ملخص
خطة حكومية لبناء 40 مستشفى في عموم العراق الذي لم يشهد بناء أي مركز أو مرفق طبي منذ عام 1986، ويعود تاريخ بناء غالبية مستشفياته لسبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي.
في خطوة هي الأولى منذ أربعة عقود شهد العراق افتتاح أول مستشفى عام، وهو مستشفى "الشعب" بسعة 245 سريراً، لتعويض النقص الذي يعانيه العراق من المستشفيات، وفق خطة حكومية لبناء 40 مستشفى في عموم العراق، الذي لم يشهد بناء أي مركز أو مرفق طبي منذ عام 1986، ويعود تاريخ بناء غالبية مستشفياته لسبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي.
ولعل الحروب التي خاضها العراق ومنها الحرب العراقية - الإيرانية التي استمرت ثمانية أعوام (1980 - 1988)، ثم حرب الخليج عام 1991 التي اندلعت بعد غزو العراق للكويت، وصولاً إلى غزو الولايات المتحدة للعراق، أدت إلى محدودية المستشفيات وتدهور الوضع الصحي بصورة عامة.
وبعد الدخول الأميركي العراق عمت الفوضى وتعرضت المستشفيات إلى عمليات نهب طاولت التجهيزات الطبية مما زاد الوضع الصحي سوءاً، لا سيما أنه لم تجر عمليات إعمار حقيقية ولم ينجز إلا عدد محدود من المستشفيات ذات قدرة استيعابية قليلة نسبياً مقارنة بعدد سكان البلاد الذي يصل إلى 45 مليوناً، بينما المباني الطبية بنيت في وقت كان عدد المواطنين أقل من نصف التعداد الحالي.
450 مستشفى في عموم العراق
ويمتلك العراق 450 مستشفى حكومياً وأهلياً منها 190 مستشفى أهلياً تأسس معظمها عقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003، إذ كان يعتمد سابقاً على النظام الصحي الحكومي وفق إحصاءات غير رسمية.
ويضطر عدد كبير من العراقيين إلى الاستعانة بالمستشفيات الخاصة على رغم تكاليف العلاج الباهظة لسوء الخدمات المقدمة في المراكز الحكومية، مما يضطر عدداً منهم إلى السفر خارج العراق لتلقي العلاج لعدم توفره في المستشفيات الحكومية بسبب قلة الكوادر المتخصصة.
وعلى رغم الخطط الحكومية في بناء المستشفيات إلا أن هذه الخطط اصطدمت بعدد من الأزمات، منها اقتصادية وسياسية وأمنية أدت إلى عرقلة تلك الخطط.
وتعتزم الحكومة إتمام هذه الخطط، لاسيما المستشفيات المتلكئة من خلال إكمال بناء 40 مستشفى بمختلف السعات بمحافظات العراق كافة.
بناء 40 مستشفى
يقول وزير الصحة صالح الحسناوي تعمل الوزارة على إكمال المشاريع المتلكئة، إذ يوجد لدينا 40 مستشفى موزعة في مختلف محافظات العراق، قسم منها ضمن الخطة الاستثمارية بتمويل الموازنة الاتحادية، والقسم الآخر ضمن تنمية الأقاليم.
وأضاف صالح في تصريح صحافي أن من بين هذه المستشفيات "مستشفى الرشاد بسعة 400 سرير ومستشفى الحسينية بسعة 200 سرير ومستشفى المعامل 200 سرير ومستشفى النهروان 200 سرير، فضلاً عن إنشاء جناح خاص جديد بمستشفى الإمام علي بسعة 200 سرير، إضافة إلى توسعة مستشفى الشهيد محمد باقر الحكيم في منطقة الشعلة".
وأضاف الحسناوي أن "العاصمة بغداد تشهد ثلاثة مشاريع كبيرة ضمن تنمية الأقاليم، وهي مستشفى الحرية بسعة 400 سرير، ومستشفى الفضيلية بسعة 200 سرير".
وتابع أن "مشاريع المستشفيات شملت أيضاً عدداً من المحافظات، وهي الموصل بسعة 400 سرير، والكوت بسعة 400 سرير، والأنبار يوجد عدد من مشاريع المستشفيات بسعة 200 سرير، كركوك 400 سرير، كربلاء 300 سرير للنساء والأطفال، وكذلك مشاريع في البصرة ومختلف محافظات العراق".
ولفت إلى أن "هذه المؤسسات الصحية المذكورة أعلاه هي قيد الإنجاز، وستدخل الخدمة خلال عام 2025، ويبقى جزء قليل من هذه المشاريع لعام 2026".
وأكد الحسناوي أن "وزارته لديها 16 مشروعاً جديداً لإنشاء مستشفيات موزعة في مختلف محافظات العراق، بواقع مستشفى لكل قضاء، سعة 138 سريراً، إضافة إلى 10 أسرة طوارئ".
هذه الخطوة الحكومية تأتي في وقت لا يزال العراق يعاني قلة الكوادر المتخصصة، ومشكلات إدارية في إدارة المستشفيات.
الإدارة المشتركة للمستشفيات
ووقعت وزارة الصحة خلال هذا العام عدداً من العقود الحكومية ضمن برنامج الإدارة الحديثة للمستشفيات الجديدة، منها عقد مع مجموعة شركة شام التركية لإدارة وتشغيل وصيانة مستشفى الشهيد الحكيم سعة 492 سريراً.
وتقول وزارة الصحة إن هذا الأسلوب سيتبع مع المستشفيات التي سيجري افتتاحها مستقبلاً، التي هي ما زالت حالياً قيد الإنشاء.
وبحسب وزارة الصحة هناك توجه نحو الاستغناء عن برنامج الإخلاء الطبي المتبع حالياً، الذي بموجبه تخلى الحالات المتعسر علاجها داخل العراق إلى مستشفيات في دول أخرى، منها تركيا والهند، من خلال برنامج استقدام الكوادر الطبية الأجنبية إلى داخل العراق لعلاج تلك الحالات.
وبحسب وزارة الصحة فقد أخلي 3015 مريضاً عام 2022، وفق هذا البرنامج.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إكمال المشاريع المتلكئة
وخلال العام الماضي بدأت الحكومة خطوات فعيلة بإنجاز كثير من المشاريع المتلكئة لاسيما في مجال المستشفيات، التي تعذر إكمالها نتيجة الأزمة المالية في البلاد قبل ثلاثة أعوام.
ويشير الباحث في الشأن الاقتصادي صفوان قصي إلى عزم الحكومة إنجاز تلك المشاريع من ضمنها المستشفيات، فيما لفت إلى أن مبدأ التشغيل المشترك سيعمم على بقية المستشفيات.
وأضاف قصي "هناك اهتمام من الحكومة الحالية بإكمال المشاريع المتلكئة التي تعاقد عليها العراق منذ أعوام، ومستشفى الشعب له أهمية كبيرة لأن المنطقة تعاني نقصاً في المستشفيات"، موضحاً أن "المستشفى سيشغل وفق مبدأ التشغيل المشترك بين القطاع الخاص والحكومة، وهذا النموذج سيعمم على بقية المستشفيات، لاسيما أن هناك خطة لافتتاح عدد من المستشفيات الحكومية قيد الإنجاز، مما يؤدي إلى ارتفاع مصاريف التشغيل والصيانة، مما يعني أننا بحاجة إلى رفع الجباية لتغطية التكاليف، ومن أجل أن تكون هناك جودة في الخدمة".
التخصصات الجيدة
وأكد أن الحكومة تعمل وفق هذا المبدأ على جلب التخصصات النادرة والقطاع الخاص، مما يمكن أن يسهم في توفير خدمة جيدة، بما يسهم في تطوير واستدامة هذا القطاع.
وخلص قائلاً "يفترض أن يكون لدينا نظام جباية ذكي يميز بين من يستطيع أن يدفع الخدمة الطبية، ومن لا قدرة مالية له فيتم دعمه بحيث يكون لدينا نظامان للتسعير لإجبار القطاع الخاص على خفض الخدمة، باعتبار أن القطاع الحكومي سيقدم خدمة تنافس القطاع الخاص".