ملخص
أثارت مسألة تقديم المصارف المحلية فوائد عالية جداً على الودائع الجديدة بالليرة اللبنانية، جدلاً كبيرة في الأوساط اللبنانية والمصرفية تحديداً، وسط تساؤلات عن الأخطار المحيطة بها وما تعنيه في عالم الاقتصاد، بخاصة أن الفائدة المرتفعة والخياليّة، تعكس طلباً مستعراً من جانب المصارف.
ضج عالم المصارف والمال في لبنان في الأيام القليلة الماضية بخبر تقديم المصارف المحلية فوائد عالية جداً على الودائع الجديدة بالليرة اللبنانية، وهنا الحديث كان عن فوائد تتراوح بين 20 و45 في المئة.
هذا الأمر أثار تساؤلات كثيرة بخاصة أن لبنان لا يزال يعاني من أزمة اقتصادية حادة فيما سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية لا يزال عند مستوى الـ 89 ألفاً. أثارت هذه العروضات الكثير من الأسئلة بين اللبنانيين، بخاصة لناحية الأخطار المحيطة بها وما تعنيه في عالم الاقتصاد، بخاصة أن الفائدة المرتفعة والخياليّة، تعكس طلباً مستعراً من جانب المصارف.
تقول الصحافية الاقتصادية محاسن مرسل في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إن القطاع المصرفي في لبنان شهد أخيراً تقديم عدة عروضات للزبائن وآخرها تجميد كتلة نقدية بالعملة المحلية على مدة سنة تصل فائدتها إلى 45 في المئة، وتضيف "طبعاً هذا الأمر إن دل على أمر فهو على أن هناك حاجة كبيرة لدى بعض المصارف التجارية في لبنان للكتلة النقدية بالليرة. ومن الأسباب الكامنة وراء هذا الأمر هو أن هذه المصارف مكشوفة للمصرف المركزي وهو لديه داخلها أموال بالليرة اللبنانية. وهذه المصارف كانت تلجأ لشراء دولارات بالليرة، فتحول هذا الأمر لاحقاً لمستحقات متوجبة عليها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتتابع مرسل أن هذا المنتج يحمل الكثير من الأخطار بخاصة أن 45 في المئة على وديعة مجمدة لمدة سنة له دلالات وعلامات استفهام عدة، فلا أحد يعلم ماذا سيحصل خلال هذه السنة وبعدها، وتضيف قائلة "صحيح أن الأجواء إيجابية مع المساعي لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة والإنطلاق بعملية إعادة الإعمار ووسط متغيرات كبيرة في المنطقة، لكن هذا الأمر غير كاف، والمصرف المركزي في لبنان قد يلجأ إلى تدابير لتخفيف من وطأة "الإنتربنك"، وهو نظام التداول بالدولار الأميركي بين البنوك المحلية، ونحن نعلم أن المصرف المركزي اليوم يتدخل من خلال التحكم بالكتلة النقدية وأيضاً من خلال أسعار الفوائد".
وتختم متوجهة إلى المودعين "التريث هو أفضل الحلول بخاصة عندما يتعلق الأمر بالإيداعات ونسب الفوائد، ولبنان كان شهد ظواهر مماثلة في أيام الحرب الأهلية في لبنان وبعد انتهائها مع عودة الرئيس السابق رفيق الحريري إلى الحكم، ولكن حينها كانت هناك فؤائد خزينة، واليوم المتغيرات مختلفة تماماً وكذلك الظروف، لذلك الأفضل التريث باتخاذ مثل هذه الخطوات بخاصة في موضوع الإيداعات المجمدة على مدة سنة".
Listen to "فوائد "خيالية" في المصارف اللبنانية… ما قصتها؟" on Spreaker.