أيلول) إلى 49 شخصاً، وفي المجموع قتل 79 جندياً و46 مدنياً خلال 13 شهراً.
الحل "في متناول اليد"
بات الحل لوضع حد للحرب بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان "في متناول اليد"، بحسب ما كشف عنه المبعوث الخاص للرئيس الأميركي آموس هوكشتاين الذي وصل إلى بيروت أمس الثلاثاء للتفاوض على هدنة تستند إلى مقترح أميركي.
وكانت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون عرضت الخميس الماضي على رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري خطة من 13 نقطة تنص على هدنة من 60 يوماً ونشر الجيش في جنوب لبنان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في هذا الإطار وعقب اجتماع استمر قرابة ساعتين بين هوكشتاين ورئيس البرلمان نبيه بري المكلف من "حزب الله" التفاوض باسمه، قال المبعوث الأميركي للصحافيين "إنها لحظة اتخاذ القرار، أنا هنا في بيروت لتسهيل اتخاذ القرار، لكن في نهاية المطاف فإن القرار بالتوصل الى حل للنزاع يعود للأطراف" المعنية.
وأضاف "صار الأمر الآن في متناول اليد"، والتقى هوكشتاين أيضاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون.
وقال بري في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" إن "الوضع جيد مبدئياً"، موضحاً أن "هناك ممثلاً عنه وممثلاً عن الأميركيين لمناقشة بعض التفاصيل التقنية".
وشدد بري على أن هوكشتاين "يقول إنه نسق مع الإسرائيليين في ما يخص المسودة"، وقال مصدر دبلوماسي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم الكشف عن هويته "لقد أحرز تقدم في المفاوضات، الأمور تتقدم".
غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر مساء الإثنين من أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية ضد "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران، حتى في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان.
وأضاف في كلمة أمام الكنيست، "الأمر الأهم ليس (الاتفاق الذي) سيوضع على الورق، سنكون مجبرين على ضمان أمننا في شمال (إسرائيل) وتنفيذ عمليات بصورة منهجية ضد هجمات (حزب الله)، حتى بعد وقف إطلاق النار"، لمنع التنظيم من إعادة بناء قواته.
تواصل المعارك
ميدانياً استهدفت غارة إسرائيلية فجر الثلاثاء الضاحية الجنوبية لبيروت، على ما أفادت به الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، غداة مقتل خمسة أشخاص في غارة على وسط العاصمة.
وأفادت الوكالة الوطنية بأن "مسيرة معادية أغارت فجر (الثلاثاء) على مبنى مؤلف من أربع طبقات في منطقة الشياح ودمرته"، مشيرة إلى وقوع إصابات "متوسطة" في هذه الغارة التي لم يسبقها إنذار إسرائيلي بالإخلاء.
وأشارت الوكالة أيضاً إلى ضربات ليلية على مدينة صور بجنوب لبنان والقرى المحيطة بها، مشيرة إلى أنه تم استهداف مركز إسعاف تابع لـ"حزب الله" في قانا.
واستهدفت المدفعية الاسرائيلية أيضاً بلدة الخيام في جنوب لبنان بحسب المصدر نفسه، فيما أصابت ضربتان قريتين في سهل البقاع شرق البلاد.
وجرت معارك أيضاً بين "حزب الله" والقوات الإسرائيلية قرب قرية شمع بجنوب لبنان على بعد نحو خمسة كيلومترات من الحدود، بحسب الوكالة الوطنية للاعلام.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أن نحو 40 مقذوفة أطلقت من لبنان، صباح أمس الثلاثاء، على الأراضي الإسرائيلية.