Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

ما أبعاد التنازلات الروسية – الأوكرانية؟

الرفاعي: سحب القوات الروسية من المناطق غير المتنازع عليها خطوة ضرورية لإنجاح المفاوضات

الباحث في العلاقات الدولية الشرق أوسطية، إياد الرفاعي (اندبندنت عربية)

في خضم الصراع بين روسيا وأوكرانيا ومساعي السعودية لإيجاد تسوية وحل سياسي للأزمة الأوكرانية، تبرز تساؤلات حول طبيعة التنازلات التي يتعين على الجانبين تقديمها للوصول إلى اتفاق سلام شامل.

وفي ملف صوتي مع "اندبندنت عربية"، يرى الباحث في العلاقات الدولية الشرق أوسطية، إياد الرفاعي، أن التنازلات المطلوبة من الطرفين، الروسي والأوكراني، للوصول إلى اتفاق سلام شامل، لا تقتصر على الجوانب السياسية والعسكرية، بل تشمل أيضاً الأبعاد الاقتصادية والثقافية، لا سيما في ما يتعلق بالهوية في شرق أوكرانيا.

التنازلات الأوكرانية

ويعتبر الرفاعي أن أبرز التنازلات الأوكرانية تتمثل في الاعتراف بجزيرة القرم كمنطقة روسية، وهو شرط أساسي تضعه موسكو لاستكمال عملية المفاوضات. كما أشار إلى أن هذا الاعتراف يتماشى مع موقف الإدارة الأميركية في عهد الرئيس ترمب، التي كانت تميل إلى الإقرار بواقع السيطرة الروسية على القرم.

وأشار إلى أن تعزيز استخدام اللغة الروسية في شرق أوكرانيا يُعد أيضاً من الشروط الأساسية لروسيا، إذ يعتبر بوتين ذلك جزءاً من حماية الإثنية الروسية في المنطقة، موضحاً أن هذا الشرط له بعد ثقافي لكنه يرتبط أيضاً بجوهر الهوية السياسية في شرق أوكرانيا.

أما عن الوضع الأمني، فيرجح الباحث في العلاقات الدولية أن من التنازلات الكبرى لأوكرانيا التخلي عن فكرة الانضمام لحلف الناتو، موضحاً أن الحرب المستمرة منذ عامين جعلت هذا الخيار غير واقعي في ظل الظروف الحالية. كما أن الإقرار بحقوق الأقلية الروسية، خصوصاً في الجوانب الثقافية واللغوية، يمثل أحد التنازلات المطلوبة من الجانب الأوكراني.

كما لفت الرفاعي على أهمية إقامة علاقات حسن الجوار بين روسيا وأوكرانيا، مشيراً إلى أن تعزيز الثقة بين البلدين هو عنصر أساسي في أي عملية سلام دائمة.

التنازلات الروسية

أما من الجانب الروسي، فأوضح أن موسكو مطالبة أيضاً بتقديم تنازلات جوهرية لإنجاح المفاوضات، وفي مقدمة هذه التنازلات يأتي سحب القوات الروسية من المناطق غير المتنازع عليها، إذ أبدى الرئيس الروسي انفتاحاً على هذه الخطوة، مع استمرار التفاوض حول الوضع في شرق أوكرانيا موكداً أن احترام وحدة الأراضي الأوكرانية يمثل شرطاً أساسياً لأي اتفاق مستقبلي، باستثناء جزيرة القرم التي تعتبرها موسكو ملفاً محسوماً.

اقرأ المزيد

وأضاف أن وقف دعم الجماعات الانفصالية في شرق أوكرانيا يمثل تنازلاً محورياً من الجانب الروسي، إذ إن استمرار دعم موسكو لهذه الجماعات يزيد من تعقيد المشهد الداخلي في أوكرانيا.

وأشار الرفاعي إلى أن التعاون الأمني بين البلدين، على رغم صعوبته في ظل الوضع المتوتر، قد يصبح ممكناً إذا نجحت المفاوضات في خلق أجواء من الثقة المتبادلة.

التنازلات الاقتصادية

أما على الصعيد الاقتصادي، أشار الرفاعي إلى أن توقيع اتفاقية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بخصوص المعادن يمثل نقطة حساسة في مسار المفاوضات. وأوضح أن الاتفاق سيفرض على روسيا التوقف عن استغلال الموارد الأوكرانية، ما سيخلق بيئة أكثر استقراراً ويعزز فرص السلام.

أما في ما يتعلق بالتعويضات، قال إن تقديم روسيا لتعويضات عن الخسائر التي لحقت بأوكرانيا خلال الحرب سيكون بادرة إيجابية تعزز فرص السلام وتؤكد جدية موسكو في إنهاء النزاع.

نحو سلام شامل

وفي ختام حديثه لـ"اندبندنت عربية"، لفت الرفاعي إلى أن محادثات السلام الشاملة لا يمكن أن تقتصر على الجوانب السياسية والعسكرية فقط، بل يجب أن تمتد إلى الأبعاد الثقافية والتاريخية.

ونوه إلى أن الأطماع الروسية في أوكرانيا، ومسألة الانضمام للناتو، وميول أوكرانيا نحو الغرب، كلها قضايا ستظل قائمة ما لم يتم التوصل إلى حلول جذرية ومستدامة تضمن استقرار الوضع على المدى البعيد.

Listen to "التنازلات الروسية الاميركية" on Spreaker.

المزيد من متابعات