Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معارك عنيفة بين الجيش و"الدعم السريع" في بحري

تسابق قوات البرهان الزمن لتحرير إحدى مدن العاصمة الثلاث بالكامل

أفراد من القوات المسلحة السودانية يقودون مركبة عسكرية في أم درمان (رويترز)

ملخص

شن طيران الجيش عدة غارات جوية على أهداف وتجمعات لقوات "الدعم السريع" بمدينة الفاشر وعدد من المناطق بولاية الجزيرة وسط السودان والقظينة في ولاية النيل الأبيض.

شهدت منطقة وسط وشمال بحري إحدى مدن العاصمة الخرطوم الثلاث اليوم السبت معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة. وشن الطيران الحربي التابع للجيش غارات جوية مكثفة على متحركات وتجمعات "الدعم السريع" في مناطق عدة، مما أدى إلى وقوع انفجارات قوية تصاعدت على أثرها أعمدة الدخان في سماء المدينة.

وبحسب مصادر عسكرية، فإن الجيش السوداني بدأ منذ الساعات الأولى لفجر اليوم هجوماً كاسحاً على تمركزات "الدعم السريع" بمحور بحري مسنوداً بغطاء جوي، فضلاً عن إطلاق القذائف المدفعية من مواقعه في شمال أم درمان، وتمكن من الوصول إلى عمق الأخيرة (الدعم) بمنطقة كافوري، والقيام بعمليات نوعية ألحقت خسائر كبيرة في أرواح تلك القوات.

وأشارت المصادر إلى "تمكن الجيش خلال هذه المعارك من التحام قواته القادمة من منطقة السامراب شمال شرقي الخرطوم بحري بقوات قتالية بمنطقة كافوري، بعد أن دمر عدداً من الآليات العسكرية لـ’الدعم السريع‘، ورجح أن يتم ربط قوات الجيش في شمال بحري بقوات سلاح الإشارة جنوب بحري".

ونوهت إلى أن الجيش يسعى إلى استكمال تحرير مدينة بحري بكامل أحيائها، والتي تعد المعقل الرئيس لقوات "الدعم السريع"، في وقت أحرز تقدماً كبيراً في محور الحلفايا شمبات شمال الخرطوم بحري، إذ بث أفراد تابعون للجيش مقاطع فيديو مصورة وهم يتجولون داخل أحياء شمبات وكافوري وشارع المعونة ببحري.

انهيار وشيك

وعلق الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية اللواء معتصم عبدالقادر عما يجري من معارك في منطقة بحري، بقوله "بعد سيطرة القوات المسلحة السودانية الكاملة على محليتي كرري وأم درمان وغالبية محلية أمبدة عبرت خلال الـ26 من سبتمبر (أيلول) الماضي جسور الحلفايا والنيل الأبيض والفتيحاب إلى محليتي الخرطوم وبحري، مما شكل مفاجأة للميليشيات المتمردة أفقدتها القدرة على الحركة المرنة الواسعة بين ولايات الوسط والخرطوم وضيق من مساحات انتشارها وتركها في جزر معزولة، وهو ما سرع في السيطرة على ولاية سنار وجنوب وغرب وشرق الجزيرة وأجزاء واسعة من محلية بحري، وجعل الميليشيات في حصار قاس لم تشهده من قبل".

وبحسب عبدالقادر فإنه "بعد ذلك عملت القوات المسلحة على تضييق دائرة الحصار على قوات الميليشيات تدريجاً، وما يجري حالياً يتمثل في حصار تلك القوات بين متحركات الجيش العديدة والضخمة من الاتجاهات كافة، مما يعجل بهزيمتها وانحسارها في ولايتي الخرطوم والجزيرة بعد انتقال المعارك من بحري إلى شرق النيل التي تربط جزر الميليشيات المعزولة مع مناطق إمدادها من دارفور وكردفان".

 

 

وأضاف "ما يحدث من انهيار الميليشيات في بحري يشبه انهيارها في جبل موية الذي أدى إلى فك الخناق عن أربع ولايات هي سنار والنيل الأبيض والنيل الأزرق والجزيرة، وهي بداية لمعارك القضاء المبرم على الميليشيات في الخرطوم والجزيرة".

وبين الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية أنه "من الصعب في الحروب العسكرية تحديد سقف زمني لنهاية أي حروب، لكن ما يجري الآن يؤشر لانهيار وشيك لقوات ’الدعم السريع‘، مما يجعل تخليص ولايتي الخرطوم والجزيرة منها متزامناً ووشيكاً".

أحلام يقظة

من جهته، قال المستشار الإعلامي لرئيس حركة تمازج عثمان عبدالرحمن سليمان إن "ما دار من معارك في بحري اليوم سيسطرها التاريخ، وتعد وسام شجاعة يتوج به (أشاوس ’الدعم السريع‘)، وإن كان هناك تقدم للجيش فيمكن أن نصفه بأنه تقدم (اسفيري) لا وجود له على أرض الواقع وأن سيطرته على بحري لا تعدو أن تكون مجرد أحلام يقظة".

وأضاف سليمان "لا تزال قوات ’الدعم السريع‘ صامدة وتقاتل بثبات ولقنت الجيش وأعوانه من كتائب الحركة الإسلامية درساً في الثبات والإقدام، ولا صحة لتقدمه إطلاقاً وما يمكن قوله في معارك اليوم إن الجيش أصبح في مأزق لأنه تكبد خسائر لم يكن يتوقعها ولن يفكر حتى في إجراء أية خطوة مستقبلية في هذا المحور".

غارات جوية

في الوقت ذاته، شن طيران الجيش عدة غارات جوية على أهداف وتجمعات لقوات "الدعم السريع" بمدينة الفاشر وعدد من المناطق بولاية الجزيرة وسط السودان والقظينة في ولاية النيل الأبيض.

فيما أعلنت الفرقة السادسة مشاة الفاشر مقتل القائد الميداني بقوات "الدعم السريع" العميد جمعة إدريس إثر استهداف الجيش لتحركات القوات بالمدينة. وقالت في بيان إن "طيران الجيش نفذ غارات جوية ناجحة شرق مدينة الفاشر أسفرت عن تدمير 45 سيارة قتالية بكامل عتادها وقواتها"، مشيرة إلى أن القوات المستهدفة حشدت من الولايات للهجوم على المدينة وتسلم قيادة الفرقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في حين قتل أمس أربعة أشخاص ووقع أكثر من 30 جريحاً وحريق إثر القصف الجوي الذي تعرضت له منطقة الشاحنات بمنطقة الحزام جنوب الخرطوم.

ووفقاً لغرفة طوارئ جنوب الحزام "تم نقل المصابين لأكثر من أربعة مستشفيات تجاور المنطقة، إذ تفاوتت الإصابات بين إصابات بروائش وحروق من الدرجة الأولى وأخرى من الدرجة الثالثة".

ويحاول الجيش الذي نجح منذ أواخر سبتمبر الماضي في التمركز بالحلفايا شمال الخرطوم بحري، الالتحام مع قوات سلاح الإشارة أقصى جنوب المدينة وصولاً إلى مقر القيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم.

رفض التفاوض

كان قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان قال في تصريحات صحافية إن "السودان لن يذهب للتفاوض ولن يوقف إطلاق النار إلا بانسحاب ’الدعم السريع‘ من كل المناطق، مشدداً على ضرورة وقف الحرب وخروج الميليشيات لمناطق تجمعهم بعد الاتفاق عليها".

وأكد البرهان أن الجيش السوداني لن يقبل بأي عمل سياسي يهدد وحدة السودان، كما أن الحل الوحيد أمام "الدعم السريع" هو الخروج من الأعيان المدنية وتجمعهم في مناطق آمنة.

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023 حرباً عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، مما أسفر عن أزمة إنسانية حادة ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وفي الوقت ذاته، تواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم المساعدات الإنسانية بسبب الأوضاع الأمنية.

المزيد من متابعات