Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

ماذا تعرف عن الشخص الذي اغتال قاتل كينيدي؟

دوافع جاك روبي لا تزال غير واضحة مما يغذي نظرية المؤامرة بين الأميركيين

صورة جاك روبي التي التقطتها الشرطة بعد اعتقاله إثر قتله لي هارفي أوزوالد قاتل جون كينيدي (ويكيبيديا)

ملخص

لا تزال قضية قتل الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي تحيّر المتابعين في الولايات المتحدة والعالم، لا سيما إثر اغتيال قاتله لي هارفي أوزوالد على يد رجل ذي تاريخ إجرامي طويل هو جاك روبي، فماذا عنه؟

كثيراً ما حامت نظريات المؤامرة حول اغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي وعدد مطلقي النار وهوياتهم، ولكن هل تكشف الوثائق التي كُشف عنها بأوامر من الرئيس دونالد ترمب عن معلومات جديدة حول جاك روبي الرجل الذي اغتال لي هارفي أوزوالد المتهم بقتل كينيدي، والذي حامت شكوك كثيرة حول سبب اغتياله المتهم الوحيد في القضية.

دوافع مجهولة

تشير إحدى الوثائق إلى مذكرة من مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) كتبها مديره إدغار هوفر بعد ساعات قليلة من مقتل أوزوالد برصاص جاك روبي، التي يناشد فيها الحكومة طمأنة الرأي العام بأن أوزوالد هو مَن قتل كينيدي، لكن تفاصيل التحقيقات حول جاك روبي ودوافعه لقتل أوزوالد ظلت نادرة ومحدودة، مما زاد من اعتقاد غالبية الأميركيين بنظرية المؤامرة.
وعلى رغم أن التركيز الأكبر ظل منصباً على لي هارفي أوزوالد المتهم بقتل كينيدي الذي أنكر أنه نفذ عملية الاغتيال، نظراً إلى علاقاته بجهات أجنبية وسفره إلى بلدان شيوعية وتواصله مع مسؤولين سوفيات وكوبيين أثناء إقامته في الخارج، فإن قاتله جاك روبي ظل بالنسبة إلى بعض الأميركيين مثل "حجر رشيد" الذي يمكن استخدامه لكشف غموض نظرية مؤامرة كينيدي، على رغم أنه بالنسبة إلى آخرين، كان مجرد رجل تولى زمام الأمور بنفسه لأنه أحب كينيدي وأراد الانتقام له.


ماذا حدث؟

بعد يومين فقط من اغتيال كينيدي واتهام أوزوالد بارتكاب الجريمة، ظل المتهم الذي زار السفارة السوفياتية والقنصلية الكوبية في مكسيكو سيتي قبل أسابيع من الاغتيال في حال إنكار شديد لقيامه بالاغتيال من نافذة مخزن كتب بمدرسة كان يعمل بها،  وكانت تطل على الطريق الذي سار به موكب الرئيس الأميركي السابق وزوجته جاكي بسيارتهما المكشوفة في مدينة دالاس بولاية تكساس في الـ22 من نوفمبر (تشرين الثاني) 1963 الساعة 12:30 ظهراً.

لكن في ظهيرة يوم الـ24 من نوفمبر المشمسة، خرج روبي من بين مجموعة من المراسلين والمصورين في قبو مقر شرطة دالاس، وغرز مسدساً في بطن أوزوالد المكبل بالأغلال بينما كان المسؤولون يستعدون لنقله إلى سجن شديد الحراسة، وكما شوهد على الهواء مباشرة، ضغط على الزناد فقتل أوزوالد على الفور.

في البداية، نال جاك روبي قدراً من الشهرة بفعلته الشائنة، إذ أصبح بالنسبة إلى بعض الأميركيين، قاتل القاتل، منتقماً للرئيس الأميركي، وعندما انتشر خبر مقتل أوزوالد لأول مرة، عمت الهتافات شوارع دالاس، وتلقى روبي في الأيام التالية مئات من رسائل الدعم، لكن بالنسبة إلى آخرين، وُصف بالسرعة نفسها تقريباً بأنه أحمق وفاشل ومرتبك، وروح تائهة، ومجرد أداة في مؤامرة قتل عالمية.

اقرأ المزيد

من هو جاك روبي؟

وُلد جاك روبي واسمه الأصلي جاكوب ليون روبنشتاين عام 1911 في شيكاغو، ونجا من نشأة صادمة وعنيفة عاشها، حين اشتبك مع الشرطة في عدد من المناسبات، وقضى معظم وقته في عالم الجريمة أو بالقرب منه.
عاش جاك روبي أعوام عمره الـ50 الأولى نكرة، أو كمحتال صغير، لكنه في النهاية جرب سلسلة مشاريع تجارية من دون نجاح يُذكر، وكان أول فشل له في مكان يدعى نادي سوفرين، وهو ملهى ليلي ونادي تعرٍّ لم يكتب له النجاح، فأعاد تسميته بنادي كاروسيل.
وتشير بعض الوثائق التي كُشف عنها إلى أنه بحلول عام 1963 كان روبي مرتبطاً بشخصيات متورطة في أنشطة غير قانونية بما في ذلك المقامرة والابتزاز، وكانت له صلات أعمق بالجريمة المنظمة مما كان يُعتقد سابقاً، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان قد تصرف بشكل مستقل أم أنه تلقى تعليمات لقتل أوزوالد لإسكاته أو للتغطية على قاتل آخر مجهول، بخاصة بعد التقارير التي رددت خبر وجود مطلق نار ثانٍ في مكان الحادثة وقت اغتيال كينيدي.
أدين جاك روبي بتهمة القتل العمد لهارفي أوزوالد، وخلال محاكمة القتل، ادعى روبي أنه كان يعاني صرعاً نفسياً حركياً، يُطلق عليه اسم صرع الفص الصدغي نظراً إلى موقعه في الدماغ، إذ ادعى محامي الدفاع عنه ملفين بيلي بأن هذه الحالة تسببت في فقدان روبي وعيه وإطلاق النار على أوزوالد لا شعورياً، لكن المحكمة دانت روبي بتهمة قتل أوزوالد من الدرجة الأولى وحكمت عليه بالإعدام بالكرسي الكهربائي، لكن في عام 1966 ألغت محكمة استئناف تكساس القرار، وفي وقت لاحق من عام 1967 توفي روبي بسرطان الرئة.

دور غامض

اعتقد كثير من مُنظري المؤامرة أن روبي أدى دوراً أكبر في اغتيال الرئيس كينيدي وانتشرت تقارير واسعة النطاق تفيد بأن روبي ترك كلبه في السيارة لدعم حجته بأن إطلاق النار لم يكن مخططاً له، ومع ذلك ظل روبي على إنكاره مؤكداً أنه كان يتصرف بشكل متهور تحت تأثير الأدوية الموصوفة.  

لا تزال دوافع روبي إلى إطلاق النار على أوزوالد غامضة، مما يغذي نظريات المؤامرة المحيطة باغتيال كينيدي، لكن الوثائق التي كشف عنها من قبل الأرشيف الوطني الأميركي تشير إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)، ولجنة وارن التي شكلها الرئيس ليندون جونسون، يؤكدان أن لي هارفي أوزوالد وجاك روبي لم يتآمرا معاً لاغتيال الرئيس كينيدي.

المزيد من تقارير