Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بين تنازلات "حماس" والضغوط على نتنياهو عقد اتفاق غزة

الرئيسان الأميركيان يتبنيان التوصل إلى حل بين الطرفين والفصائل الفلسطينية: كان لتهديد ترمب أثر بسيط

تؤكد الفصائل الفلسطينية أن تهديد ترمب كان له أثر لكن "حماس" ترى أن الفضل لمقاتليها في الميدان ("اندبندنت عربية" - مريم أبو دقة)

ملخص

-بحسب معلومات "اندبندنت عربية" فإن الرئيس بايدن طلب من فريقه للوساطة برئاسة بريت ماكغورك البقاء في الدوحة طوال مدة التفاوض التي استغرقت نحو خمسة أسابيع، وفي الأيام الأخيرة انضم إليه مبعوث الرئيس ترمب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف وظل في قطر آخر 96 ساعة من المفاوضات.

-تؤكد المعلومات الواردة أن ماكغورك بالتعاون مع ويتكوف تشاركا سوياً في الاجتماعات التي جرت في مختلف أنحاء الشرق الأوسط لدفع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى الأمام، وكان جهد الإدارتين متساوياً تقريباً.

بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تسابق الرئيس جو بايدن الذي غادر البيت الأبيض أمس الأربعاء، والرئيس المنتحب دونالد ترمب، إلى تبني عقد اتفاق إنهاء حرب القطاع، لكن لأي من الرئيسين يعود الفضل فعلاً، وما هو رأي سكان غزة والفصائل الفلسطينية حول هذا الموضوع؟.

في خطاب الوداع، سارع بايدن إلى نسب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى شخصه وإدارته، وعند سؤاله إلى من ينسب الفضل في التوصل لوقف حرب القطاع، رد الرئيس "هل هذه مزحة؟"، وكأنه يؤكد أنه صاحب الفضل، ثم ضحك وأكمل حديثه.

بايدن: أنا الذي عرض خريطة الطريق

ويقول بايدن "اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تم بناء على إطار خريطة الطريق التي طرحتها في مايو (أيار) عام 2024، وقتها وضعت الخطوط العريضة والمحددة لإنهاء حرب القطاع، وبعد محادثات مكثفة نجح فريقي الدؤوب في التوصل إلى اتفاق".

ويضيف أن "فريقي طور هذه الخطة وتفاوض عليها، لكن العبء الكبير في تنفيذ شروط الاتفاق بصورة أساسية يقع على الإدارة المقبلة، لهذا السبب طلبت من فريقي إبقاء الإدارة المقبلة على اطلاع كامل، ولو لم أفعل ذلك لما كان لها دور".

في الواقع، عرض الرئيس الأميركي المنتهية ولايته خريطة طريق لإنهاء حرب غزة في مايو العام الماضي، وأجرى الوسطاء مفاوضات هائلة للتوصل إليها، لكن فشلت جميع الجهود حينها، واستمرت الحرب بعد ذلك نحو ثمانية أشهر أريقت خلالها دماء كثير من الغزيين.

ترمب: هددت بالجحيم

ويبنما كان بايدن ينسب الفضل لنفسه في اتفاق غزة، سارع ترمب إلى إعلان نفسه أنه صاحب الفضل في الانفراجة التي جاءت بعد أشهر من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وأن تهديده بالجحيم أثمر فعلياً في نجاح تلك الجهود.

وصرّح ترمب بأن "الاتفاق الملحمي ما كان ليتم لولا انتصارنا التاريخي في انتخابات الولايات المتحدة، وأجمع المقترعون على إدارتي التي ستسعى إلى السلام والتفاوض على الصفقات الناجحة من دون دماء، لقد كنت القوة المحركة وراء الاتفاق".

ويقول "لقد أنجزنا كثيراً حتى من دون أن نكون في البيت الأبيض، تخيلوا ما يمكن أن نحققه عند عودتنا، أنا سعيد للغاية بعودة الرهائن الأميركيين والإسرائيليين لديارهم للقاء أسرهم وأحبائهم".

في الواقع، بعد فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، هدد الشرق الأوسط بجحيم لا مثيل له إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وكرر تهديده مرات عدة، وأرسل مبعوثه إلى العاصمة القطرية الدوحة للإشراف على الاتفاق.

الفريقان في قطر

وبحسب معلومات "اندبندنت عربية"، فإن بايدن طلب من فريقه للوساطة برئاسة بريت ماكغورك البقاء في الدوحة طوال مدة التفاوض التي استغرقت نحو خمسة أسابيع، وخلال الأيام الأخيرة انضم إليه مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف وظل في قطر آخر 96 ساعة من المفاوضات.

وتؤكد المعلومات الواردة أن ماكغورك بالتعاون مع ويتكوف تشاركا سوياً في الاجتماعات التي جرت في مختلف أنحاء الشرق الأوسط لدفع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى الأمام، وكان جهد الإدارتين متساوياً تقريباً.

وبعيداً من تنافس الرئيسين، فإن ويتكوف يقول "فريق بايدن كان رأس الحربة في المحادثات، وفخر صياغة الاتفاق لا تعود لأحد نحن نركز تماماً على النتائج".

وكما بدا مبعوث ترمب متوازناً، علق مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي بتوازن على أحقية الفضل، وقال "التركيز يجب أن ينصب على تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم ’حماس‘ في غزة، ولا نريد أن يكون التركيز على من يطالب أو ينتزع الفضل".

الفصائل: كان لتهديد ترمب أثر بسيط

هذا التنافس على الفضل في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة امتد للفصائل الفلسطينية، إذ يقول رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي متحدثاً بالنيابة عن القوى السياسية "كان لجحيم ترمب تأثير بسيط في التوصل إلى هدنة غزة، وكانت خريطة طريق بايدن جيدة لكن أسلوبه وإدارته ضعيفتان".

ويضيف أن "الجحيم الذي وعد به ترمب كان لدينا بالفعل في غزة، لكن هذا التهديد أو التحذير دفع الأطراف المعنية إلى العمل باجتهاد في المفاوضات وفرض كثير من النقاط، وهذا أسلوب لم نرَه في إدارة الرئيس بايدن".

ويوضح أن هناك كثيراً من العوامل التي أسهمت في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعيداً من خطة بايدن وجحيم ترمب، إذ غيرت "حماس" مواقفها الإستراتيجية وقدمت تنازلات عدة، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعرض لضغوط من داخل إسرائيل وخارجها وأدرك أنه لا بد من التخلي عن سياسة التعنت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"حماس": الفضل لمقاتلينا

لكن حركة "حماس" ترى أن الفضل في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يعود لبايدن أو ترمب وإنما لنفسها، ويقول عضو المكتب السياسي للفصيل باسم نعيم "أفشل مقاتلونا الأبطال وأبناء شعبنا مخططات إسرائيل، مما دفع نتنياهو إلى التنازل عن شروطه والموافقة على الهدنة بحسب شروط ’حماس‘ وطلباتها، إذ سينسحب الجيش من غزة وستطلق إسرائيل سراح الأسرى ولن يتم تهجير شعبنا".

وفي ظل تلك المنافسة بين بايدن وترمب، يقرأ الباحث السياسي إياد محمد المشهد، قائلاً "الرئيسان يسعيان إلى تسجيل هذا الإنجاز، بايدن يريده في سجله وترمب يرغب أن يكون أول إنجاز في سجله، لكن الحقيقة أن الاتفاق لم يكُن ليرى النور من دون جهود الطرفين".

ويضيف أنه "ربما ساعد ترمب بايدن في تحقيق إنجاز أخير كرئيس عندما أطلق تهديد الجحيم وضغط على نتنياهو لقبول الاتفاق، وأيضاً قد يكون بايدن مهد الطريق لترمب لبدء ولايته الثانية بقوة عن طريق طرحه خريطة الطريق وإطلاع فريقه على كل تطورات الملف".

لكن كل ما يهم سكان غزة أن تقف إراقة الدماء والجوع وأن تدخل المساعدات الإنسانية إليهم وأن تتم إعادة إعمار ما جرفته الحرب وأن يعم السلام ولا يعود القتال نهائياً بعد ذلك.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير