ملخص
جنين في شمال الضفة الغربية مركز للجماعات المسلحة الفلسطينية منذ عقود، وقاومت محاولات متكررة لإخراجها من قبل الجيش الإسرائيلي.
قال الجيش الإسرائيلي ومسعفون اليوم الإثنين إن مسلحين أطلقوا النار على مركبات، بينها حافلة ركاب بالقرب من قرية فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين.
وقع الهجوم قرب قرية الفندق شرق مدينة قلقيلية في شمال الضفة الغربية، وأكدت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء مقتل ثلاثة أشخاص "هم امرأتان ورجل"، وأضافت أن القتيلتين في الستينيات من العمر، في حين أن القتيل الثالث عمره نحو 40 سنة.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن قواته "تلاحق الإرهابيين وتقيم الحواجز وتطوق عدة بلدات في المنطقة" لاعتقال المنفذين، موضحاً أن الهجوم استهدف حافلة وسيارات مدنية.
وقالت خدمة الإسعاف إن مسعفيها نقلوا ثمانية أشخاص إلى المستشفى، بينهم السائق الذي وصفت حالته بالخطرة وعمره 63 سنة، وذكر المسعف إفيخاي بن زرويا في بيان "كان هجوماً قوياً طاول مواقع عدة، وأصيبت المركبات والحافلة بطلقات نارية".
وأوضح "خلال عمليات البحث الأولية عن الضحايا، عثرنا على امرأتين في الـ60 من العمر في سيارة مصابتين بطلقات نارية، وأعلنا وفاتهما".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبه قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس "وجهت الجيش الإسرائيلي للتحرك بشدة في أي مكان تقود إليه آثار القتلة"، وأضاف "من يسير على طريق ’حماس‘ سيدفع ثمناً باهظاً".
أما وزير الأمن الداخلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير فأكد أن "حياة المستوطنين أهم من حرية تنقل سكان السلطة الفلسطينية"، وقال "يجب أن نتوقف عن التوهم بوجود شريك للسلام، ونتذكر أن السلطة الفلسطينية تدعم الإرهاب وأن نوقف كل تعاون معها ونقيم أكبر عدد ممكن من نقاط التفتيش ونغلق الطرق".
من جهته أكد وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي يقيم في مستوطنة "كدوميم" القريبة من موقع الهجوم، "يجب أن تصير الفندق (القرية التي نفذ قربها الهجوم) ونابلس وجنين مثل جباليا (في غزة)، حتى لا تصبح كفار سابا (مدينة وسط إسرائيل) غزة المستقبلية".
"حماس" و"الجهاد"
فلسطينياً قالت حركة "حماس" إن العملية "تؤكد أن المقاومة ستتواصل على رغم إرهاب الاحتلال وإجراءاته الأمنية"، أما حركة "الجهاد الإسلامي" التي "باركت" العملية، فاعتبرت أنها "رد طبيعي على جرائم الاحتلال في حق شعبنا في غزة والضفة المحتلة".
تصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد هجوم "حماس" المباغت على إسرائيل.
ووفقاً لوزارة الصحة في رام الله، قتل ما لا يقل عن 818 فلسطينياً في الضفة الغربية في هجمات للجيش الإسرائيلي أو برصاص مستوطنين، منذ ذلك الوقت.
كذلك أسفرت هجمات نفذها فلسطينيون على إسرائيليين عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصاً في الفترة نفسها في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، وفقاً لأرقام رسمية إسرائيلية.
مقتل فلسطينيين
وأفادت حركة "فتح" ووزارة الصحة الفلسطينية بأن فلسطينيين، أحدهما فتى عمره 17 سنة، قُتلا برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة الأحد.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال أطلقت النار على منزل رجل يبلغ من العمر 37 سنة في بلدة جنوب جنين بالضفة الغربية. وأفادت وزارة الصحة في بيان بمقتل "الطفل معتز أحمد عبدالوهاب مدني (17 سنة) برصاص الاحتلال في مخيم عسكر بنابلس".
وأعلن الجيش الإسرائيلي بدوره أن قواته قتلت مسلحاً "وصادرت أربع قطع أسلحة وآلاف الشواكل من أموال الإرهابيين وفككت معملاً لتصنيع المتفجرات"، مضيفاً في بيان منفصل أنه يتحرى تقارير عن مقتل الفتى.
محاولات متكررة
وجنين في شمال الضفة الغربية مركز للجماعات المسلحة الفلسطينية منذ عقود، وقاومت هذه الفصائل محاولات متكررة لإخراجها من قبل الجيش الإسرائيلي.
ودخلت قوات الأمن الفلسطينية إلى جنين في ديسمبر (كانون الأول) عام 2024، في خطوة تقول إنها تهدف إلى قمع الجماعات المسلحة من "الخارجين عن القانون" الذين أسسوا قاعدة في المدينة ومخيم اللاجئين المجاور لها.
وقُتل مئات الفلسطينيين وعشرات الإسرائيليين في الضفة الغربية منذ الهجوم الذي شنه مسلحو حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 على جنوب إسرائيل، مما أدى إلى اندلاع الحرب في غزة وصراع أوسع على جبهات عدة.