ملخص
قوات سوريا الديمقراطية تعلن مصرع ستة من مقاتليها في منبج، وقائدها: اتفقنا مع السلطة الجديدة على رفض "مشاريع الانقسام".
قتل 37 شخصاً الخميس في معارك استُخدم فيها الطيران بين القوات الكردية والفصائل السورية الموالية لتركيا بمنطقة في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد "وقعت معارك ضارية في ريف منبج في الساعات الماضية بين قوات سوريا الديمقراطية (التي يعتبر الأكراد عمودها الفقري)، والجيش الوطني السوري (المدعوم من تركيا)، بتغطية جوية تركية"، ما تسبّب بمقتل "37 شخصاً في حصيلة أولية"، معظمهم من المقاتلين الموالين لتركيا.
تحذيرات من العرقلة
من جهة أخرى، حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن أمس الأربعاء من "أخطاء" يمكن أن تعرقل عملية الانتقال السياسي في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد، منبهاً أيضاً من أخطار "الهجمات" الإسرائيلية على سلامة أراضي البلاد.
وقال بيدرسن في اجتماع لمجلس الأمن الدولي بعد شهر على سقوط حكم الأسد إن "القرارات المتخذة اليوم ستحدد المستقبل على المدى الطويل"، وأضاف "هناك فرص وأخطار حقيقية"، داعياً سوريا والمجتمع الدولي إلى "النجاح في المرحلة المقبلة".
وبعد نزاع استمر 13 عاماً، تمكنت فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) من دخول دمشق التي فر منها الأسد، لينتهي بذلك حكم عائلته الذي امتد أكثر من خمسة عقود.
حل الفصائل المسلحة
وتعهد القائد العام للإدارة الجديدة أحمد الشرع بحل الفصائل المسلحة وبينها هيئة تحرير الشام التي يقودها، وتوحيدها تحت مظلة وزارة الدفاع، كما أعلن نيته عقد مؤتمر للحوار الوطني، مشيراً إلى أن إجراء انتخابات قد يتطلب أربعة أعوام.
وتعتزم الإدارة الجديدة تشكيل لجنة تمثل مختلف مكونات المجتمع للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني.
ورحب بيدرسن بإعلان هذه اللجنة الموسعة، لافتاً إلى أهمية عدم "إفساد" العملية، وأكد وجود "فرص كبيرة لبناء أسس جديدة لسلام دائم واستقرار في سوريا"، لكنه حذر من أن "أخطاء أو فرص ضائعة يمكن أن تهدد مستقبل سوريا وتزرع بذور عدم الاستقرار".
وشدد بيدرسن على أن "الانتقال السياسي الشامل هو الطريقة الأكثر فعالية لبناء الثقة"، داعياً السلطات إلى "مد يدها" لكل مكونات المجتمع.
وقال المبعوث الأممي إن "مناطق كبيرة ليست تحت سيطرة السلطات الانتقالية، والنزاع مستمر، وهناك أيضاً تهديدات حقيقية لسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها".
قلق عميق
وأعرب خصوصاً عن "قلقه العميق" إزاء انتشار الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان على أطراف الجزء من الهضبة الذي احتلته إسرائيل عام 1967 قبل أن تعلن ضمه عام 1981، في خطوة لم تعترف بها سوى الولايات المتحدة خلال ولاية دونالد ترمب.
وقال بيدرسن إن "الهجمات ضد سيادة سوريا وسلامة أراضيها يجب أن تتوقف"، معرباً عن قلقه في شأن معلومات متعلقة باستخدام القوات الإسرائيلية لذخائر ضد مدنيين وتدمير بنى تحتية.
وأضاف أن "مثل هذه الانتهاكات، وكذلك الضربات الجوية الإسرائيلية على أجزاء أخرى من سوريا، كما حدث في حلب الأسبوع الماضي بحسب التقارير، يمكن أن تعرض فرص الانتقال السياسي السلمي للخطر".
انعدام الأمن الغذائي الحاد
من جانبه أكد مسؤول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر أن حجم الأزمة الإنسانية في سوريا، حيث يواجه نحو 13 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد "ما زال كبيراً".
وأشار إلى أنه مع حلول فصل الشتاء "ما زال أكثر من 620 ألف شخص في حالة نزوح" من بين أكثر من مليون فروا خلال هجوم ديسمبر، ويضاف هذا الرقم إلى 7 ملايين شخص سبق لهم أن نزحوا جراء النزاع في البلاد.
رفض "مشاريع الانقسام"
وأكد مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على مناطق الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سوريا، الاتفاق مع السلطة الجديدة في دمشق على رفض "أي مشاريع انقسام" تهدد وحدة البلاد.
قال عبدي الأربعاء إن لقاء "إيجابياً" جمع قيادتي الطرفين نهاية الشهر الماضي في دمشق، مضيفاً "نتفق أننا مع وحدة وسلامة الأراضي السورية، وعلى رفض أي مشاريع انقسام تهدد وحدة البلاد".
ميدانياً قالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في بيان الأربعاء إن ستة من مقاتليها قتلوا خلال اشتباكات مع مقاتلين مدعومين من تركيا في مدينة منبج بشمال سوريا، وأضافت أن تسعة آخرين أصيبوا أيضاً.
قوات أميركية وفرنسية
قالت مسؤولة كردية سورية كبيرة إن هناك محادثات جارية في شأن ما إذا كان بإمكان قوات أميركية وفرنسية تأمين منطقة حدودية في شمال سوريا في إطار جهود رامية تهدف إلى نزع فتيل صراع بين تركيا وقوات كردية سورية مدعومة من الغرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتهدد أنقرة بتنفيذ هجوم عبر الحدود في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تستجب الجماعة لمطالب تركيا.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب، التي تقود قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة، جماعة إرهابية مرتبطة بمسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يخوضون تمرداً ضد الدولة التركية منذ 40 عاماً.
ولعبت قوات سوريا الديمقراطية دوراً مهماً في إلحاق الهزيمة بمسلحي "داعش" في سوريا خلال الفترة من 2014 إلى 2017. ولا تزال المجموعة تحرس مقاتلي التنظيم في معسكرات اعتقال هناك، لكن نفوذها تراجع بعد أن أطاح مسلحون من المعارضة بالرئيس السوري بشار الأسد في الثامن من ديسمبر.
دعم فرنسي
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أيام إن باريس لن تتخلى عن قوات سوريا الديمقراطية، التي كانت واحدة من بين عدد كبير من جماعات المعارضة المسلحة خلال الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عاماً.
ونقلت قناة "تي.في5 موند" عن إلهام أحمد، الرئيسة المشاركة لدائرة الشؤون الخارجية في الإدارة الكردية بالأراضي الشمالية الواقعة خارج سيطرة الحكومة السورية المركزية، قولها "الولايات المتحدة وفرنسا يمكنهما بالفعل تأمين الحدود بالكامل، نحن مستعدون لأن يتولى هذا التحالف العسكري هذه المسؤولية".
وأضافت "نطلب من الفرنسيين إرسال قوات إلى هذه الحدود لتأمين المنطقة منزوعة السلاح، لمساعدتنا في حماية المنطقة وإقامة علاقات جيدة مع تركيا".
ولم ترد وزارتا الخارجية الفرنسية والتركية حتى الآن على طلبات التعليق، ولم يتسن الحصول على تعليق حتى الآن من وزارة الخارجية الأميركية.
ومن غير الواضح مدى تقبل تركيا لمثل هذه المبادرة نظراً إلى أن أنقرة عملت لسنوات على تأمين حدودها في مواجهة التهديدات القادمة من سوريا، وتعهدت بتدمير وحدات حماية الشعب.
وقالت المسؤولة "بمجرد أن تتمكن فرنسا من إقناع تركيا بقبول وجودها على الحدود، عندها يمكننا أن نبدأ عملية السلام، نأمل أن تجري تسوية كل شيء في الأسابيع المقبلة".
وقال مصدر مطلع على الأمر إن المحادثات جارية بالفعل، غير أنه أحجم عن كشف المدى الذي وصلت إليه هذه المحادثات أو مدى واقعيتها.
جهود وقف إطلاق النار
تتوسط واشنطن في جهود وقف إطلاق النار بين الجماعات المدعومة من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، بعد اندلاع القتال مع تقدم جماعات المعارضة السورية نحو دمشق والإطاحة بالأسد.
وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في مؤتمر صحافي في باريس إلى جانب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي سيغادر المنصب قريباW إلى وجود محادثات حول هذه القضية.
وقال بارو "يتعين أن يجد الأكراد السوريون مكانهم في هذا التحول السياسي، نحن مدينون لهم لأنهم كانوا إخواننا في السلاح ضد تنظيم داعش".
وأضاف "سنواصل جهودنا لضمان معالجة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا، وأيضاً لضمان المصالح الأمنية للأكراد (في سوريا) وحقوقهم الكاملة في المشاركة في بناء مستقبل بلادهم".
مصالح مشروعة
وقال بلينكن إن من المهم للغاية ضمان استمرار قوات سوريا الديمقراطية في حراسة أكثر من 10 آلاف من مقاتلي داعش المعتقلين، لأن هذا يمثل مصلحة أمنية مشروعة لكل من الولايات المتحدة وتركيا".
وأضاف "عملنا عن كثب شديد مع حليفتنا تركيا، لإدارة هذا التحول، إنها عملية ستستغرق بعض الوقت".
وللولايات المتحدة نحو 2000 جندي في سوريا يعملون مع قوات سوريا الديمقراطية، لمنع عودة ظهور تنظيم "داعش".
وقال مسؤول فرنسي إن بلاده ما زال لديها عشرات من القوات الخاصة على الأرض، منذ دعمها السابق لقوات سوريا الديمقراطية حين كانت باريس تقدم الأسلحة والتدريب.