ملخص
قال زعيم "هيئة تحرير الشام" إن سوريا تستحق نظام حكم قائماً على المؤسسات، وليس على حكم فردي، في إشارة إلى الأسد، مضيفاً "نحن نتحدث عن مشروع أكبر، نتحدث عن بناء سوريا"، وتابع "هيئة تحرير الشام ليست سوى جزء من هذا الحوار، وقد تحل في أي وقت، وهي ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لأداء مهمة وهي مواجهة هذا النظام".
أكد أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، زعيم "هيئة تحرير الشام" التي تقود فصائل المعارضة في هجومها المباغت في سوريا، أن الهدف هو الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الجولاني في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية بثتها اليوم الجمعة، "عندما نتحدث عن الأهداف، يبقى هدف الثورة إسقاط هذا النظام. من حقنا أن نستخدم كل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف"، مضيفاً أنه على رغم المساعي الإيرانية والروسية إلى إنقاذه "هذا النظام مات".
وفي مقابلة أجريت في مكان لم يكشف عنه داخل سوريا، تحدث الجولاني عن خطط لإنشاء حكومة قائمة على المؤسسات و"مجلس يختاره الشعب".
وسعى الجولاني خلال المقابلة إلى طمأنة الأقليات الدينية غير المسلمة في سوريا، مؤكداً أنهم سيعيشون في سلام وأمن تحت حكم الفصائل المعارضة، وقال "لا يحق لأحد أن يمحو طائفة أخرى، فهذه الطوائف تعايشت في هذه المنطقة منذ مئات السنين، ولا يحق لأحد أن يقضي عليها".
وعبر الجولاني عن رغبته في أن تغادر القوات المسلحة الأجنبية سوريا فور سقوط النظام، وسط انتشار قوات أميركية وروسية وتركية وإيرانية في مواقع مختلفة من البلاد. وقال "أعتقد أنه بمجرد سقوط هذا النظام فإن القضية ستحل، ولن تكون هناك حاجة إلى بقاء أية قوات أجنبية في سوريا".
وقال زعيم "هيئة تحرير الشام" إن سوريا تستحق نظام حكم قائماً على المؤسسات، وليس على حكم فردي، في إشارة إلى الأسد، مضيفاً "نحن نتحدث عن مشروع أكبر، نتحدث عن بناء سوريا"، وتابع "هيئة تحرير الشام ليست سوى جزء من هذا الحوار، وقد تحل في أي وقت، وهي ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لأداء مهمة وهي مواجهة هذا النظام".
اجتماع روسي – إيراني – تركي
سياسياً، يعقد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اجتماعاً غداً السبت مع وزيري الخارجية الإيراني عباس عراقجي والروسي سيرغي لافروف لمناقشة الوضع في سوريا، على هامش منتدى الدوحة، بحسب ما أكدت وزارة الخارجية التركية اليوم الجمعة.
ويلتقي اليوم الجمعة في بغداد وزراء خارجية العراق فؤاد حسين، وسوريا بسام صباغ، وإيران عباس عراقجي، لمناقشة الوضع في سوريا.
وعبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة عن أمله في أن يواصل مسلحو المعارضة السورية تقدمهم ضد قوات النظام في سوريا.
وقال أردوغان لصحافيين بعد صلاة الجمعة إنه لم يتلقَ بعد رداً من الأسد بقبول دعوة وجهها في وقت سابق من العام الجاري لعقد لقاء وتطبيع العلاقات. وأضاف، "إدلب وحماة وحمص، وبالطبع الهدف دمشق: تقدم المعارضين متواصل. نأمل في أن يستمر هذا التقدم من دون وقوع مشكلات".
5 كيلومترات من حمص
ميدانياً، باتت الفصائل السورية المعارضة اليوم الجمعة على بعد نحو خمسة كيلومترات من أطراف مدينة حمص، ثالث كبرى مدن سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد تقدمها إلى بلدتين استراتيجيتين تقعان على الطريق الذي يربطها بمدينة حماة.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، "باتت هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها على بعد خمسة كيلومترات من أطراف مدينة حمص بعد سيطرتها على مدينتي الرستن وتلبيسة"، موضحاً أن "من شأن سيطرة الفصائل على مدينة حمص أن تقطع الطريق الذي يربط دمشق بالساحل السوري"، معقل الأقلية العلوية التي تتحدر منها عائلة رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأفاد المرصد السوري اليوم الجمعة بأن غارات جوية استهدفت جسراً استراتيجياً يربط مدينة حماة التي سيطرت عليها فصائل المعارضة بمدينة حمص التي يسعى النظام إلى منع خروجها عن سيطرته. وقال المرصد، "استهدفت طائرات حربية بغارات جوية جسر الرستن الذي يربط مدينة حمص بحماة... لقطع الطريق بين حماة وحمص وتأمين مدينة حمص".
وكتب القيادي العسكري في الفصائل المعارضة حسن عبدالغني، في منشور عبر تطبيق "تيليغرام" اليوم الجمعة، "يستمر زحف قواتنا نحو مدينة حمص بخطى ثابتة بفضل الله، بعد وصول أرتال حاملة مئات من مهجري حمص لردع عدوان الأسد عن مدينتهم".
وفي حال سيطرت هيئة تحرير الشام وحلفاؤها على حمص، فلن تبقى بين المناطق الاستراتيجية سوى العاصمة دمشق ومنطقة الساحل المطلة على البحر الأبيض المتوسط في أيدي حكومة الأسد.
الفصائل تسيطر على بلدات في درعا
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع السورية اليوم أن وحدات الجيش تقصف بالمدفعية وتشن غارات جوية بمؤازرة روسيا الداعمة لها، على تجمعات الفصائل المعارضة شمال مدينة حماة وجنوبها، مضيفة في أنها "توقع في صفوفهم عشرات القتلى والمصابين وتدمر آليات وعربات عدة".
بالتزامن نقلت قناة "العربية" عن مصادر اليوم أن فصائل محلية مسلحة سيطرت على حواجز عدة في ريف درعا جنوب سوريا، واستولت على مدينة نوى وعدد من البلدات الأخرى، فيما انسحبت قوات النظام من حواجز أخرى في المنطقة، وكان زعيم "هيئة تحرير الشام" دعا في رسالة قبل أيام أهالي درعا ودير الزور إلى الاستعداد لدخول الفصائل المسلحة.
النظام ينسحب من دير الزور
وفي شرق البلاد انسحبت قوات النظام السوري وقادة مجموعات موالية لطهران اليوم الجمعة "بصورة مفاجئة" من مدينة دير الزور في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في خطوة أعقبت خسائر ميدانية كبرى منيت بها دمشق في الأيام الأخيرة.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، "انسحبت قوات النظام مع قادة مجموعات موالية لطهران بصورة مفاجئة من مدينة دير الزور وريفها باتجاه المنطقة الوسطى" في سوريا.
"قسد": "داعش" يتحرك واستعاد بعض الأراضي
ووسط هجوم الفصائل المعارضة قال قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي اليوم، إنه "بسبب التطورات الأخيرة لاحظنا زيادة في تحركات تنظيم داعش في البادية السورية وريف دير الزور والرقة"، مضيفاً أن التنظيم "تمكن من استعادة بعض الأراضي".
وأكد قائد "قسد" المدعومة من واشنطن إن قواته تنسق مع التحالف الدولي بقيادة أميركا لمواجهة أي تهديد من "داعش"، كما تنسق مع روسيا أيضاً في شأن التطورات الراهنة.
وفي ما يتعلق بفصائل المعارضة، قال عبدي إنه "لا مواجهات حالياً بين قسد وهيئة تحرير الشام، لكننا سنرد إذا حدث هجوم من أية جهة".
وبحسب المرصد السوري سيطرت قوات مجلس الطبقة العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) على مواقع في ريف الرقة تحسباً لوصول تنظيم "داعش" إلى المنطقة بعد انسحاب قوات النظام منها.
وانتشرت قوات مجلس الطبقة العسكري في حقل بترول الثورة وقرية الرصافة ومنطقة صفيان وانباج على مفرق طريق أثريا، بعد انسحاب قوات النظام باتجاه ناحية معدان.
وأول من أمس الأربعاء تقدمت قوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات مع فصائل معارضة موالية لتركيا، وسيطرت "قسد" على محطة بابيري لضخ المياه التي تعد مصدراً رئيساً لتزويد مدينة حلب بالمياه، وسيطرت على بلدة الخفسة في ريف منبج الجنوبي شرق حلب، بعد اشتباكات عنيفة مع فصائل "الجيش الوطني" المدعومة من تركيا.
وتوسعت "قسد" باتجاه مطار كويرس العسكري، بعدما تمكنت فصائل "الجيش الوطني" من السيطرة على منطقة الشهباء ومدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي.
إيران سترسل أسلحة ومستشارين إلى سوريا
وعلى وقع التطورات السورية قال مسؤول إيراني كبير لـ"رويترز" اليوم الجمعة إن إيران تعتزم إرسال صواريخ وطائرات مسيرة إلى سوريا وزيادة عدد مستشاريها العسكريين هناك لدعم الأسد في معركته مع قوات المعارضة.
وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، "من المرجح أن طهران ستحتاج إرسال معدات عسكرية وصواريخ وطائرات مسيرة إلى سوريا... وقد اتخذت طهران كل الخطوات اللازمة لزيادة عدد مستشاريها العسكريين في سوريا ونشر قوات". وأضاف، "الآن تقدم طهران دعماً استخباراتياً ودعما يتعلق بالأقمار الاصطناعية لسوريا".
"حزب الله" يرسل قوات "مشرفة" إلى حمص
ونقلت "رويترز" عن مصدرين أمنيين لبنانيين كبيرين أن "حزب الله" اللبناني أرسل الليلة الماضية عدداً صغيراً من "القوات المشرفة" من لبنان إلى سوريا، بهدف المساعدة في منع المعارضة من الاستيلاء على مدينة حمص.
وقال ضابط من الجيش السوري ومسؤولان من المنطقة تربطهما صلات وثيقة بطهران لـ"رويترز" أيضاً، إن قوات نخبة من "حزب الله" المدعوم من إيران عبرت من لبنان خلال الليل واتخذت مواقع في حمص.
وفي خطاب أمس الخميس، قال الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم إنه يقف إلى جانب الأسد. واعتبر أن مسلحي المعارضة "لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم على رغم ما فعلوه في الأيام الماضية، وسنكون كـ’حزب الله‘ إلى جانب سوريا في إحباط أهداف هذا العدوان بما نتمكن منه".
قصف إسرائيلي لمعابر حدودية
في الأثناء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على منصة "إكس"، اليوم الجمعة، إن الجيش هاجم ليلاً في سوريا مراكز وبنية تحتية لنقل الأسلحة بالقرب من الحدود مع لبنان.
وقال وزير النقل اللبناني علي حمية إن غارات إسرائيلية أصابت، في ساعة مبكرة من صباح اليوم، معبرين حدوديين يربطان لبنان بسوريا. وأضاف حمية أن الغارات استهدفت الجانب السوري من الحدود من معبر العريضة في شمال لبنان ومعبر جوسيه عند شرق لبنان.
ويشكل المعبران نقطتي وصول مهمتين إلى محافظة حمص السورية التي يسعى مقاتلو المعارضة السورية إلى التقدم فيها ضد القوات الحكومية بعد اجتياحهم مناطق واسعة في شمال البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن معبر العريضة الحدودي بين سوريا ولبنان خرج من الخدمة بسبب هجوم إسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم.
نزوح آلاف
وأسفرت المعارك بين الفصائل المعارضة والجيش السوري عن نزوح 280 ألف شخص منذ الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عند بدء الهجوم المباغت لهذه المجموعات، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة اليوم، معبرة عن خشيتها من أن يرتفع هذا العدد إلى 1.5 مليون.
وقال مدير تنسيق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي سامر عبدالجابر، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، "الأرقام المتوافرة لدينا هي 280 ألف شخص منذ الـ27 من نوفمبر. هذا العدد حدث مساء أمس (الخميس)، ولا يشمل الأشخاص الذين فروا من لبنان خلال التصعيد الأخير" في القتال بين "حزب الله" وإسرائيل.
ونزح عشرات الآلاف من سكان الأحياء العلوية في مدينة حمص وسط سوريا، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الخميس، بعيد إعلان الجيش السوري انسحابه من مدينة حماة مع سيطرة الفصائل المعارضة عليها.
وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن بـ"نزوح جماعي لأبناء الطائفة العلوية من أحياء مدينة حمص، مع توجه عشرات الآلاف منهم إلى مناطق الساحل السوري، خشية تقدم الفصائل إليها".
وقال خالد، المقيم على أطراف مدينة حمص، إن "الطريق المؤدي إلى محافظة طرطوس ضاق مساء أمس الخميس بأنوار مئات السيارات التي كانت في طريقها إلى خارج المدينة".
وتقع حمص على بعد نحو 40 كيلومتراً جنوب مدينة حماة، التي انسحبت القوات الحكومية منها أمس الخميس، إثر تقدم هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة متحالفة معها إليها.
وتضم مدينة حمص التي لقبها ناشطون معارضون بـ"عاصمة الثورة"، بعدما شهدت كبرى التظاهرات الشعبية المناوئة للنظام عام 2011، أحياء ذات غالبية علوية.
وتعرض بعض تلك الأحياء إلى تفجيرات دامية، وفي الـ29 من أبريل (نيسان) 2014 قتل 100 شخص في الأقل غالبيتهم مدنيون، وفق حصيلة للمرصد حينها، في تفجير مزدوج تبنته "جبهة النصرة" آنذاك واستهدف حياً ذا غالبية علوية في المدينة.
مظلة الخوف
وقال حيدر (37 سنة)، القاطن في حي ذي غالبية علوية عبر الهاتف، إن "الخوف هو المظلة التي تغطي حمص الآن"، وأضاف "لم أر مثل هذا المشهد في حياتي، نحن خائفون للغاية ولا نعلم ماذا يحصل بين ساعة وأخرى".
وقال إنه تمكن من إرسال والديه إلى طرطوس، بينما لم يجد بعد سيارة تقله وزوجته "جراء الطلب المرتفع على السيارات"، موضحاً "متى وجدنا سيارة سنغادر في أسرع وقت إلى طرطوس" المحافظة ذات الغالبية العلوية التي بقيت بمنأى من الحرب منذ اندلاعها.
وشهدت مدينة حمص خلال سنوات النزاع الأولى معارك ضارية بين الفصائل المعارضة والجيش السوري الذي تمكن عام 2014 من السيطرة على مجملها بعد انسحاب مقاتلي المعارضة من أحيائها القديمة بموجب اتفاق تسوية أعقب عامين من الحصار والقصف.
وانكفأ المقاتلون الباقون آنذاك إلى حي الوعر مع آلاف المدنيين، قبل أن ينسحبوا منها عام 2017 بموجب اتفاق تسوية مع الحكومة.
السيطرة على حماة
سيطرت فصائل المعارضة أمس الخميس على مدينة حماة، رابع كبرى المدن السورية والواقعة في وسط البلاد، بعد أيام على سيطرتها على حلب في إطار هجوم مباغت، مما يضعف أكثر سلطة الرئيس بشار الأسد.
أطلقت فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام هجومها قبل أكثر من أسبوع بقليل انطلاقاً من معقلها في إدلب (شمال غربي)، وخلفت المعارك حتى الآن أكثر من 800 قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واقتحمت الفصائل حماة التي تعد مدينة استراتيجية في عمق سوريا، وتربط حلب بدمشق عبر مدينة حمص، بعد معارك ضارية مع قوات النظام.
واحتفل المقاتلون بدخولهم إلى المدينة، وأطلق بعضهم النار في الهواء بينما سجد آخرون شاكرين، وفق ما أظهرت صور لوكالة الصحافة الفرنسية. وظهرت جثث في الشوارع، بينما صفق سكان مبتسمين لوصول مسلحي المعارضة.
في المقابل أعلن وزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس مساء أمس الخميس أن قوات الجيش "ما زالت في محيط مدينة حماة"، مؤكداً أن ما حصل هو "إعادة تموضع وانتشار".
وقال عباس في بيان متلفز إن "ما حدث في مدينة حماة اليوم هو إجراء تكتيكي موقت، ما زالت قواتنا في محيط مدينة حماة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حمص تترقب
وفي وقت سابق قال القيادي في المعارضة المسلحة حسن عبد الغني عبر "تيليغرام" إن "حمص تترقب قدوم قواتنا"، مضيفاً في منشور منفصل "يا أهلنا الأبطال في حمص قد آن أوانكم، أعلنوها ثورة ضد الظلم والطغيان وكونوا كما عهدناكم".
أقر الجيش السوري بخسارته حماة، قائلاً إن وحداته قامت "بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة".
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "انسحاب أكثر من 200 آلية عسكرية" للجيش باتجاه مدينة حمص، إضافة إلى انسحاب الجيش من مدينتي السلمية في ريف حماة وتلبيسة في ريف حمص.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرتين مسيرتين "معاديتين" في سماء دمشق، من دون مزيد من التفاصيل.
يعد هذا القتال الأعنف منذ عام 2020 في البلد، الذي شهد حرباً أهلية اندلعت لدى قمع النظام السوري الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية عام 2011.
منذ الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني)، خلف القتال والقصف الجوي والمدفعي 826 قتيلاً، من بينهم 111 مدنياً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ مقراً في بريطانيا ويعتمد على شبكة واسعة من المصادر في سوريا، وقال المرصد إن 222 مقاتلاً في الإجمال قضوا منذ الثلاثاء الماضي في محيط حماة.
مناشدة أممية
إلى ذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف "إراقة الدماء" في سوريا، معتبراً أنه نتيجة "فشل جماعي مزمن" في بلوغ تسوية سياسية للنزاع.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تدعم بلاده عدداً من الفصائل المعارضة، نظيره السوري بشار الأسد إلى إيجاد "حل سياسي عاجل" للأزمة.
من جهتها، أعلنت الخارجية الروسية أول من أمس الأربعاء أن روسيا وإيران، الحليفتين الرئيستين لدمشق، على اتصال وثيق لتحقيق استقرار الوضع في سوريا.
بعد بدء هجوم الفصائل المعارضة، شن الجيش الروسي غارات جوية على المناطق التي يسيطر عليها المعارضون دعماً للقوات الحكومية.
في الأثناء حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، من عودة ظهور تنظيم "داعش" في سوريا.
وأفادت الأمم المتحدة بنزوح 115 ألف شخص من مناطق القتال في أسبوع واحد، لكن في حلب احتفل سكان عادوا مع دخول قوات المعارضة بلم شملهم مع عائلاتهم.
"فرحة لا توصف"
وتحدث محمد جمعة (25 سنة) عن "فرحة لا توصف" بعودته لحلب التي غادرها من دون عائلته، عندما سيطرت القوات الحكومية على المدينة بالكامل عام 2016.
في رسالة مصورة تعهد زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني الذي استخدم الخميس للمرة الأولى اسمه الحقيقي أحمد الشرع، أن "لا ثأر" في حماة بعد دخول مقاتليه المدينة "لتطهير ذاك الجرح الذي استمر في سوريا لمدة 40 سنة"، في إشارة إلى حملة القمع الدامية لانتفاضة في المدينة قادتها جماعة الإخوان المسلمين عام 1982.
كما دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى النأي بالعراق عن الحرب السورية، ومنع إرسال مقاتلين من الحشد الشعبي لمساندة قوات النظام السوري.
بدعم عسكري من روسيا وإيران و"حزب الله" اللبناني، استعادت حكومة الرئيس بشار الأحد جزءاً كبيراً من البلاد عام 2015، وحلب بأكملها في عام 2016.
من جهته اعتبر أرون لوند من "مركز القرن الدولي للأبحاث" أن خسارة حماة "ضربة كبيرة جداً للحكومة السورية خصوصاً بعد هزيمتها في حلب، حاول الجيش قلب الوضع، لكنه لم ينجح"، مضيفاً "ستحاول هيئة تحرير الشام الآن التقدم نحو حمص".