Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

أميركا تتجه إلى أوكرانيا للحصول على تكنولوجيا المسيرات المتقدمة

وادي السيليكون يتعاون مع صانعي الطائرات المسيرة الأوكرانيين المتمرسين في الحرب

جنود من الجيش الأميركي يتفقدون مسيرة "رايث" من شركة "سي إكس 2" في ألمانيا في يناير (سي إكس 2)

ملخص

دفع التقدم الكبير الذي حققته أوكرانيا في صناعة الطائرات المسيرة إلى قيام شركات أميركية بالتعاون معها للحصول على التكنولوجيا المتقدمة، في ظل العراقيل التي تواجه الصناعة في الولايات المتحدة.

في وقت تلوي فيه واشنطن يد أوكرانيا في المفاوضات مع روسيا، تتهافت الشركات الأميركية على كييف من أجل الحصول على تكنولوجيا الطائرات المسيرة، خصوصاً بعد النجاح الباهر الذي حققته أوكرانيا في استخدام المسيرات الحربية ضد روسيا.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، على رغم استثمار مليارات الدولارات في تطوير الطائرات المسيرة في أميركا، لا يزال عدد منها مكلفاً وأقل كفاءة. في المقابل، أتقنت أوكرانيا إنتاج الطائرات المسيرة بكميات كبيرة على رغم محدودية مواردها، مما دفع الشركات الناشئة الأميركية ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى البحث عن شراكات معها.

ففي العام الماضي أبرمت شركة "سي إكس 2" CX2، التي تتخذ من جنوب كاليفورنيا مقراً لها، شراكة مع شركات أوكرانية، إذ تدمج برامجها وأجهزة الاستشعار الخاصة بها في الطائرات الأوكرانية. وحظي هذا التعاون بموافقة الجيش الأميركي، مما يعكس تحولاً في الاستراتيجية. وقال المؤسس المشارك في "سي إكس 2" ناثان مينتز "لا توجد شركة أميركية تضاهي أوكرانيا [في صناعة الدرون]. فمنتجاتهم أثبتت كفاءتها في ساحة المعركة، إذ تختبر في بيئة قتالية واقعية".

ويعكس اهتمام البنتاغون المتزايد بالطائرات الأوكرانية الصعوبات التي تواجهها الشركات الأميركية والتقدم السريع الذي أحرزته أوكرانيا منذ الغزو الروسي، وعلى رغم اعتبار الطائرات المسيرة الصغيرة والمستقلة أولوية تمويلية لوزارة الدفاع الأميركية، إلا أن الصناعة الأميركية فشلت في تحقيق طفرة كبيرة. في حين أن الولايات المتحدة لديها القدرة على إنتاج 100 ألف طائرة سنوياً، تمكنت أوكرانيا من إنتاج أكثر من مليوني طائرة خلال العام الماضي، بعضها قادر على تنفيذ ضربات بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية.

طموحات أوكرانيا

وتسعى الشركات الناشئة الأوكرانية إلى دخول الأسواق العالمية، مركزة على جذب العملاء والمستثمرين الأميركيين لدفع عجلة النمو الاقتصادي بعد الحرب.

وتباع الطائرات الأوكرانية بسعر أقل بكثير من نظيراتها الأميركية، وأثبتت قدرتها على العمل في بيئات تعاني التشويش الإلكتروني. في المقابل، فشل عدد من الطائرات المسيرة الأميركية في اجتياز هذا التحدي. ومن أجل استغلال هذه الميزة، منحت وحدة الابتكار الدفاعي التابعة للبنتاغون عقوداً لشراكات أميركية - أوكرانية، إذ ستختبر الطائرات في أوكرانيا قبل المنافسة على عقود الإنتاج مع البنتاغون.

أحد الأسماء البارزة في هذا المجال هي شركة "سكاي فول" Skyfall الأوكرانية، التي أدرجت في قائمة موردي الجيش الأميركي. ونفذت الشركة أكثر من 1.5 مليون مهمة وتنتج آلاف الطائرات يومياً، وفي حال اجتياز طائراتها المسيرة الهجومية المزودة ببرامج "سي إكس 2" اختبارات الأمان، فقد تعتمدها القوات الأميركية.

وتتعاون شركات أميركية أخرى مع الأوكرانيين، مثل شركة "سوان" Swan في بيتسبرغ التي تقدم برامج التحكم الذاتي لشركات الطائرات المسيرة الأوكرانية. كما أسست شركة "كي إي إف روبوتيكس" KEF Robotics الأميركية شراكة مع "سينسوراما لاب" Sensorama Lab في كييف لتطوير طائرات قادرة على التحليق في بيئات تتعرض للتشويش الإلكتروني. هذه المبادرة، المسماة "بلو آرو" Blue Arrow، حصلت على عقود من جيوش أوروبية، وتسعى إلى الحصول على تمويل من مستثمرين أميركيين، مع خطط لاختبار طائراتها على الخطوط الأمامية في أوكرانيا.

التحديات والعقبات

على رغم هذه الإنجازات، لا تزال هناك عقبات، أبرزها القيود الأوكرانية على تصدير الطائرات المسيرة. وبدأت الشركات الأوكرانية في الضغط على الحكومة لرفع الحظر، بينما تبحث مع شركائها الأميركيين عن حلول بديلة. وتسعى "سكاي فول" إلى الحصول على إذن خاص لبيع طائراتها للولايات المتحدة، في محاولة لتعويض نقص التمويل المحلي من خلال الأسواق الأميركية والأوروبية.

كما أن اعتماد الشركات الأوكرانية على قطع الغيار الصينية يشكل تحدياً، إذ تفرض القوانين الأميركية قيوداً على استخدام المكونات الصينية في العقود العسكرية، لذلك يبحث المصنعون الأوكرانيون عن موردين آخرين لتلبية متطلبات البنتاغون.

المزيد من تقارير