ملخص
الوثائق التي وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أمر الكشف عنها، ليست جميعها مقروءة بسبب تدهور الخط وجودته. وعلى رغم أن الكونغرس صوت عام 1992 على إلزام الحكومة بالإفراج عن كل ما هو متعلق باغتيال كينيدي من وثائق وتحقيقات لاحقة بحلول عام 2017، لكن الرئيسين السابق جو بايدن وترمب أجلا هذا الموعد النهائي بسبب "مخاوف تتعلق بالأمن القومي".
أثار الكشف عن آلاف الوثائق المتعلقة باغتيال الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي حال ترقب لدى الجميع، لكونها جريمة حيكت حولها نظريات مؤامرة عدة ويتكشف يوماً بعد يوم ضلوع جهات عدة في تنفيذها.
الوثائق التي وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أمر الكشف عنها، ليست جميعها مقروءة بسبب تدهور الخط وجودته. وعلى رغم أن الكونغرس صوت عام 1992 على إلزام الحكومة بالإفراج عن كل ما هو متعلق باغتيال كينيدي من وثائق وتحقيقات لاحقة بحلول عام 2017، لكن الرئيسين السابق جو بايدن وترمب أجلا هذا الموعد النهائي بسبب "مخاوف تتعلق بالأمن القومي".
وفي الكشف الجديد عن تفاصيل الاغتيال الذي وقع في دالاس خلال نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1963، عاد الحديث عن تورط وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية "سي آي أي"، وكشفت وثيقة بأن وكالة الاستخبارات المركزية حققت في مكالمات هاتفية مجهولة المصدر أجريت مع السفارة الأميركية لدى كانبيرا بأستراليا قبل اغتيال كينيدي وبعده.
وكشفت وثيقة أخرى أن صحيفة بريطانية تلقت اتصالاً مجهول المصدر قبل 25 دقيقة فقط من اغتيال كينيدي، يحذرها من "خبر كبير" قادم من الولايات المتحدة.
وارتبط اسم كوبا والاتحاد السوفياتي بالاغتيال، فما وجه الارتباط بين العملية والدولتين ولم ذكرتا في الوثائق؟
اغتيال كينيدي وذكر كوبا
ليست المرة الأولى التي يقترن فيها اسم كوبا باغتيال كينيدي، حتى إن شقيقين كانا يعملان مخبرين سريين عن الحزب الشيوعي للـ"أف بي آي" التقيا خلال يونيو (حزيران) 1964 الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في كوبا، بعد سبعة أشهر من اغتيال كينيدي، وقالا إنه أخبرهما عن رحلة قام بها لي هارفي أوزوالد، المتهم باغتيال كينيدي، إلى السفارة الكوبية في مدينة مكسيكو خلال سبتمبر (أيلول) 1963. وخلال الزيارة، سعى أوزوالد إلى الحصول على تأشيرة للهجرة إلى كوبا، لكنه شعر باليأس عندما لم يتمكن من الحصول عليها فوراً.
وفي الصفحات التي كشف عنها أمس الثلاثاء، ذكرت تفاصيل عن كيف تنصتت "سي آي أي" على الهواتف في مدينة مكسيكو بين ديسمبر (كانون الأول) 1962 ويناير (كانون الثاني) 1963 لمراقبة اتصالات السوفيات والكوبيين في منشآتهم الدبلوماسية، التي زارها قاتل كينيدي، لي هارفي أوزوالد، خلال الأشهر التي سبقت الاغتيال.
ووصفت إحدى الوثائق كيف كانت الوكالة تتعقب مواطناً كوبياً يدعى AMFUANA-1، أرسل إلى كوبا عام 1961 قبل أن ينشئ شبكة تضم ما لا يقل عن 20 شخصاً ساعدوا في إعداد أكثر من 50 تقريراً.
كوبا وأميركا
لم تكن علاقة الولايات المتحدة بكوبا وقت اغتيال كينيدي الأفضل، فخلال العام نفسه الذي استولى فيه كاسترو على السلطة عام (1959) التقى نائب الرئيس الأميركي حينها ريتشارد نيكسون في واشنطن، وكتب الأخير بعد اللقاء أن أميركا حاوت دفع كاسترو إلى "الاتجاه الصحيح".
ولكن كاسترو أمم الشركات الأميركية عام 1960 من دون دفع تعويض وانقطعت العلاقات بين البلدين، وفي عام 1961 دبرت واشنطن محاولة غزو في خليج الخنازير أعلن من بعدها كاسترو كوبا دولة شيوعية، متحالفة مع الاتحاد السوفياتي.
وخلال عام 1962 سمحت كوبا للاتحاد السوفياتي بنشر صواريخ نووية في الجزيرة، مما أشار إلى الولايات المتحدة بوجود خطر كبير، وهنا كانت بداية أزمة الصواريخ الكوبية التي تعد الفصل الأخطر في الحرب الباردة.
عملية النمس
ومن الجهة الأخرى، ارتبط أيضاً اسم الرئيس كينيدي بنظام كاسترو ومحاولة إسقاطه من خلال ما يسمى "عملية النمس" أو المشروع السري للغاية المؤلف من مجموعة عمليات سرية وتخريب كانت تقودها "سي آي أي" بموافقة كينيدي عام 1961 للإطاحة بـكاسترو، وذلك بعد فشل عملية خليج الخنازير. واتفق على اسم العملية ضمن اجتماع سابق في البيت الأبيض خلال نوفمبر 1961.
كانت العملية العسكرية ستشن بقيادة الجنرال إدوارد لانسدال من خلال 32 مهمة تخطيطية، عبر ست مراحل تبتدئ من مارس (آذار) إلى نوفمبر 1962. تقوم خلالها وكالة الاستخبارات بعمليات ونشاطات استخباراتية وتجسسية إلى عمليات تخريبية في كوبا، فضلاً عن إعداد وزارة الدفاع خطة طوارئ لتوفير الدعم العسكري من القوات المسلحة الأميركية في حال طلب الشعب الكوبي المساعدة، على أن تُسند هذه العمليات بدعم سياسي ودبلوماسي من وزارة الخارجية.