ملخص
أسس يهودا فاخ فرقة عسكرية من أشقائه وأدخلهم إلى غزة لهدم 60 مبنى يومياً دون علم هيئة أركان وزارة الدفاع الإسرائيلية، إليكم القصة كاملة... ما قصة الـ60 مبنى التي يدمرها الضابط الإسرائيلي يهودا كاخ يومياً في غزة؟
عندما تمكن الجيش الإسرائيلي من التوغل في غزة واستطاعت القوات العمل بحرية في القطاع، جمع قائد الفرقة 252 يهودا فاخ أشقاءه وشكل منهم قوة خاصة وأخضعهم لتدريبات عسكرية مكثفة، ثم أوكل إليهم مهمة هدم 60 مبنى يومياً وتهجير سكان تلك المرافق.
لدى فاخ 10 إخوة، اثنان منهم ضابطان في الجيش الإسرائيلي والبقية يهود مدنيون لا علاقة لهم بالعمل العسكري لكن جميعهم يمينيون متطرفون، وعندما بدأت تل أبيب حربها ضد قطاع غزة أحضر قائد الفرقة 252 جميع أشقائه إلى غزة لتنفيذ مهام خاصة بعيداً من خطط المؤسسة الأمنية.
فرقة عسكرية من الأشقاء
صنع يهودا فاخ من جميع إخوته فرقة عسكرية، وساعده في تدريبهم شقيقه غولان الذي يشغل منصب عقيد في احتياط الجيش الإسرائيلي ولديه خبرة قتالية كبيرة، وعندما تجهز الأشقاء على استخدام السلاح أدخلهم إلى قطاع غزة لتنفيذ مخططه الشخصي.
أحضر يهودا فاخ إخوته إلى غزة أول مرة من محور نتساريم، وباتوا يدخلون القطاع ويخرجون منه عبر تلك المنطقة، وطلب من الجنود الموجودين هناك السماح لهم بالتردد إلى المكان من دون اتباع إجراءات تسجيل الدخول والخروج، الذي يجب القيام بها عند وصول القطاع.
وبالفعل بدأ يتردد إخوة فاخ إلى غزة، وقرب محور نتساريم عقد لهم شقيقهم الذي يشغل قائد الفرقة 252 اجتماعاً، وطلب منهم هدم 60 مبنى يومياً من مرافق القطاع، ووضع هدفاً ثانياً وهو تهجير 250 ألف غزي من بيوتهم، وقال "سيتعلم الفلسطينيون الدرس من خلال فقدان الأرض".
مهام خاصة
قاد يهودا فاخ إخوته وفرقته العسكرية لتنفيذ مهام شخصية وليس وفق خطط المؤسسة الأمنية، وبدأ في عمليات هدم واسعة خارج حدود الخرائط العسكرية وعمل على تخريب مبان لا قيمة عملياتية لها، ونسف مربعات سكنية غير مطلوب تدميرها.
وبحسب صحيفة "هآرتس" التي نشرت تحقيقاً عن عمليات فاخ في غزة، فإن قائد فرقة 252 سمح لشقيقه غولان بتشكيل قوة خاصة غير إخوته من الجنود والمدنيين للقيام بعمليات هدم وتخريب، داخل أحياء سكنية لم يصلها الجيش أو ينفذ فيها عمليات قتالية.
وقال فاخ "أخبرت عناصر الفرقة أن الهدف المطلوب منهم هو تسوية 60 منزلاً بالأرض كل يوم، وذلك حتى لا يعود أحد من سكان غزة إليها، لأن وجودهم في الشوارع والخيام يعد أمراً صعباً ويجعلهم يتعلمون درساً قاسياً".
60 منزلاً للنصر الكامل
وتفيد "هآرتس" بأن فاخ كان يعقد ندوات داخل غزة يشجع فيها على تهجير كل سكان شمال القطاع إلى الجنوب، وأنه سعى إلى تنفيذ خطة الجنرالات وحده، وأبلغ الجنود أن "صورة النصر" التي يصنعها ستكون نتائجها انتصار فرقته، وبعدما ينجح في مهمة تدمير الـ60 مبنى يومياً حينها ينتصر الجيش وتنتصر إسرائيل رسمياً في غزة.
ومنح فاخ أشقاءه امتيازات رائعة، إذ كانوا يعاملون مثل كبار الشخصيات وسمح لهم بدخول غزة من دون الخضوع للإجراءات المعتادة التي تفرض على الآخرين، لدرجة أن أخاه غولان أنشأ قوة هندسية صغيرة تضم وحدة آليات هندسية ثقيلة لتنفيذ مهمة هدم المباني.
لم يكن للضابط غولان فاخ أي دور رسمي في مهام الجيش الإسرائيلي داخل غزة، ولكن أخاه يهودا منحه لقب "مقاول الهدم في القطاع"، وكان يشرف على تدمير المنازل ويحصي المباني.
اكتشاف أمر الفرقة
لم يستمر عمل فرق فاخ الخارجة عن التعليمات العسكرية الإسرائيلية كثيراً في غزة، إذ جرى الكشف عنها بسرعة من قيادة الجيش وذلك عقب حادثة وقع فيها غولان فاخ وبعدها انكشفت مهام الفرقة الخارجة عن القرار الرسمي.
وبحسب "هآرتس" فإن غولان اكتشف فتحة نفق وطلب من الجنود إنزاله إلى داخله، من دون اتباع الإجراءات الأمنية المعتادة للتأكد من عدم وجود عبوات ناسفة، وعندما نزل انهار السرداب عليه ودفن تحت الرمال وانقطع الاتصال به، وبعد ساعتين تمكنت الفرق الطبية من اكتشافه وإنقاذه، وحينها انكشفت قصة عائلة فاخ والأشقاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن القيادة الجنوبية أو هيئة الأركان العامة للجيش لم تكن تعلم ما ينفذه يهودا فاخ قائد فرقة 252 وأشقاؤه في غزة، وأنه عندما اكتشف الأمر تقرر حل قوة الهدم بصورة كاملة، ولم تعد إلى العمل في غزة نهائياً.
بعدها تبنى الجيش الإسرائيلي بصورة رسمية ما كان يفعله الأشقاء في غزة، يقول المتحدث العسكري دانيال هاغاري "الجيش الإسرائيلي وافق على هذه الممارسات، قوة العقيد بالاحتياط غولان فاخ هي قوة عسكرية مخولة ومكونة من عناصر احتياط خضعوا لتأهيل ملائم، وجُندوا بموجب القواعد وعملوا في مناطق عدة بغزة، والمهمة التي نفذها يهودا وغلام فاخ كانت العثور على أنفاق وتدميرها".
جرائم حرب تستوجب المحاسبة
يقول الباحث السياسي الإسرائيلي جدعون ليفي "أمر غريب أن يتبنى الجيش الإسرائيلي مهمة عائلة فاخ وهذا ليس معتاداً، بالعادة توصف تلك الأفعال أنها خارج إطار الجيش وتخضع لتحقيقات، لكن يبدو أن هذه القصة ستثير الرأي العام الدولي وتؤخذ دليلاً على ممارسات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي".
ويضيف "إذا لم تفتح الشرطة العسكرية في إسرائيل تحقيقاً على الفور في سلوك يهودا فاخ، فإن الإسرائيليين والمحكمة الجنائية الدولية والعالم سيعرفون جميعاً أن الجيش لديه قائد فرقة يشتبه في ارتكابه جرائم حرب، وهو يواصل حياته وكأن شيئاً لم يكن".
ويوضح ليفي أن "عائلة فاخ كانت تنفذ عملياتها في غزة باسم الجيش وبالنيابة عنه، والجيش هو دولة إسرائيل وبناء على ذلك فإن دولتنا هي التي مارست جرائم حرب"، مشيراً إلى أنه يمكن تجاهل ذلك من طريق توقيف يهودا فاخ عن العمل.
حركة "حماس" عدت ما تقوم به عائلة دليلاً قاطعاً على ارتكاب الجيش الإسرائيلي أفعال إبادة جماعية وجرائم حرب، وطالب المتحدث باسمها أسامة حمدان المحكمة الجنائية بتسريع التحقيقات واحتجاز العسكريين الإسرائيليين ومحاكمتهم.