Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

مسيرات "شاهد" سلاح استراتيجي بيد روسيا لمهاجمة أوكرانيا

موسكو تعتمد على الطائرات الإيرانية من دون طيار ويتزايد استخدامها منذ بدء الحرب لاستنزاف بطاريات "باتريوت" الأميركية

يتبع الروس استراتيجية جديدة تتجلى بتصعيب المهمة على الدفاعات الأوكرانية عبر إرسال سرب ضخم من الطائرات المضللة الرخيصة الثمن (أ ف ب)

ملخص

في فبراير 2023 أطلقت روسيا 45 طائرة من دون طيار من طراز "شاهد" الإيرانية، وبحلول فبراير 2024 ارتفع عددها إلى 377، أما في فبراير الماضي فأطلقت روسيا 3902 طائرة من دون طيار على أوكرانيا، وتظهر أرقام الأشهر الأخيرة ارتفاعاً مطرداً في هذه الهجمات.

وسط الحديث المتزايد عن هدنة مرتقبة بين روسيا وأوكرانيا قد تكون مقدمة لاتفاق سلام وشيك، تسلط القوات الجوية الأوكرانية الضوء على ما اعتبرته خطوة لافتة في أرض المعركة حدثت في فبراير (شباط) الماضي، حين شنت روسيا أكبر هجوم من نوعه عالمياً بواسطة طائرات من دون طيار مستهدفة أهدافاً عسكرية.

في فبراير 2023 أطلقت روسيا 45 طائرة من دون طيار من طراز "شاهد"، وبحلول فبراير 2024 ارتفع عددها إلى 377، أما في فبراير الماضي فأطلقت روسيا 3902 طائرة من دون طيار على أوكرانيا، وتظهر أرقام الأشهر الأخيرة ارتفاعاً مطرداً في هذه الهجمات، وهذا ما يقودنا إلى تساؤلات مهمة حول كيف تواجه أوكرانيا هذا الهجوم الشرس، وهل يمكنها الاستمرار في تحمل تداعياته بحال عدم التوصل إلى اتفاق سلام نهائي؟

استراتيجية روسية جديدة

تتميز طائرة "شاهد-136" الإيرانية، المعروفة في روسيا باسم "غيران-2"، بجناحين بطول مترين، وتحمل عادة نحو 45 كيلوغراماً من المتفجرات الشديدة الانفجار، على رغم وجود أنواع مختلفة منها، وتسير بسرعة نحو 34 كيلومتراً في الساعة، ويمكن إسقاطها بسهولة، لكن التحدي يكمن في أعدادها الكبيرة.

يتبع الروس حالياً في أوكرانيا استراتيجية جديدة تتجلى بتصعيب المهمة على الدفاعات الأوكرانية عبر إرسال سرب ضخم من الطائرات المضللة الرخيصة الثمن مع طائرات "شاهد"، وتحدثت قيادة القوات الجوية الأوكرانية الشهر الماضي عن هذا الأمر صراحة حين أشارت إلى أن ما يقارب من نصف الطائرات من دون طيار القادمة من روسيا كانت من طراز "شاهد" والنصف الآخر كان من طرز وهمية تهدف إلى استنزاف أنظمة الدفاع الجوي.

 

 

واللافت كان استخدام الروس خلال الأشهر الأخيرة أرقاماً مهولة من هذه الطائرات لم يسبق لها مثيل، وهناك أنواع عدة من الطائرات المضللة، أهمها "جيربيرا" و"باروديا"، وهذه الطائرات من دون طيار أصغر من طائرات "شاهد" لكنها تحمل عاكسات رادار لجعلها تبدو أكبر، وتعتبر "جيربيرا" تحديداً الأخطر، إذ يمكنها حمل معدات حرب إلكترونية لكشف الرادار أو تشويشه، وبعضها مزود برأس حربي يزن تسعة كيلوغرامات.

أوكرانيا تواجه صعوبات

من جهة المبدأ تستطيع صواريخ منظومة "باتريوت" الأميركية إسقاط صواريخ طائرة "شاهد" بسهولة، إذ بمقدور راداراتها المتطورة رصد هذه الأهداف من مسافات بعيدة وإسقاطها بالصواريخ التي تبلغ سرعتها أربعة ماخ، ولكن بصرف النظر عن كلفتها التي قد تصل إلى 50 ضعف كلفة "شاهد"، لا تستطيع الولايات المتحدة إنتاج سوى نحو 600 منظومة "باتريوت" سنوياً، لكن بالمعدلات الحالية للهجمات الروسية عبر الطائرات من دون طيار سينفد كامل الإنتاج السنوي من صواريخ "باتريوت" في أقل من أسبوع.

وحاولت أوكرانيا الاستعانة بالحرب الإلكترونية لإسقاط الطائرات من دون طيار، وصدر تقرير عن القوات الجوية الأوكرانية الشهر الماضي قدر أن الوسائل الإلكترونية أسقطت ما يصل إلى 35 في المئة من الطائرات من دون طيار، ليتبين لاحقاً أن هذه الطريقة أكثر فاعلية ضد الطائرات المضللة من الحقيقية.

وما زاد من صعوبة الموقف كان تحديث الروس نظام توجيه "شاهد" بصورة متكررة لتحسين مقاومة التشويش، وقد عثر على نماذج حديثة مزودة بمصفوفة من ثمانية هوائيات بدلاً من أربعة هوائيات سابقاً في نظام الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية "كوميت"، وهذا ما يحسن الاستقبال الاتجاهي وينهي مصادر التشويش.

اقرأ المزيد

واستعانت أوكرانيا أيضاً بمجموعات إطلاق نار متنقلة مسلحة بمدافع آلية أو رشاشات ثقيلة، ويبلغ عددها حالياً 900 في الأقل، إلى جانب نظام وطني من أجهزة الكشف، يضم آلاف ميكروفونات "القلعة السماوية" التي تلتقط ضجيج محركات طائرات "شاهد"، وتنقل البيانات إلى نظام القيادة والتحكم، ووفقاً لأحد التقديرات، تسقط هذه المجموعات نحو 55 في المئة من الطائرات من دون طيار المهاجمة.

مع ذلك لم تتمكن المجموعات المتنقلة من تغطية كل هدف محتمل، وخرقت طائرات "شاهد" هذه الدفاعات وهاجمت في أي مكان تريده.

حلول سرية مبتكرة

وبما أن معدلات الاعتراض الأوكرانية ما زالت منخفضة وهذا ما نراه في الصور التي تظهر أضراراً في المباني السكنية والبنية التحتية الكهربائية، وتشي بإرهاق الدفاعات أكثر فأكثر وتدهور الأمور بسرعة، فتشير بعض المعلومات إلى أن طائرة "ستينغ" الاعتراضية من دون طيار التي طورتها مجموعة "وايلد هورنتس" الأوكرانية، وهي طائرة من دون طيار عالية السرعة مصممة لمهاجمة الطائرات من دون طيار الأكبر حجماً، سيبدأ الجيش الأوكراني باستخدامها بناءً على نجاحاتها في استخدام أنظمة الرؤية الأمامية المعدلة لإسقاط طائرات الاستطلاع الروسية.

وستستعين أوكرانيا بطائرات اعتراضية مماثلة، بما في ذلك طائرة "تيتان" الاعتراضية التي زودتها بها شركة "تيتان تكنولوجيز" الألمانية، وطائرة "هيتشكوك" الأميركية الصنع، التي يقال إنها اختبرت أيضاً في أوكرانيا.

إذا نجحت هذه الحلول في تحييد تهديد "شاهد"، فمن المرجح أن تظل تفاصيل هذه الطائرات الاعتراضية وكيفية العثور على الأهداف وتدميرها سرية للغاية، ويبقى أن نشير إلى أن أوكرانيا في حاجة ماسة إلى حل مشكلة "شاهد"، فقد ازدادت أعدادها 10 أضعاف خلال العامين الماضيين، وفي العام المقبل، وبدلاً من مواجهة 100 طائرة من دون طيار كل يوم، قد تواجه 1000 طائرة روسية من دون طيار تخلف هجماتها خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

المزيد من تقارير