Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

أهل غزة ينتفضون ضد "حماس" من قلب الدمار

شارك مئات في احتجاجات ضد "حماس" وطالبوها بالرحيل من القطاع

خرج سكان بيت لاهيا شمال غزة في تظاهرة احتجاجية للتعبير عن سخطهم المتنامي يومياً على مراوغة حركة "حماس" في الحرب (أ ف ب)

ملخص

حمل المتظاهرون في غزة أعلاماً بيضاء، للتعبير عن دعمهم للسلام مع إسرائيل، ثم هتفوا "لتسمع قيادات ’حماس‘ صوتنا وليعلموا أن غزة ليست صامتة، وأن هناك شعباً يباد ويجوع ويعاني بسببهم"، ثم وصفوا الحركة بأنها "إرهابية"، وطالبوا برحيل القيادات التي لم تحقق سوى الدمار.

"لترحل حماس"، بهذا النداء كان يهتف سكان بيت لاهيا شمال غزة في التظاهرة الاحتجاجية التي نظموها بصورة عفوية، للتعبير عن سخطهم المتنامي يومياً على مراوغة حركة "حماس" في الحرب، وعدم تقديمها تنازلات لإنهاء شلال دم الغزاويين.

عقب إطلاق الفصائل المسلحة قذيفة صاروخية من بيت لاهيا نحو إسرائيل، أمر الجيش سكان منطقة شمال غزة بالإخلاء الفوري لقصف المكان وتدمير خيام النازحين وسحق ما تبقى في المنطقة من هياكل مباني مدمرة لكنها ما زالت قائمة، والقضاء على قدرات "حماس" هناك.

يدعمون السلام مع إسرائيل

أثناء تنفيذ أوامر الإخلاء، سار النازحون في طرقات مليئة بأكوام الركام وكانوا ينظرون إلى بيوتهم التي تحولت لحجارة متناثرة، ويقتربون رويداً من المستشفى الإندونيسي الذي تعرض لهجمات إسرائيلية مدمرة.

هذه المشاهد ورحلة الهرب القاسية استفزت النازحين، وحولت الحدث إلى مظاهرة احتجاجية هتف خلالها النازحون "حماس برا برا، نريد أن نعيش، كفى دمار، دماء أطفالنا ليست رخيصة، بدنا نعيش بسلام وأمان، أوقفوا شلال الدماء".

حمل المتظاهرون أعلاماً بيضاء، للتعبير عن دعمهم للسلام مع إسرائيل، ثم هتفوا "لتسمع قيادات ’حماس‘ صوتنا وليعلموا أن غزة ليست صامتة، وأن هناك شعباً يباد ويجوع ويعاني بسببهم"، ثم وصفوا الحركة بأنها "إرهابية"، وطالبوا برحيل القيادات التي لم تحقق سوى الدمار.

قمع

هذا المشهد نادر الحدوث في قطاع غزة، إذ كانت "حماس" تكتم أفواه سكان غزة بقوة السلاح وتمنعهم التعبير عن رأيهم، وتعد هذه التظاهرة أكبر احتجاج علني ضد الحركة التي تسيطر على القطاع، وتحمل غضباً متزايداً ضد "حماس".

على رغم أن "حماس" مختفية عن المشهد، إلا أن مؤيدين لها أو عناصرها المتخفين، حاولوا التشويش على الاحتجاجات، وبعضهم ظهر مسلحاً واعتدوا على النازحين الجائعين الغاضبين بالهروات في محاولة لإسكات صوتهم ومنعهم من التعبير عن آرائهم.

الناس يشعرون أنهم وقود مشاريع سياسية

غضب المحتجون من استمرار إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، يقول شريف "بأعجوبة عدنا من النزوح، وقبلنا الحياة في خيم، لكن ’حماس‘ ترى أن ذلك كثير علينا، فأطلقوا من بيننا قذائف نحو غلاف غزة".

يكمل رائد الحديث "قذائف ’حماس‘ التي بلا فائدة سبب إصدار أوامر الإخلاء الإسرائيلية للسكان الذين عانوا من رحلات نزوح متكررة على مدار 18 شهراً، حياتنا رهينة بيد قيادات الحركة".

 

 

أما وائل فيقول "نحن عالقون في صراع لا يخدم سوى المصالح السياسية، ’حماس‘ تطالبنا بالصبر، لكننا لسنا وقوداً لمشاريع سياسية، يجب أن ترحل الحركة خارج غزة، إذا كان خروجها من مشهد حكم غزة هو الحل فيجب أن تفعل ذلك".

من يقف وراء الاحتجاجات؟

بالعادة تخرج التظاهرات في غزة بدعوة من الفصائل الفلسطينية، لكن هذه المرة من المؤكد أن القوى السياسية ليست خلفها، وقد تكون العشائر والمخاتير في القطاع، إذ صدر عنهم بيان يؤيد تلك الاحتجاجات.

وجاء في بيان العشائر "خرجت مسيرات عفوية تطالب بوقف شلال الدم وفتح المعابر لإدخال المساعدات اللازمة، هذا حق مشروع لأبناء شعبنا، على الجميع كل من موقعه ومنصبه تنفيذ مطالب الغزاويين".

وقد تكون حركة "فتح" التي تقف وراء تلك الاحتجاجات، إذ يقول وزير التنمية أحمد مجدلاني "التظاهرات ضد ’حماس‘ في غزة قابلة للتمدد والانتشار، ويجب تغليب المصلحة الوطنية".

ومن الممكن أن تكون إسرائيل خلفها، إذ نشر ضابط الاستخبارات إيدي كوهين خريطة لأماكن الاحتجاجات في محاولة لدفع السكان على تنظيم تلك الوقفات الغاضبة.

وربما لا يكون أحد وراء هذه الاحتجاجات، وأنها نظمت بصورة عفوية من النازحين بسبب إرهاقهم وجوعهم وعيشهم في ظروف حياتية قاسية مرة.

ما موقف "فتح" و"حماس" وإسرائيل؟

بغض النظر عن الطرف الذي يقف وراء تلك الاحتجاجات، إلا أنها وجدت ردات فعل كبيرة، أيدتها إسرائيل، وأشاد بها المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي.

اقرأ المزيد

أما حركة "فتح" فيقول متحدثها في غزة منذر الحايك "على ’حماس‘ الاستماع لصوت الشعب، عليها التنحي عن المشهد الحكومي في القطاع، لتمكين السلطة الوطنية ومنظمة التحرير من القيام بمسؤولياتهما".

ويضيف الحايك "وجود ’حماس‘ أصبح خطراً على القضية الفلسطينية سكان غزة خرجوا ليطالبوا قيادات الحركة بأن ترحمهم، وألا يقدموا أطفالهم قرابين من أجل مصالح حزبية ضيقة".

أما عن موقف "حماس"، فعقب التظاهرات أعلنت استعدادها للتعامل مع أي مقترح ينتهي بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وعرضت هدنة 10 سنوات وتترك حكم غزة.

ما أسباب الغضب من "حماس"؟

تأتي الاحتجاجات بعد أن تجاوز عدد الضحايا في غزة 50 ألفاً، مع عدم وجود نهاية للحرب في الأفق، وهذا ما يجعل السكان خائفين من أن يكونوا الضحايا المقبلين وسط تصاعد التهديدات الإسرائيلية باستخدام قوة نارية كبيرة.

كما جاءت التظاهرات، وسط مجاعة كبيرة تحل في غزة، إذ لم يدخل القطاع أي طعام أو ماء أو أدوية أو وقود منذ ثلاثة أسابيع.

 

 

ومن الأسباب أيضاً استعداد إسرائيل لشن هجوم جديد على شمال غزة الذي تعرض لضربة شديدة في بداية الحرب، مما يعني نزوح جديد وتهجير وقتلى وإصابات واعتقالات وقصص مأساوية.

ما أثر هذه الاحتجاجات؟

بحسب المراقبين فإن هذه الاحتجاجات قد تشكل تحدياً غير مسبوق للحركة التي اعتادت على قمع أي صوت معارض، ويقول الباحث السياسي تيسير العبد "تجاهل أصوات السكان الذين لم يعودوا قادرين على تحمل مزيد سيضع الأمور خلال الفترة المقبلة في نفق مظلم".

ويضيف "التظاهرات الغاضبة تدلل انخفاض شعبية ’حماس‘ كثيراً، معارضة الناس للحركة يعتبر من أصعب ما تعرضت له الحركة سياسياً، فعندما يظهر جزء قليل أو كثير من أهالي غزة، وسواء أكانوا شاركوا في هذه التظاهرة من شدة المعاناة أو أنهم تحركهم أطراف خارج غزة، فهذا يعني أن ’حماس‘ في وضع حرج سياسي".

ويوضح أن "حماس" وقادتها لا يزالون يزعمون أن غزة وشعبها هي الحاضنة الشعبية لهم وبهذا قاموا بتجريد الغزاوي من إنسانيته، هذه التصريحات التي يعتمد عليها الجيش لسفك الدم الغزاوي بكل أريحية أمام هذا العالم، لافتاً إلى أن يخرج الغزاوي رافضاً الموت والحرب ويريد الحياة ما هو إلا ضربة موجعة في وجه "حماس".

المزيد من تقارير