Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفاصيل وضع القوات الإيرانية قبيل سقوط الأسد

قيادي في "الحرس الثوري" يتحدث عن صراع مع روسيا وفساد مستشرٍ في جيش النظام السوري

العميد بهروز إثباتي (مواقع التواصل)

ملخص

قال العميد إثباتي إن "الفساد الناجم عن الفقر انتشر في جميع أركان الجيش السوري، وكان معظم الجنود الذين كان من المفترض أن يدافعوا عن مدينة حلب ضد 'المتمردين' قد فروا قبل أن يدخلوها". كما تحدث القيادي في الحرس الثوري عن وقوع "خيانة" في جيش النظام السوري من دون أن يذكر التفاصيل.

اعترف أحد قادة الحرس الثوري الإيراني الذي كان مشاركاً في الحرب الأهلية السورية في تصريحات نادراً ما تصدر عن مسؤولين إيرانيين، بأن بلاده تلقت ضربة موجعة في سوريا، مضيفاً أنه ينبغي لإيران ألا تصعد التوترات في المنطقة في الوقت الحالي.
وتختلف تصريحات العميد بهروز إثباتي، وهو أحد كبار قادة "الحرس" الذين عملوا في سوريا، بصورة كبيرة عن المواقف الرسمية لمسؤولين آخرين في النظام الإيراني في شأن الأحداث في سوريا.

لوم روسيا

وألقى العميد إثباتي باللوم على روسيا، في انهيار نظام بشار الأسد، مدعياً أن موسكو سمحت لإسرائيل باستهداف القواعد والعسكريين الإيرانيين من خلال وقف تشغيل أنظمة الرادار الروسية في سوريا.
وقد تناول المرشد علي خامنئي وفي أكثر من مناسبة الأسباب التي أدت إلى سقوط نظام الأسد، لكنه لم يعترف بالهزيمة في سوريا، وقال إنه على عكس التحليلات فإن "إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى". وقدم العميد بهروز إثباتي، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مقر الفضاء الإلكتروني في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، في كلمته التي استمرت نحو ساعة ونشرتها وسائل الإعلام المحلية الإيرانية في شكل ملف صوتي، تفاصيل عن الوضع في سوريا في الفترة التي سبقت سقوط نظام الأسد.

تدهور سريع

وفي إشارة إلى النقص الشديد في المرافق الخدمية والمشكلات مثل انقطاع التيار الكهربائي المستمر في سوريا، قال العميد إثباتي إن "الأوضاع في سوريا تدهورت بصورة حادة خلال العامين الماضيين".
وأشار أيضاً إلى الرواتب المنخفضة جداً للقادة الميدانيين والقادة ذوي الرتب المتوسطة في الجيش السوري قائلاً إن "العسكريين السوريين في حلب كانوا قد توقعوا سقوط المدينة".

وتمكنت المعارضة المسلحة في سوريا بقيادة "هيئة تحرير الشام"، التي كانت تسيطر على محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، من السيطرة على مدينتي حلب وحمص في عملية عسكرية خاطفة، وبعد 10 أيام فقط من بدء هذه العملية في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024، دخلوا العاصمة دمشق، مما أدى إلى فرار بشار الأسد من سوريا إلى روسيا.
وقال العميد إثباتي إن "الفساد الناجم عن الفقر انتشر في جميع أركان الجيش السوري، وكان معظم الجنود الذين كان من المفترض أن يدافعوا عن مدينة حلب ضد 'المتمردين' قد فروا قبل أن يدخلوها". كما تحدث القيادي في الحرس الثوري عن وقوع "خيانة" في جيش النظام السوري من دون أن يذكر التفاصيل.

الشعب انتفض

وتابع العميد إثباتي الذي كان مشاركاً في الأحداث السورية "كنا نعلم أنه لا توجد قوات للدفاع عن بشار الأسد، لكن الرئيس السوري لم يصدق ذلك"، مضيفاً "نحن لم نهزم عسكرياً، ولم تكن هناك حرب على الإطلاق، بل الشعب (السوري) انتفض وأزال نظاماً فاسداً".

وأردف قائلاً إن "رؤية بشار الأسد للمقاومة تختلف كثيراً عن رؤيتنا، إذ إنه يرى دور سوريا في المقاومة بأنه محدود للغاية". وقال القيادي في "الحرس"، "عندما بدأ ’طوفان الأقصى‘ كنا قد أعلنا من خلال السفير والقائد (المرشد علي خامنئي) بأن الوقت قد حان، إذ يمكن لسوريا أن تهاجم وتستولي على الأراضي التي احتلتها إسرائيل. فقلنا (لبشار الأسد) نحن سندعم، لكنه قال لا، سوريا مجرد منصة لكم لدعم المقاومة، وإذا أردتم أن تنقلوا السلاح والعتاد وتذهبوا للحرب فلن أدخل في حرب مع إسرائيل".
وزعم العميد إثباتي أن "الروس خدعوا الأسد وهم السبب الرئيس وراء انهيار نظامه"، مؤكداً أنه "بعد ’طوفان الأقصى‘ عمل الروس (سياسياً وميدانياً) لمصلحة إسرائيل".
وأكد العميد بهروز إثباتي أنه كلما أرادت إسرائيل مهاجمة مقارنا الرئيسة، على سبيل المثل عندما هاجمت مقر "الشهيد صادق" للاستخبارات، كان الروس قد أوقفوا أنظمة الرادار حتى تتمكن إسرائيل من ضرب هذا المقر". وأضاف أن "نظام بشار الأسد وتحت تأثير دول عربية مارس أكبر قدر من الضغوط على الإيرانيين خلال الأشهر الثلاثة الماضية". وزاد "لم نبخل، وإيران لم تقصر حقاً، لكن لم يكن من المفترض أن نقاتل بدلاً منه. ولم يكن أي من أركان النظام يريد ذلك. لا الحزب ولا الحكومة ولا الشعب ولا الجيش يريد (القتال)".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خسرنا سوريا

وأقر إثباتي "أولاً، يجب القول إنه بالنسبة إليَّ لست فخوراً بأننا خسرنا سوريا. لا، لقد تلقينا ضربة موجعة. كما قال أحدهم: لقد خسرنا، لقد خسرنا كل شيء. نعم، لقد خسرنا وتأذينا. كان الأمر صعباً بالنسبة إلينا، بخاصة للأشخاص مثلي". ورأى أن "فكرة هزيمة 'حماس' و'قوى المقاومة' هي نتاج العمليات النفسية الإسرائيلية"، مضيفاً "من قال إن اليمن هو الذي يدافع فحسب، القول إن المقاومة انتهت غير صحيح على الإطلاق".

وتحدث العميد إثباتي عن أن "المقاومة الولائية بدأت العمل في سوريا. انتبهوا جيداً لهذه الجزئية. الآن أصبح بإمكاننا تفعيل الشبكات التي كنا على اتصال بها خلال الأعوام القليلة الماضية في مثل هذه الأوضاع، لنشكل خلايا المقاومة. الآن يمكننا أن نعمل مثل بقية الدول، وقد بدأنا بالفعل".

وانقطع حديث العميد بهروز إثباتي فجأة عندما أشار إلى تصريحات خامنئي حول شباب سوريا، إذ وصفهم المرشد بـ"الشباب السوري الشغوف".

وكان وزير الخارجية في الحكومة السورية الموقتة أسعد حسن شيباني، حذر إيران قبل أسبوعين من نشر الفوضى في سوريا.

وتوقع خامنئي في وقت سابق، ظهور "قوة شريفة وقوية في سوريا". وقال إن "الشباب السوري لم يعد لديه ما يخسره، لأنه لا يشعر بالأمان لا في الجامعات ولا المدارس، والمنازل غير آمنة والشارع غير آمن وحياته غير آمنة. إذاً ماذا يجب أن يفعل؟ يجب عليه أن يقف بقوة وحزم أمام أولئك الذين خططوا لهذه الفوضى ومن نفذوها".

وقال العميد إثباتي رداً على سؤال حول الهجوم الإيراني الانتقامي على إسرائيل أو القواعد العسكرية الأميركية إنه "الآن وفي مثل هذه الظروف فإن جر المنطقة إلى صراع عسكري ليس في مصلحة 'المقاومة'، لأنه إذا ما قمنا بأي عمل سيهاجمنا العدو مرة أخرى".

"الوعد الصادق 3"

وفي إشارة إلى "الوعد الصادق 3" الذي وعدت إيران بتنفيذه رداً على الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران في الـ26 من أكتوبر (تشرين الأول) 2024، قال إنه لا يعرف شيئاً عنه لأنه لم يكن ضمن الفريق المعني باتخاذ القرار"، لكنه أضاف "أعتقد أن المشهد (السياسي) الآن لم يعد يتماشى مع ’الوعد الصادق 3‘".
وفي هذا السياق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه بعد سقوط نظام الأسد، نُقل 4 آلاف عسكري إيراني عبر قاعدة حميميم الجوية الروسية في الساحل السوري.
وعندما اهتز النظام عام 2011 إثر الانتفاضة الشعبية والحرب الأهلية زودت طهران الأسد بالجنود والأسلحة والوقود. كما قتل أكثر من 2000 جندي وقيادي عسكري إيراني في سوريا، فيما قالت طهران إنهم ذهبوا إلى هناك بصفة "مستشارين عسكريين". وكانت سوريا تحت سلطة بشار الأسد جزءاً من "المحور الإيراني"، إذ كانت تربط إيران بـ"حزب الله" في لبنان، وأدت دوراً محورياً في نقل الأسلحة والعتاد الحربي إلى الحزب.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير