ملخص
انخفض عدد الأشجار التي حصدت في الولايات المتحدة 30 في المئة منذ عام 2002 وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية
سيخرج ملايين الأميركيين هذا الأسبوع لشراء شجرة كريسماس حية على رغم أن المزارعين يواجهون تحديات تاريخية في إيصالها إلى الأسواق.
ويضغط التعفن الجذري ونقص العمالة والمنافسة الأجنبية والتضخم في كل شيء بدءاً من البذور، وصولاً إلى الجرارات على محصول هذا العام.
كان ذلك قبل أن يزعج إعصار هيلين الجزء الغربي من ولاية كارولاينا الشمالية التي تنتج أكبر عدد من أشجار الكريسماس بعد ولاية أوريغون.
وقال نائب مدير رابطة مزارعي كارولاينا الشمالية لي ويكر لصحيفة "وول ستريت جورنال"، "إنها أصعب سنة في الزراعة في كارولاينا الشمالية... أضرار هيلين كان لها تأثير تراكمي، ولم يكن الأمر مجرد مشكلة واحدة، بل مجموعة من الأشياء التي حدثت".
شجرة "فريزر فير"
بيع نحو 21.6 مليون شجرة كريسماس حقيقية في الولايات المتحدة العام الماضي بسعر متوسط قدره 75 دولاراً، وفقاً لجمعية أشجار الكريسماس الوطنية. وتاريخياً يعد اليوم الذي يلي عيد الشكر هو ذروة مبيعات الأشجار الحية، لكن عيد الشكر هذا العام جاء متأخراً، مما أدى إلى موسم مبيعات أقصر من المعتاد، وهو ما شكل ضغطاً إضافياً على المزارعين.
تحقق حلم عديد من مزارعي كارولاينا الشمالية في تسليم واحدة من أكثر أنواع أشجار الكريسماس شهرة، شجرة "فريزر فير"، إلى أسواق الأشجار في الأسابيع الأخيرة، في حين أن واحدة من كل أربع أشجار "فريزر فير" تباع على مستوى البلاد، وتأتي كل أشجار "فريزر فير" تقريباً التي تباع على الساحل الشرقي من غرب كارولاينا الشمالية، ودمرت المنطقة جراء الفيضانات التي أسفرت عن مقتل 95 شخصاً، وأغرقت الطرق ودمرت المنازل، بما في ذلك منزل مزارع الأشجار وايتستيل آيفري الثالث.
وقال آيفري البالغ من العمر 58 سنة إنه فقد حظيرة ومكتباً ومقطورات نقل وشاحنات تفريغ والأكثر سوءاً من ذلك 60 ألف شجرة، أي ثلث إجمالي الأشجار في شركة "ترينيتي تري" العائلية، إذ إن عديداً من الأشجار المتضررة كانت مغمورة جزئياً بمياه الفيضانات، بينما كانت أخرى مغطاة بالطين الذي يصعب غسله. ويعمل موظفو آيفري، الذين يشملون أبناءه البالغين، على استعادة ما يمكنهم استعادته، مثل تقليم رؤوس الأشجار لاستخدامها في عروض الطاولات وصنع ثلاثة آلاف إكليل، وهو ضعف العدد المعتاد.
وقال آيفري، "ننظف ما نستطيع، ونصنع أشجاراً صغيرة بطول 4 أقدام من أشجار بطول 8 أقدام، وكان يجب أن نستفيد من شيء ما".
لم تتأثر جميع المزارع بصورة كبيرة، فأشجار "فريزر فير"، التي تشتهر بإبرها الخضراء ذات اللمسات الفضية ورائحتها العطرة وقدرتها الممتازة على الاحتفاظ بالإبر، تنمو في المناطق المرتفعة، لذلك كان معظم الأشجار مزروعة على مسافة بعيدة من الأنهار والمجاري المائية، ومع ذلك تسببت الفيضانات في قطع الطرق وتعطيل حركة العائلات وتدمير المنازل والأعمال التجارية.
وقالت جمعية أشجار الكريسماس في ولاية كارولاينا الشمالية إنه يجب أن يكون هناك ما يكفي من الإمدادات لكل من يرغب في شراء شجرة حقيقية هذا العام، على رغم أن المزارعين يشيرون إلى أن المشترين قد يحتاجون إلى تعديل توقعاتهم.
تأثير طويل على أشجار الكريسماس
ويتوقع أن يؤثر إعصار "هيلين" على صناعة أشجار الكريسماس لسنوات مقبلة، إذ يستغرق نمو شجرة "فريزر فير" كاملة الحجم نحو 10 سنوات، فتنمو بمعدل قدم واحدة في السنة. مع الإشارة إلى أن عديداً من الأشجار التي تعرضت للأضرار كانت في مرحلة النمو قبل النضج، مما يضغط على الإمدادات بعد خمس أو ست سنوات، كما أن بعض الأشجار كانت شتلات يعتنى بها من كثب في مشاتل لسنوات قبل زراعتها على المنحدرات الجبلية.
وعندما غمرت الفيضانات مشتل "بار إيفرجرينز"، فقدت الشركة العائلية 200 ألف شتلة، تقدر قيمتها بـ500 ألف دولار. وعلى عكس محاصيل الذرة أو فول الصويا، فإن محصول أشجار الكريسماس له دورة نمو طويلة جداً، مما يجعله غير قابل للتأمين بكلفة معقولة، بحسب ما أفاد صاحب الشركة من الجيل الثاني، روستي بار.
وقال بار إن العاصفة جعلت الأعمال الصعبة أكثر صعوبة. وتزدهر شجرة "فريزر فير" على القمم العالية لجبال الأبلاش الجنوبية، إذ درجات الحرارة المعتدلة والأمطار الوفيرة، لكن كانت الأمطار غير متوقعة، ليس فقط بسبب نحو 10 بوصات من الأمطار التي أفرغتها العاصفة هيلين، لكن أيضاً بسبب قلة الأمطار بصورة متكررة، وفقد كثير من المحصول بسبب جفاف سنوات مضت، ومع ذلك كان هناك تساقط مبكر للثلوج هذا العام، على رغم أن المنطقة لا تحصل على الثلوج السنوية التي كانت تحصل عليها في الماضي، كما يقول بار.
محدودية العمالة وزيادة الكلفة
تشكل محدودية العمالة المحدودة أيضاً مشكلة، إذ تعد ولاية كارولاينا الشمالية واحداً من أكبر مستخدمي برنامج تأشيرات H-2A للعمال الزراعيين، وأصبحت اللوائح المتعلقة بتوظيف العمال الأجانب أكثر تعقيداً، وفقاً لما قاله بار، الذي يوظف عادة 35 عاملاً من فبراير (شباط) حتى ديسمبر (كانون الأول) كل عام، ويجلب 20 آخرين لحصاد أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام. وذكر أن الأجر بالساعة الذي يدفعه سيرتفع إلى أكثر من 16 دولاراً العام المقبل، مما يزيد من الكلفة التي يجب امتصاصها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال بار البالغ من العمر 56 سنة إنه يدعم تعهد الإدارة القادمة لترمب بالتصدي للهجرة غير الشرعية، لكنه قلق في شأن الخطاب المحيط بتشديد القيود على الهجرة القانونية.
وأضاف بار، "نعيش في مجتمع يتألف في الغالب من كبار السن والمتقاعدين، وتزداد قوة العمل من 700 عامل إلى 2500 عامل خلال موسم الحصاد... لا يمكننا القيام بذلك من دونهم".
عصفت مثل هذه التحديات بحجم السوق، إذ انخفض عدد الأشجار التي حصدت في الولايات المتحدة بنسبة 30 في المئة منذ عام 2002، وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية، حتى مع نمو عدد السكان الأميركيين بنسبة 16 في المئة خلال الفترة نفسها.
وقبل 15 عاماً، حصد بار 90 في المئة من الأشجار التي زرعها، والآن أصبحت النسبة 70 في المئة، مع ذلك قال إنه لن يستبدل العمل بأي عمل آخر.
اختيرت شجرة "تنوب فريزر" كشجرة عيد الميلاد في البيت الأبيض 16 مرة، بما في ذلك شجرة هذا العام من مزرعة أشجار عيد الميلاد الخاصة بكارتنر في نيولاند بولاية نورث كارولاينا. وقال مزارعو المنطقة إن هذا الشرف كان له معنى خاص هذا العام، وهو رمز للمرونة والأمل.
وقال بار عن الشجرة، "إنها كاديلاك أشجار عيد الميلاد، فأنت تقدم للناس القطعة المركزية لمنزلهم لموسم العطلات".