في سياق طوافه حول بلدان العالم، يحط معرض "بينالسور" رحاله في الرياض كأول عاصمة عربية يحيي فيها فعالياته، التي تبحث عن بث الروح في نمط الحياة المادية، وإغنائها بـ"العواطف والمعاني".
المعرض الذي اشتهر بوصفه المتجوّل الأبرز من نوعه في العالم، استقطبته وزارة الثقافة السعودية بالتعاون مع جامعة "يونيفرسيداد ناسيونال دي ترس دي فابريرو" الحكومية في الأرجنتين، في مناسبة "موسم الرياض" الترفيهي. ويشتمل على الموسيقى، والسينما، والمسرح، ليبث العاطفة بأسمى معانيها الفنية للجمهور، من خلال قدرته على تحويل الأشياء البسيطة والهشة إلى مفاهيم غنية بالكنايات الشعرية أو الدلالية، فيما تستمر فعالياته لنحو شهر حتى الخميس 5 ديسمبر 2019م.
ويهدف "بينالسور" في رحلته المعرفية الفنية إلى مد جسور جديدة للحوار، هادفاً من خلالها إلى تقليص المسافات وكسر الحواجز والمفاهيم، ليحتفي بالفردية والعبور والهجرة والانعزال والمعارك اليومية التي تحدث في العالم وتلقي بظلالها على الفرد، مقدماً لزوار معرض المتحف الوطني بالرياض، فنوناً إنسانية منبثقة من فكرة التطور الفريدة والمتميزة بمفهوم الاختلاف والتنوع والمتفاوتة اركانه بين الشخص والآخر، جاعلاً من الرياض قبلة لـ"البينالي" الذي حط رحاله هذه المرة في الرياض كأول دولة عربية متجاوزاً من صحرائها حدود الفن المعاصر.
وبعنوان "استعادة القصص.. استعادة الخيال" انطلق المعرض الفني العالمي، في المتحف الوطني بالرياض واعلنت عنه بعبارة "المعرض يبث العاطفة في كل ما يفتقد للمعنى"، ويأتي تنظيم وزارة الثقافة لمعرض عالمي بحجم "بينالسور"، واستضافته في العاصمة الرياض مؤشراً على حرص الوزارة توفير منصات إبداعية راقية لمتذوقي الفنون في المملكة، وخلق فرص التواصل بين المبدعين السعوديين ونظرائهم في العالم لتعزيز التبادل الثقافي الدولي، وبمشاركة نخبة من الفنانين أبرزهم: الأرجنتيني إدواردو باسوالدو، ومواطنته جرازييلاساكو، والبرازيلي جوزيه بشارة، والياباني ماكوتو أزوما، والأوروجواياني ماركو ماجي، والأوروجواياني باولو مونزيللو، والفرنسي لورنت جراسو، والأرجنتينية ماريانا تيليريا، والفنانة المكسيكية بيتسابيه روميو، إضافة إلى الفنانة البرازيلية ريجينا سيلفيرا، وأربعة فنانين سعوديين هم: سارة أبو عبدالله، وفاطمة البنوي، وفيصل سمرة، وأيمن زيداني.
ويعرض "بينالسور الرياض" 16 عملاً إبداعياً لثمانية عشر فناناً من مختلف دول العالم. ويقدم الفنانون العالميون: كريستيان بولتانسكي، وفولوسبا ياربا، وماجدالينا جيتريك، وبابلو رينسو أعمالهم في المساحة العمرانية للحي الدبلوماسي بالرياض، فيما يعيد عمل بيتسابيه روميرو ذكريات أحصنة القفز في أفلام رعاة البقر ومعارك القرون الوسطى في حكايات تاريخية لا تحصى، وذلك بهدف إعادة التفكير في تلك الحكايات بنظرة جديدة ومختلفة.
إلى ذلك، تحدثت الفنانة البرازيلية موندوس أدميرابيليس، خلال أمسية فنية عما اسمته سيطرة المدينة وانعزالها، ةعرضت لوحات وصور تجسد الحشرات والآفات وما تبثه من عاطفة، كما طرحت الفنانة الأرجنتينية ماريانا تيشيريا من خلال عملها الفني "نحن حدود الأشياء" تساؤلا حول: متى يبدأ وجود الشيء ومتى ينتهي؟، الذي تسعى من خلاله إلى إرباك المشاهد ليبدأ في البحث عن المعنى.
كما ترفرف على مدخل الحي الدبلوماسي في الرياض ثلاثة أعلام خيالية صممها كريستان بولتانسكي وماجدالينا هيتريك وفولوسبا خاربا لتعرض فكرة هويات جديدة آتية من عالم الفن .
أما في المنتزه فحاول بابلو رينوسو صنع تماثيل تغير الوظيفة الأساسية للأشياء لتتخطى طبيعة ذاتها من خلال تحويل المقعد العام الى مكان لقاء ودردشة.
وتعليقاً على هذا الحدث الفني، قال المدير العام لبينالي بينالسور أنيبال خوزامي: "إن أهداف المعرض تتركز في إتاحة الفرصة للجماهير الجديدة للاطلاع على الأعمال الفنية المعاصرة"، مضيفاُ: "إننا في غاية الحماسة لعرض هذه الأعمال الرائعة في الرياض، والتي تشمل عرض أربعة أعمال شارك بها فنانون سعوديون"، مشيراً إلى أن أول نسخة لبينالي بينالسور كانت عام 2017، مبيناً أن دورته الثانية هذا العام ستعبر حدود 21 دولة و45 مدينة و112 محفلا ثقافيا، من بينها الرياض كأول مدينة في الشرق الأوسط.
وفي السياق ذاته، قالت ديانا ويشسلر أمينة المعرض: "إن المعرض يعتمد على الآفاق الثقافية المتنوعة التي تتميز بها جماهيرنا، وإقامة المعرض في الرياض ما هي إلا دعوة مفتوحة للجميع لاستكشاف الأعمال الفنية ومحاولة التعمق في ربطها بتجاربهم الشخصية".