ملخص
الارتفاعات الأخيرة في معدلات الرهن العقاري في بريطانيا بدأت تؤثر في سوق الإسكان في نهاية العام الماضي بصورة أكبر مما كان يعتقد سابقاً
تراجعت أسعار المنازل في بريطانيا بصورة غير متوقعة للمرة الأولى في تسعة أشهر خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفقاً لتقرير "هاليفاكس"، إذ ضغطت عودة كلفة الاقتراض المرتفعة على المشترين.
وتقدر مؤسسة الإقراض الكبرى أن متوسط سعر المنزل في بريطانيا انخفض 0.2 في المئة في ديسمبر الماضي، ليصل إلى 297166 جنيهاً استرلينياً (371137 دولاراً) بنهاية العام. ويعد هذا التراجع الشهري الأول منذ مارس (آذار) الماضي، ويأتي بعد زيادة بنسبة 1.2 في المئة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وتبقى الأسعار أعلى بنسبة 3.3 في المئة مقارنة بالعام 2023، لكنها أقل من الزيادة المتوقعة بنسبة 4.2 في المئة من الاقتصاديين.
وقالت رئيسة قسم الرهون العقارية في "هاليفاكس" أماندا بريدن، لصحيفة "التايمز"، "كانت سوق الإسكان مستقرة إلى حد كبير في بداية عام 2024، مع انطلاق نمو أسعار المنازل من الصيف فصاعداً، في النصف الثاني من العام الماضي، نمت أسعار المنازل استجابة لانخفاض معدلات الرهن العقاري، إلى جانب نمو الدخل، مما أسهم في تخفيف الضغوط المالية على المشترين إلى حد ما".
ويأتي التراجع الشهري في متوسط أسعار المنازل بعد أشهر عدة من الزيادات المستمرة، وخلال الصيف تسببت التعديلات المرتقبة في ضريبة الدمغة وانخفاض معدلات الرهن العقاري في وصول طلبات الرهن العقاري إلى أعلى مستوى لها في أكثر من عامين.
توقعات بنمو معتدل للمنازل في عام 2025
وقالت "هاليفاكس" إنها "تتوقع استمرار نمو أسعار المنازل بصورة معتدلة" هذا العام، مع توقعها أن يظل الطلب من المشترين ثابتاً.
مع ذلك يعتقد بعض الاقتصاديين أن مستوى نمو أسعار المنازل الحالي من المحتمل أن يواجه ضغوطاً هذا العام مع بدء تأثير تكاليف الاقتراض المرتفعة على المشترين، ومع تراجع الأسعار في ديسمبر الماضي انخفض متوسط سعر المنزل في بريطانيا إلى 297166 جنيهاً استرلينياً (371137 دولاراً)، من 298083 جنيهاً استرلينياً (372394 دولاراً) في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً لمقياس "هاليفاكس".
وهذا يعني أنه على رغم المخاوف المتكررة من تصحيح محتمل لأسعار المنازل في بريطانيا في 2024، فإنها لا تزال أعلى بنسبة 3.3 في المئة مقارنة بعام 2023.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن أبرز سمات سوق الإسكان في العامين الماضيين كان وجود انقسام مستمر بين الشمال والجنوب، لكن بعد سنوات من تأخر أسعار المنازل في لندن والجنوب الشرقي، بدأت الأسعار في الشمال تتقارب.
أسرع وتيرة في أيرلندا الشمالية
ارتفعت الأسعار بأسرع وتيرة في أيرلندا الشمالية العام الماضي، إذ زادت بنسبة 7.4 في المئة، وفي شمال غربي إنجلترا ارتفعت 5.3 في المئة، في المقابل زادت الأسعار بنسبة 2.4 في المئة فقط في أسكتلندا، و3.3 في المئة في لندن العام الماضي.
وتقيس "هاليفاكس" أسعار المنازل بصورة مختلفة قليلاً عن "نيشين وايد"، وهي مؤسسة إقراض كبيرة أخرى، التي قالت الأسبوع الماضي إن أسعار المنازل ارتفعت في ديسمبر الماضي.
وقالت "نيشن وايد" إن سوق الإسكان البريطانية أثبت "مقاومة مفاجئة" العام الماضي، إذ استمرت مشكلة القدرة على تحمل الكلفة وفقاً للمعايير التاريخية، مع بقاء أسعار المنازل مرتفعة مقارنة بالدخول المتوسطة، وارتفاع معدلات الفائدة بصورة كبيرة عن مستويات ما قبل جائحة كوفيد.
وقال الاقتصادي البريطاني في "كابيتال إيكونوميكس" آشلي ويب "التراجع الشهري في مؤشر أسعار المنازل من "هاليفاكس" في ديسمبر الماضي، يتناقض مع الزيادة بنسبة 0.7 في المئة في مقياس "نيشن وايد"، ويشير إلى أن الارتفاعات الأخيرة في معدلات الرهن العقاري بدأت تؤثر في سوق الإسكان في نهاية العام الماضي بصورة أكبر مما كان يعتقد سابقاً".
