Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

درعا السورية تقاتل وحيدة في وجه التوغل الإسرائيلي

شكاوى من غياب جيش وسلاح قادر على "ردع التجاوزات واستباحة الأجواء"

توغل إسرائيلي في قرى سورية (أ ف ب)

ملخص

هناك من يعتبر أن "الحكومة الجديدة لا تستطيع إصدار البيانات ومطالبة الجامعة العربية بالتحرك لإيقاف الاعتداءات".

بين سوريا والأردن والجولان برز اسم الـ "كويا" كواحدة من القرى السورية التي وقف أهلها أمام التوغل الإسرائيلي الآخذ بالتوسع في جنوب البلاد. وقد شهد يوم الثلاثاء تصاعداً أمنياً حين تعرضت البلدة لقصف إسرائيلي راح ضحيته 7 أشخاص وأصيب آخرون، وذلك حين انتفضوا لصد التوغل، ما تبعه نزوح قصري لأهالي البلدة.

الرد على التوغل

وأكد مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، رامي عبد الرحمن تعرض قرى ريف درعا الغربي لقصف إسرائيلي بالمدفعية "وسط غياب جيش سوري نظامي وسلاح قادر على ردع التوغلات واستباحة الأجواء". وأضاف "الحكومة الجديدة لا تستطيع إصدار البيانات ومطالبة الجامعة العربية بالتحرك لإيقاف الاعتداءات".

ومن جهته، حمّل محافظ درعا أنور طه الزعبي، الجيش الإسرائيلي مسؤولية سقوط ضحايا، ودان الانتهاكات المتكررة التي دفعت مجموعة من الأهالي إلى الاشتباك مع قوة عسكرية، بحسب تعليقه على الأحداث الجارية في المحافظة، وسط نزوح ما يقارب 350 عائلة من قرية كويا إلى مراكز إيواء في بلدة الشجرة.

في غضون ذلك، تحدث الناشط الحقوقي من أهالي مدينة درعا، ياسر الخطيب في حديث لـ "اندبندنت عربية" عن عملية إخلاء لأهالي قرية الكويا التي تبعد قرابة 10 كيلومترات عن خط وقف إطلاق النار أو الاشتباك، مشدداً على ضرورة التدخل السريع من قبل المنظمات الدولية والإنسانية لوقف هذا التوغل الإسرائيلي الحاصل وسط نزوح جماعي بعد تزايد حدة القصف، والذي أدى إلى سقوط مدنيين بين قتيل وجريح.

وأضاف "تحاول حكومة تل أبيب استغلال الظرف السوري الحساس، وانشغال البلاد حكومة وشعباً بالظرف الداخلي بعد سقوط النظام السابق، عبر العمل على إنشاء منطقة عازلة ومنزوعة السلاح جنوباً، وإقدامها على تدمير كل القدرات العسكرية التي كان يمتلكها الجيش النظامي، وهذا ما نسمعه بشكل شبه يومي من قصف يطاول مواقع في محافظة درعا".

ويعتقد في الوقت ذاته أن القوانين الدولية تراعي أن السوريين يدافعون عن أرضهم، وهذا حق مشروع أمام التوسع الإسرائيلي المتزايد، بحسب وصف الخطيب، وتابع "من الممكن أن تتشكل مقاومة شعبية واسعة في ظل انشغال القوات الأمنية والجيش بملاحقة أتباع النظام السابق، وريثما تتضح الصورة لا بد من دعم النازحين ومساعدة من تبقى في القرى التي طاولها القصف على البقاء".

يوم دام وحركة نزوح

وأجلت فرق الطوارئ في الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" ما يقارب 24 عائلة من قرية كويا بمنطقة وادي اليرموك في محافظة درعا صباح الثلاثاء 25 مارس (آذار) باتجاه مناطق أكثر أمناً، ووفق الوجهة التي يحددها الأهالي، وأدى القصف بحسب شهادات الأهالي والمستشفيات التي أسعفوا إليها، إلى مصرع شابين من أبناء القرية، وجرح 6 آخرين بينهم نساء، وتسجيل حركة نزوح كبيرة من القرية.

في الأثناء، اكتفت الحكومة الحالية بنشر بيان مقتضب عبر وزارة الخارجية السورية استنكرت فيه الخروقات الإسرائيلية المستمرة للأراضي السورية، وآخرها قرية كويا بريف درعا الغربي التي تعرضت لقصف جوي ومدفعي مكثف من إسرائيل. وأضاف البيان "نرفض الجرائم الإسرائيلية وندعو لفتح تحقيق دولي بشأن ما ارتكب بحق الأبرياء، ونهيب بأبناء الشعب السوري التمسك بأرضهم ورفض محاولات التهجير أو فرض واقع القوة".

ونال موقف الحكومة الرسمي انتقادات واسعة من ناشطين ومراقبين للمشهد السوري الذين طالبوا بضرورة وضع حد للتوغل المتواصل وعدم الاكتفاء بإطلاق بيانات الإدانة. وتساءل الباحث السياسي محمد الهويدي "هل ستصدر فتوى تدعو للثأر لمن قتلوا على يد الإسرائيليين، أم سنكتفى بالصمت وكأن شيئاً لم يكن؟".

وأذاعت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله "أطلق مسلحون النار على قوة من الجيش الإسرائيلي أثناء تنفيذها عملية في قرية كويا من دون وقوع إصابات، فرد الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار والقذائف نحو القرية".

وظهر مدنيون من أهالي القرية على هامش حفل تشييع الجثامين بمقطع مصور يطالبون رئيس الجمهورية العربية السورية، أحمد الشرع، والحكومة الجديدة والمجتمع الدولي ودول الجوار بالتدخل، وقال أحدهم "أرضنا محرمة على الإسرائيلي، نموت كلنا ولا نخرج منها، الذين ماتوا في غزة ليسوا أفضل منا هم دافعوا عن أرضهم ونحن ندافع عن أرضنا". وأطلقت دعوات إلى التظاهر في ساحة الأمويين بالعاصمة دمشق، مع بقية المدن السورية.

وجاء في منشور التظاهرة الموقع تحت اسم "الشعب السوري" بدعوة من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية والدول الشقيقية، "للتحرك الفوري من أجل وضع حد لهذه الجرائم المتكررة، ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته المتكررة".

وكشفت مصادر أهلية من محافظة درعا قيام القوات البرية بالتوغل وآخر هذه التوغلات سجل في قرية كويا حيث عمدت إلى جرف أشجار مثمرة في أراضي المزارعين قبل أن تنسحب.

وقال أحد سكان بلدة الشجرة في ريف درعا إن "هذا استفزاز لأهالي البلدة الذين ضاقوا ذرعاً من هذه التصرفات"، وتابع "شرارة المقاومة الشعبية ستندلع بالتأكيد لأن الأهالي لم يعد يرغبون برؤية هذه الانتهاكات".

منطقة منزوعة السلاح

وتتواصل التوغلات الإسرائيلية منذ ثلاثة أشهر إثر سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي في الأراضي السورية المحاذية للجولان وسط نداءات من كبار المسؤولين في تل أبيب وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالسعي إلى جعل جنوب سوريا منطقة منزوعة السلاح بصورة كاملة، مع تأكيد عدم قبول انتشار قوات السلطات الجديدة بالقرب من حدود بلاده.

لكن الشرع كان أكد أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة عدم نية حكومته بعد صراع داخلي عاشته البلاد لأكثر من عقد من الزمن، الدخول بأي نزاع وحروب مع دول الجوار، كذلك طالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من الأراضي التي دخلت إليها.

وإزاء ذلك لا يتوقف سلاح الجو الإسرائيلي عن قصف منشآت عسكرية بغية تدمير البنية التحية العسكرية والأسلحة الاستراتيجية من دون أي رادع، وآخر هذه الهجمات قصف قاعدتين عسكريتين بحسب ما جاء في بيان للجيش الإسرائيلي على تطبيق "تيليغرام"، والذي أكد فيه قصف قاعدتي تدمر والتيفور العسكريتين، الأسبوع الماضي جرى استهداف جسر "مخيبر" في منطقة حوش السيد علي بريف حمص عند الحدود السوريةـ اللبنانية.

المزيد من تقارير