Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ثرثرة جي دي فانس أثارت إعجاب "اليمين المتطرف" وروسيا فقط

خلال خطابه الذي ألقاه في ميونيخ أوضح نائب الرئيس الأميركي أولويات الأمن العالمي لبلاده وأنه لا ينبغي لأوروبا أن تعتبر الولايات المتحدة حليفاً قوياً بعد الآن

أصبح من الواضح أن جي دي فانس لم يعد صديقاً، وبالتأكيد ليس حليفاً، لنمط الديمقراطية الذي تنعم به أوروبا منذ 80 عاماً (ا ب)

ملخص

في خطاب يُمكن وصفه بالتحريضي، انتقد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس حلفاء واشنطن في أوروبا، مشيراً إلى أن التهديدات الداخلية التي تواجهها تلك الدول أخطر من التهديدات الخارجية التي تفرضها روسيا والصين، وهو توجه يعكس تحولاً كبيراً في العلاقات عبر الأطلسي

أطلق نائب الرئيس الأميركي مجموعة كبيرة من أنصاف الحقائق ونظريات المؤامرة في شأن حلفائه في أوروبا، القارة التي تقف على شفا حرب مع روسيا، في خطاب تحريضي سيتردد صداه على ألسنة اليمين المتطرف في كل مكان.

وقال جي دي فانس في خطابه الذي ألقاه خلال "مؤتمر ميونيخ للأمن" أمام قاعة مكتظة بوزراء الدفاع والجنرالات والقادة من جميع أنحاء أوروبا وخارجها، "إن التهديد الذي يقلقني أكثر في ما يتعلق بأوروبا ليس روسيا ولا الصين، ولا أي فاعل خارجي آخر"، وأضاف مخاطباً الحضور من المسؤولين الأمنيين "ما يقلقني هو التهديد من الداخل".

كان هؤلاء القادة قد دخلوا القاعة وهم على يقين تقريباً بأن ما سيؤرقهم هو المخططات العسكرية الروسية العلنية والعنيفة ضد أوكرانيا ودول البلطيق وبولندا وكثير من بقية أوروبا الشرقية لكن لا، فما يقلقه كما أوضح أن "مفوضاً أوروبياً" قد "بدا مبتهجاً" عندما ألغت المحكمة الدستورية في رومانيا العام الماضي الانتخابات الرئاسية بعد فوز مرشح يميني متطرف مناهض للـ "ناتو" ومؤيد لروسيا خلال الجولة الأولى، وسط موجة دعم غامضة اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي.

ويحقق الاتحاد الأوروبي في تمويل حملة كالين جورجيسكو على موقع "تيك توك"، في وقت رفضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الطعن الذي قدمه ضد القرار.

في غضون ذلك كُشف في مولدوفا عن إنفاق روسيا من دون جدوى 100 مليون يورو في حملة لدعم انتخاب مرشح موالٍ لها هناك، وقال نائب الرئيس الأميركي لحلفاء واشنطن إن "رومانيا ألغت مباشرة نتائج الانتخابات الرئاسية بناء على شكوك واهية من وكالة استخبارات وضغوط هائلة من جيرانها في القارة".

كما أعرب عن قلقه في شأن محاكمة ناشط بريطاني مناهض للإجهاض بتهمة انتهاك منطقة حظر حول عيادة، معتبراً ذلك مثالاً على أن الديمقراطية باتت تتعرض للهجوم.

ومع استرساله في الحديث أصبح من الواضح أن جي دي فانس لم يعد صديقاً، وبالتأكيد ليس حليفاً، لنمط الديمقراطية الذي تنعم به أوروبا منذ 80 عاماً.

وقال فانس "انظروا إلى أصدقائنا الأعزاء في المملكة المتحدة، حيث أدى التراجع عن حقوق المعتقد إلى تعريض الحريات الأساس للبريطانيين المتدينين على وجه الخصوص للخطر"، مضيفاً "في بريطانيا وفي جميع أنحاء أوروبا أعتقد أن حرية التعبير في تراجع".

وعلى رغم أنه لم يذكر ذلك بصورة صريحة لكن بدا أنه يشير إلى قانون الخدمات الرقمية في الاتحاد الأوروبي الذي يمكنه حظر وفرض غرامات على شركات الإنترنت لانتهاكها القوانين داخل أوروبا، بما في ذلك القيود على خطاب الكراهية.

هذا التشريع الذي طُرح العام الماضي سيؤثر في منصة إيلون ماسك "إكس" وشركات "ميتا" مثل "فيسبوك" و"إنستغرام" و"ثريدز" التي يقودها مارك زوكربيرغ الذي يدعم إدارة ترمب مثل ماسك.

ماسك نفسه مدافع صريح عن القضايا اليمينية المتشددة في أوروبا، إذ أعلن دعمه لـ "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف وقام بتضخيم ونشر نظريات المؤامرة إلى جانب الأكاذيب الصريحة على منصة "إكس".

فانس قال أيضاً "إذا كان بإمكان الديمقراطية الأميركية أن تتحمل 10 أعوام من توبيخ غريتا ثونبرغ فيمكنكم يا رفاق أن تتحملوا بضعة أشهر من إيلون ماسك، لكن ما لن تنجو منه الديمقراطية الألمانية وما لن تنجو منه أية ديمقراطية، أميركية كانت أو ألمانية أو أوروبية، هو إخبار ملايين الناخبين بأن أفكارهم ومخاوفهم وتطلعاتهم ودعواتهم إلى إيجاد حلول غير صالحة أو لا تستحق حتى أن تؤخذ بعين الاعتبار".

ويُجبر الموظفون الفيدراليون حالياً على الخضوع لاختبارات الولاء للتأكد من أن وجهات نظرهم الشخصية تتفق مع أهداف إدارة ترمب على جميع مستويات الحكومة أو يواجهون الإقالة، ولم يذكر جي دي ذلك.

كان وزير الدفاع الأميركي بيتر هيغسيث قد دق إسفيناً بين الولايات المتحدة وأوروبا عندما وصل إلى اجتماع الـ "ناتو" في وقت سابق من هذا الأسبوع وتخلى على الفور عن بعض أهم أوراق التفاوض الأوكرانية قبل الاجتماع الموعود بين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين، وقال هيغسيث إن عضوية الـ "ناتو" لم تعد مطروحة بالنسبة إلى أوكرانيا، وكذلك وجود أية قوات أميركية لضمان أمن أوكرانيا، كجزء من أي اتفاق سلام، وعلاوة على ذلك قال إن أوكرانيا يمكنها أن تنسى استعادة جميع الأراضي التي استولت عليها روسيا بالقوة.

وقال مكتب كير ستارمر إنه وعد فولوديمير زيلينسكي بأن أوكرانيا على طريق "لا رجعة فيه نحو عضوية الناتو".

موقف فانس لقي صدى لدى كثير من المسؤولين الأوروبيين الآخرين الذين اتفقوا مع الموقف الأميركي بأن أوروبا بحاجة إلى إنفاق المزيد على دفاعها، وتغدو هذه الضرورة أكثر وضوحاً الآن بعد أن كشف نائب الرئيس الأميركي عن أنه ليس صديقاً جيداً، ويجب على أوروبا بعد اليوم أن تعتبر الولايات المتحدة حليفاً لا يمكن الاعتماد عليه في أحسن الأحوال.

© The Independent

المزيد من تحلیل