Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا قد تصل قيمة "أبل" إلى 5 تريليونات دولار في 2025؟

فرص واعدة في "وول ستريت" بعد عام من تحول رواد "وادي السيليكون" إلى لاعبين أقوياء في واشنطن

تاريخ الولايات المتحدة لم يشهد قط وجود ثروة بهذا الحجم في الشركات الناشئة المدعومة من رأس المال المغامر (أ ف ب)

ملخص

أنفقت أكبر 10 شركات تقنية في أميركا والصين 300 مليار دولار على مراكز البيانات لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تعقيداً

أسهم "وادي السيليكون" في إعادة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، إذ ضخ مئات الملايين من الدولارات في حملته الانتخابية، وبهذا رسخ عمالقة التكنولوجيا مكانتهم كـ"بارونات السلب" الجدد ولاعبي النفوذ في واشنطن، مما يمثل تحولاً جذرياً لصناعةٍ كثيراً ما افتخرت لعقود بعدم اكتراثها بواشنطن وبروكسل وما وراءهما.

كان هذا التغيير واضحاً في شخصية الملياردير الأميركي إيلون ماسك، البالغ من العمر 53 سنة، الذي قدم 277 مليون دولار من أمواله الخاصة، إضافة إلى قوة منصته الاجتماعية "إكس"، لدعم حملة ترمب الانتخابية، ولم يكن بعيداً من لجنة الإنفاق الفيدرالية المستقلة (فريش شيك)، وهي لجنة العمل السياسي التي خصصت أكثر من 130 مليون دولار لإطاحة المشرعين المناهضين للعملات الرقمية واستبدالهم بحلفاء متعاطفين. ومن بين 58 مرشحاً لعضوية الكونغرس دعمتهم "فريش شيك"، فاز 52 منهم.

وفي أعقاب الانتخابات قال ملياردير قطاع التكنولوجيا وأحد أبرز داعمي "فريش شيك" مارك أندريسن، "كل يوم أستيقظ أكثر سعادة من اليوم السابق".

كان هذا التحول واحداً من بين عديد من التحولات الكبرى، إذ تخطت قيمة عملة "بيتكوين" حاجز 100 ألف دولار، ما يمثل ذروة انتعاش مذهل بعد انهيار ما بعد جائحة كوفيد، إذ تراجعت قيمتها إلى 17 ألف دولار، أما ترمب، الذي كان يوماً ما متشككاً في "بيتكوين"، فتعهد بجعل أميركا "عاصمة العملات المشفرة على هذا الكوكب".

مرت شركة "أوبن أي آي"، أبرز مطور للذكاء الاصطناعي في العالم، بعام مضطرب بصورة لافتة، إذ رفعت الممثلة سكارليت جوهانسون دعوى قضائية ضد الشركة بعد إطلاقها لروبوت محادثة بدا صوته مشابهاً بصورة مذهلة لصوتها، وعلى رغم أن المدير التنفيذي سام ألتمان تمكن من جمع مبلغ مذهل قدره 6.6 مليار دولار في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مما رفع قيمة الشركة إلى 157 مليار دولار، إلا أنه فقد جميع شركائه المؤسسين المتبقين، بعدما غادرت ميرا موراتي وإيليا سوتسكيفر لإطلاق مشاريعهم الخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، بينما أخذ غريغ بروكمان إجازة مطولة يفترض أن تنتهي هذا الشهر.

أما المؤسس المشارك الآخر إيلون ماسك فرفع دعوى قضائية ضد ألتمان بسبب تحويل "أوبن أي آي" من كيان غير ربحي إلى كيان ربحي، لكنه أطلق منافسه الخاص "إكس أي آي"، الذي جمع له أخيراً 6 مليارات دولار، وأسس واحداً من أسرع الحواسيب العملاق في العالم خلال 19 يوماً في مصنع قديم لشركة "إليكتروليكس" في ممفيس بولاية تينيسي.

إيلون ماسك الذي تجاوزت ثروته الصافية 480 مليار دولار كان مشغولاً للغاية هذا العام، ففي أكتوبر الماضي تمكنت شركته للصواريخ "سبيس إكس" من التقاط صاروخ "ستارشيب" الذي يبلغ ارتفاعه 400 قدم، ويعد أكبر جسم طائر صنعه الإنسان، باستخدام زوج من "العصي المعدنية العملاق" عند عودته من الإطلاق، وكانت هذه اللحظة حاسمة في مسعاه الطويل لتحقيق حلمه القديم، "استعمار كوكب المريخ".

في الوقت نفسه كثفت أكبر 10 شركات تقنية على الساحل الغربي للولايات المتحدة وفي الصين جهودها في سباق الذكاء الاصطناعي هذا العام، إذ أنفقت مجتمعة 300 مليار دولار على مراكز البيانات لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تعقيداً. والسؤال بالطبع هو: ماذا يعني كل هذا الإنفاق بالنسبة إليَّ وإليك؟

بعد مرور عامين على إطلاق "أوبن أي آي" لروبوت الدردشة الذكي "شات جي بي تي" هل سيكون عام 2025 هو الذي يحقق فيه إلى جانب آلاف المنافسين الآخرين، التوقعات المنتظرة، بحساب تساؤلات صحيفة "التايمز"، مستعرضة إمكانية حدوث ذلك، وما سيعنيه لعالم الوظائف البشرية؟ كما استعرضت الصحيفة مجموعة من الأسئلة وسردت بعض التوقعات الجريئة حول ما سيحدث لاحقاً.

الانفجار الكبير الثاني للذكاء الاصطناعي قادم

في يونيو (حزيران) الماضي أثار ديفيد كان من شركة "سيكويا كابيتال" موجة من القلق في قطاع التكنولوجيا الكبرى عندما تساءل علناً عن الجدوى المالية وراء إنفاق شركات مثل "ميتا" و"ألفابت" و"أمازون" و"مايكروسوفت" مبالغ ضخمة لإنشاء مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي من دون وجود مسار واضح لتحقيق عوائد. وتساءل كان قائلاً، "بخلاف (تشات جي بي تي)، ما عدد منتجات الذكاء الاصطناعي التي يستخدمها المستهلكون فعلياً اليوم؟ فكروا في القيمة التي تحصلون عليها من (نتفليكس) مقابل 15.49 دولار شهري أو (سبوتيفاي) مقابل 11.99 دولاراً". وأشار إلى أنه على المدى الطويل ستحتاج شركات الذكاء الاصطناعي إلى تقديم قيمة كبيرة للمستهلكين لضمان استمرارهم في الدفع.

لكن ستة أشهر تعد فترة طويلة في عالم الذكاء الاصطناعي، والآن بدأت مجموعة من الشركات في تقديم منتجات ذكاء اصطناعي تجد قبولاً لدى الشركات الكبرى التي تدفع مقابلها (حتى وإن كان المستهلك العادي لا يزال بعيداً من الساحة).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وادعت "هيبوركريت" وهي شركة ناشئة تقدم ممرضات ومتخصصين طبيين مدعومين بالذكاء الاصطناعي، أن وكلاءها يؤدون مهام أفضل من البشر في عدد متزايد من الوظائف، مثل الكشف عن الجرعات السامة من الأدوية التي تباع من دون وصفة طبية، وبكلفة تقل عن 10 دولارات في الساعة مقارنة بما يصل إلى 90 دولاراً للممرض البشري.

في الوقت نفسه ابتكرت الشركة الناشئة القانونية "في ليكس" أداة ذكاء اصطناعي تدعى "فينسنت"، تنجز مهام في دقائق كانت تستغرق أسابيع، مثل تحليل قوانين الخصوصية في دول متعددة، ويستخدم تقنيتها أكثر من 2.8 مليون شخص، من بينهم عديد من أكبر 10 شركات محاماة عالمياً.

وبعدما أذهلت "أوبن أي آي" العالم بإطلاق "تشات جي بي تي" في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 انطلقت موجة هائلة من الاستثمارات، لكن معظم تلك الأموال ضاعت فعلياً لأن غالبية الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي ستفشل، وبعضها سيفشل بصورة مدوية، لكن عام 2025، ستبدأ الأدوات القليلة المتميزة في الذكاء الاصطناعي بإحداث تأثير حقيقي في القطاعات التي تعتمد على المهام الروتينية المتكررة، واليوم أصبح التدمير الإبداعي الذي كنا نخشاه حاضراً.

"أبل" أول شركة تبلغ قيمتها 4 تريليونات دولار

حتى الجمعة الماضي بلغت قيمة شركة "أبل" 3.9 تريليون دولار بعد ارتفاع بنسبة 35 في المئة، أي ما يعادل تريليون دولار، هذا العام، لكن أن تكون الأولى التي تتخطى عتبة 4 تريليونات دولار سيكون لحظة فارقة في الأسواق، وبالنسبة إلى المستثمرين المتفائلين في شأن "أبل"، هل يمكن أن يكون ذلك أيضاً بداية طفرة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي تعني أن عملاق "آيفون" قد تقترب قريباً من تقييم 5 تريليونات دولار؟

كتب دان آيفز من شركة "ويد بوش سكيوروتيز"، "تمتلك (أبل) حالياً ملياري جهاز حول العالم، ونظام تشغيل جديد يضع نظام الذكاء الاصطناعي الخاص بها "أبل إنتيليجانس"، في صميم عملياته إلى جانب مئات الشركات التي تطور تطبيقات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمتجر "آب ستور". وأضاف، "سيمر الذكاء الاصطناعي الاستهلاكي عبر منظومة(أبل) مع تفاعل أكثر من 20 في المئة من سكان العالم مع الذكاء الاصطناعي عبر جهاز (أبل) في السنوات القليلة المقبلة".

2025 سيكون الأكبر لطرح الأسهم منذ "كوفيد"

خلال فترة الجائحة شهد عام 2021 طفرة غير مسبوقة، إذ جرى إدراج أكثر من 1030 شركة في الأسواق الأميركية، وهو ضعف الرقم القياسي لأي عام سابق، لكن مع رفع البنوك المركزية لأسعار الفائدة، ونهاية الإغلاقات، وتأثيرات فترة ما بعد (كوفيد)، تراجع العدد بصورة هائلة إلى 154 شركة فقط في العام الماضي، بانخفاض يقارب 90 في المئة، لكن هذا العام ارتفع العدد إلى 223 شركة، ثم جاءت انتخابات ترمب.

وبافتراض أن التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستولد إيرادات، فإن "أبل"، بموجب قواعد متجر "آب ستور"، ستقتطع ما بين 15 و30 في المئة من كل دولار يجري توليده.

قد يكون كل ذلك كافياً لإقناع مجموعة من الشركات الخاصة ذات القيمة الكبيرة بالانطلاق أخيراً إلى الأسواق، في حين أن تاريخ الولايات المتحدة لم يشهد قط وجود ثروة بهذا الحجم في الشركات الناشئة المدعومة من رأس المال المغامر.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة