ملخص
تظهر النسخة من تقرير "آفاق كبار الاقتصاديين" لشهر يناير (كانون الثاني) 2025 أن الاقتصاد العالمي يواجه ضغوطاً كبيرة، وعلى رغم تراجع التضخم في معظم المناطق، لا تزال حالة عدم اليقين مرتفعة، مما يؤدي إلى تباين في النمو الإقليمي ويؤثر في النظرة العامة الضعيفة للاقتصاد
من المتوقع أن يواجه الاقتصاد العالمي تحديات كبيرة في عام 2025، إذ يتوقع 56 في المئة من كبار الاقتصاديين الذين استطلعت آراؤهم أن تتدهور الأوضاع، وفقاً لأحدث تقرير حول آفاق كبار الاقتصاديين من المنتدى الاقتصادي العالمي. في حين يتوقع 17 في المئة فقط تحسناً، مما يشير إلى حالة من الغموض المتزايد في المناطق الرئيسة وضرورة استجابة سياسة محسوبة على مستوى العالم.
وتظهر النسخة من تقرير "آفاق كبار الاقتصاديين" لشهر يناير (كانون الثاني) 2025 أن الاقتصاد العالمي يواجه ضغوطاً كبيرة، وعلى رغم تراجع التضخم في معظم المناطق، لا تزال حالة عدم اليقين مرتفعة، مما يؤدي إلى تباين في النمو الإقليمي ويؤثر في النظرة العامة الضعيفة للاقتصاد. ومن المتوقع أن يكون للسياسات الأميركية تأثير كبير في الاقتصاد العالمي في السنوات المقبلة، مما يؤدي إلى تحول طويل الأمد في مسار الاقتصاد العالمي. كما يكشف التقرير عن ضغوط متزايدة على الترابط الاقتصادي العالمي، إذ من المتوقع أن تتسارع اتجاهات التفكيك في التجارة بين السلع والخدمات والتنقل العمالي والتكنولوجيا والبيانات، وبدرجة أقل في القطاع المالي. وعلى رغم أن التجارة العالمية لا تزال مرنة، من المتوقع أن تتصاعد التوترات بين القوى الكبرى وعلى نطاق أوسع.
وبينما يبدو أن الولايات المتحدة مستعدة لتحقيق انتعاش قصير الأجل، إذ يتوقع 44 في المئة من كبار الاقتصاديين نمواً قوياً في عام 2025، مقارنة بـ15 في المئة فقط عندما سئلوا في أغسطس (آب) من العام الماضي، فإن التوقعات للعام المقبل تظل أقل تفاؤلاً بالنسبة إلى الاقتصادات الكبرى الأخرى. فيما تستمر أوروبا في تصدر قائمة المناطق الأضعف للسنة الثالثة على التوالي، إذ يتوقع نحو ثلاثة أرباع (74 في المئة) نمواً ضعيفاً أو ضعيفاً جداً. في الوقت نفسه من المتوقع أن يتباطأ الزخم الاقتصادي للصين وسط انخفاض الطلب الاستهلاكي وضعف الإنتاجية، مما يعكس مزيداً من الطبيعة غير المتكافئة وغير المؤكدة لأي تعاف عالمي.
وقال رئيس النمو والتحول الاقتصادي في المنتدى الاقتصادي العالمي، إنجوس كولينز: "يكشف تقرير آفاق كبار الاقتصاديين الأخير عن اقتصاد عالمي يعاني ضغوطاً كبيرة. إن توقعات النمو هي الأضعف منذ عقود، والتطورات السياسية سواء على الصعيد المحلي أم الدولي تبرز مدى التنافسية التي أصبحت عليها السياسات الاقتصادية. و في هذا السياق، سيتطلب تعزيز روح التعاون التزاماً وابتكاراً أكبر من أي وقت مضى".
الاقتصاد الأميركي: زخم قصير الأجل وحذر على المدى الأبعد
ويؤكد التقرير الجديد أهمية الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، إذ وصف 61 في المئة من كبار الاقتصاديين تأثيرها في الاقتصاد العالمي باعتباره تحولاً طويل الأجل بدلاً من اضطراب قصير الأجل. ومن المتوقع حدوث تغييرات كبيرة في مجالات مثل التجارة والهجرة وإلغاء اللوائح والسياسة المالية والسياسة الصناعية. ويتماشى التوقع المتفائل لكبار الاقتصاديين في شأن نمو الاقتصاد الأميركي في 2025 مع توقعاتهم للتحفيز على المدى القصير وارتفاع الأجور. ومع ذلك يبقى الاقتصاديون حذرين من الأخطار، إذ يتوقع جميعهم تقريباً زيادة في مستويات الديون العامة (97 في المئة) وارتفاع التضخم (9 في المئة).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلى جانب التوقعات المتواضعة للنمو العالمي، يكشف تقرير "نظرة كبار الاقتصاديين" عن ضغوط متزايدة على الترابط الاقتصادي العالمي، إذ يتوقع غالبية المشاركين (94 في المئة) مزيداً من التجزئة في تجارة السلع خلال السنوات الثلاث المقبلة، بينما يتوقع 59 في المئة أن يتبع تجارة الخدمات المسار نفسه. كما يتوقع أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين ارتفاع الحواجز أمام حركة العمل، في حين يشير ما يقرب من ثلثيهم إلى القيود المتزايدة على نقل التكنولوجيا والبيانات. ويعتبر القطاع المالي استثناء، إذ يتوقع أقل من نصف المشاركين (48 في المئة) زيادة في التجزئة، وهو ما يعكس الدور المحوري للتدفقات المالية العابرة للحدود في الاقتصادات الحديثة. ومع ذلك تظل التطورات السياسية المحلية والدولية، وإعادة تنظيم سلاسل الإمداد والمخاوف الأمنية، مصدر قلق كبير. ومن المتوقع أن تؤدي هذه التحولات إلى زيادة التكاليف على الشركات والمستهلكين على حد سواء خلال السنوات الثلاث المقبلة. وتشمل استجابات الشركات للتجزئة المتزايدة للاقتصاد العالمي إعادة هيكلة سلاسل الإمداد (91 في المئة)، وإقليمية العمليات (90 في المئة) والتركيز على الأسواق الأساسية (79 في المئة).
آفاق التجارة: التعامل مع الضغوط المتزايدة
ووفقاً لتقرير "آفاق كبار الاقتصاديين"، يتوقع ما يقرب من نصف كبار الاقتصاديين (48 في المئة) زيادة في أحجام التجارة العالمية في عام 2025، مما يبرز مرونة التجارة العالمية. ومع ذلك، يتوقع غالبية كبيرة تصاعد التوترات التجارية، سواء بين القوى الكبرى أو على نطاق أوسع. ويتم تحديد الحماية التجارية كعامل رئيس سيدفع التغيرات المستدامة في أنماط التجارة العالمية، مع مساهمات بارزة أخرى تشمل النزاعات والعقوبات ومخاوف الأمن الوطني. ويتوقع نحو 82 في المئة من المشاركين زيادة في الإقليمية التجارية خلال السنوات الثلاث المقبلة، جنباً إلى جنب مع تحول تدريجي مستمر من السلع إلى الخدمات.
ويعتمد تقرير "توقعات كبار الاقتصاديين" على أحدث أبحاث التطورات السياسية، إضافة إلى الاستشارات والاستطلاعات مع كبار الاقتصاديين من القطاعين العام والخاص، التي نظمها "مركز الاقتصاد الجديد والمجتمع" التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي. ويهدف التقرير إلى تلخيص ملامح البيئة الاقتصادية الحالية وتحديد الأولويات التي يجب أن يتخذها صناع السياسات وقادة الأعمال استجابة للصدمات المتزايدة في الاقتصاد العالمي.
وأطلق المنتدى الاقتصادي العالمي التقرير قبل تجمع القمة السنوية للمنتدى 2025 المرتقب في دافوس -كلوسترس، سويسرا، من الـ20 إلى الـ24 من يناير (كانون الثاني) الجاري. ويجتمع القادة العالميين تحت شعار "التعاون من أجل العصر الذكي". وتهدف القمة إلى تعزيز الشراكات الجديدة وتوليد الأفكار لتشكيل مستقبل أكثر استدامة وشمولية في عصر التكنولوجيا المتقدمة بسرعة. وستركز القمة على خمسة مجالات رئيسة، وهي إعادة تصور النمو، والصناعات في العصر الذكي، والاستثمار في الناس، وحماية كوكب الأرض، وإعادة بناء الثقة.