ملخص
البيت الأبيض يدرس بجدية اقتراح إيران بإجراء محادثات نووية غير مباشرة وذلك في وقت تزيد واشنطن بشكل كبير عدد القوات الأميركية في الشرق الأوسط تحسباً لاختيار الرئيس دونالد ترمب تنفيذ ضربات عسكرية، وفق ما ذكر موقع "أكسيوس".
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفارة الإيرانية في موسكو أن مجيد تخت روانجي نائب وزير الخارجية الإيراني ناقش المفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي لطهران مع نظيره الروسي سيرغي ريابكوف.
ولم تكشف الوكالة عن تفاصيل محددة للمحادثات، لكنها ذكرت أن الجانبين اتفقا على مواصلة إجراء مشاورات وثيقة لوضع إطار عمل مشترك يهدف إلى حل التناقضات القائمة ورفع العقوبات المفروضة على إيران.
"شبه حتمية"
في تحذير لافت، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن فرص التوصل إلى اتفاق جديد لكبح البرنامج النووي الإيراني محدودة مشيراً إلى أن المواجهة العسكرية تبدو "شبه حتمية" حال تعذر تحقيق ذلك.
وقال الوزير في جلسة بالبرلمان "لم يتبقّ سوى بضعة أشهر حتى انتهاء أمد هذا الاتفاق" في إشارة للاتفاق النووي الإيراني السابق الموقع في 2015. وأضاف "في حال الفشل، ستبدو المواجهة العسكرية شبه حتمية". وتابع بارو أن الاتحاد الأوروبي سيقرّ، خلال الأسابيع المقبلة، عقوبات جديدة على إيران مرتبطة باحتجاز مواطنين أجانب في إيران.
تصاعد التوتر مع واشنطن
في هذا الوقت، قالت ثلاثة مصادر دبلوماسية إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيجتمع مع وزراء وخبراء مهمين، اليوم، لمناقشة قضايا متعلقة بإيران، من بينها برنامجها النووي.
ومن النادر عقد اجتماع وزاري لمناقشة موضوع محدد ما يسلّط الضوء على زيادة مخاوف حلفاء واشنطن الأوروبيين من أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد تشنان ضربات جوية على المنشآت النووية الإيرانية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سريع بشأن برنامج طهران النووي عبر التفاوض.
وسيزور وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر فرنسا غداً الخميس. وذكرت مصادر دبلوماسية أن وزراء من فرنسا وبريطانيا وألمانيا يأملون في مناقشة الملف الإيراني مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال اجتماع وزاري في بروكسل هذا الأسبوع.
اقتراح إيران
وذكر موقع "أكسيوس" اليوم الأربعاء نقلاً عن مصادر أن البيت الأبيض يدرس بجدية اقتراح إيران بإجراء محادثات نووية غير مباشرة، وذلك في وقت تزيد واشنطن بشكل كبير عدد القوات الأميركية في الشرق الأوسط تحسباً لاختيار الرئيس دونالد ترمب تنفيذ ضربات عسكرية.
صفعة قوية
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي أول من أمس الإثنين إن الولايات المتحدة ستتلقى صفعة قوية إذا تصرفت بناءً على تهديدات الرئيس دونالد ترمب بقصف إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع واشنطن.
وأضاف خامنئي "العداء من الولايات المتحدة وإسرائيل قائم على الدوام، إنهما تهددان بمهاجمتنا، وهو أمر لا نعتقد أنه وارد بدرجة كبيرة، ولكن إذا ألحقتا (بنا) أي ضرر، فستتلقيان بالتأكيد صعفة قوية بالمثل". وتابع، "وإذا كانتا تفكران في إثارة الفتنة داخل البلاد مثلما فعلتا في السنوات القليلة الماضية، فإن الشعب الإيراني سيتعامل معهما بنفسه".
الرسالة الأميركية
وردت إيران الأسبوع الماضي على الرسالة الأميركية، إذ أوضح الرئيس مسعود بزشكيان الأحد الماضي أن طهران لن تدخل في مفاوضات مباشرة مع واشنطن، لكنها مستعدة لمواصلة المحادثات غير المباشرة بناءً على أمر من خامنئي.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، "تهديد رئيس دولة علناً بقصف إيران تحدٍّ صادم لجوهر السلام والأمن الدوليين"، وأضاف، "العنف يولد العنف، والسلام يجلب السلام. للولايات المتحدة أن تختار مسارها وتتحمل العواقب".
واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية أول من أمس الإثنين السفير السويسري الذي يمثل المصالح الأميركية ويعمل وسيطاً بين واشنطن وطهران، وعبرت الوزارة عن تصميم طهران على الرد "بحزم وبصورة فورية" على أي تهديد.
الاتفاق النووي المبرم
وجدد ترمب تهديده الأحد الماضي بقصف إيران إذا لم تقبل عرضه إجراء محادثات، والذي ورد في رسالة بعث بها إلى القيادة الإيرانية في مطلع مارس (آذار) الماضي، ممهلاً طهران شهرين لاتخاذ قرار.
وفي ولايته الأولى من 2017 إلى 2021 انسحب ترمب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي وضع قيوداً صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات، كما عاود فرض عقوبات أميركية شاملة. ومنذ ذلك الحين، تجاوزت إيران بكثير حدود الاتفاق على تخصيب اليورانيوم.
وتتهم القوى الغربية إيران بتنفيذ برنامج سري لتطوير قدراتها في مجال الأسلحة النووية من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستوى عالٍ من النقاء الانشطاري، وهو مستوى يفوق ما تعده منطقياً لبرنامج مدني للطاقة الذرية. وتقول طهران إن برنامجها النووي مخصص بالكامل لأغراض الطاقة المدنية.
وتلقي السلطات الإيرانية باللوم على الغرب في الاضطرابات الأخيرة، ومنها احتجاجات عامي 2022 و2023 على وفاة الشابة مهسا أميني.