تحدّث رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، عن قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، حجب مساعدات عسكرية حاسمة عن بلاده ومطالبته بإجراء تحقيقات سياسية، في مقابلة أجريت معه مؤخراً.
وقال في لقاء صحافي واسعٍ وشامل أجرته معه مجلة "تايم" الأميركية وثلاث مطبوعات أوروبية رائدة، نُشر صباح الإثنين "نحن في حال حرب. وإذا كنت شريكاً استراتيجيّاً، فلا يمكنك منع أي شيء عنّا". وأضاف "أعتقد أن الأمر يتعلق بالنظرة العادلة وليس بإجراء مقايضة. وهذا أمر بديهي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتأتي هذه المقابلة النادرة بعدما دخل التحقيق في قضية عزل الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرحلةً جديدة هذا الأسبوع، مع تكليف اللجنة القضائية في مجلس النواب فعلياً تولّي القضية والنظر في صياغة المواد القانونية لعزله. وسارع ترمب إلى التعليق على المقابلة في تغريدة له على "تويتر" كتب فيها "خبر عاجل: أعلن رئيس أوكرانيا مرّةً أخرى أن الرئيس ترمب لم يرتكب أيّ خطأ في ما يتعلّق بأوكرانيا وتفاعلاتنا أو مكالماتنا. ولو كان الديموقراطيّون الراديكاليّون اليساريّون أكثر تعقّلاً، وهذه ليست حالهم، فلكانت المسألة قد طويت!"
وكان التحقيق قد انطلق عندما قدّم أحد المبلّغين شكوى في ما يتعلّق بمضمون مكالمة هاتفية أجريت بين الرئيسين ترمب وزيلينسكي في 25 يوليو (تموز)، طلب خلالها الرئيس الأميركي من أوكرانيا "تقديم خدمة لنا"، قبل التشجيع على فتح تحقيق مع أحد أبرز المنافسين السياسيين له في انتخابات السنة 2020، جو بايدن.
وقد أدلى شهود رئيسيّون يمتلكون معلوماتٍ مباشرة عن تلك المكالمة الهاتفية ومعاملات الإدارة الأميركية في أوكرانيا، بإفاداتهم في جلسات استماع علنية تاريخية الشهر الماضي، متحدّثين عن "قناة غير نظامية" تدير السياسة الخارجية للبيت الأبيض، وتشمل المحامي الشخصي لترمب رودي جولياني، وعدداً من أقرب المستشارين إليه، بمَن فيهم وزير الطاقة السابق، ريك بيري، والسفير الأميركي لدى الاتّحاد الأوروبي، غوردون سوندلاند.
وأكّدت إفادت الشهود أن البيت الأبيض أراد من الرئيس الأوكراني أن يعلن التحقيق في أنشطة جو بايدن وعن مصادر التحقيق الروسي الذي قاده المستشار الخاص السابق روبرت مولر، بعد حجب نحو 400 مليون دولار من المساعدات العسكرية المقرّرة لكييف وقبل دعوة الرئيس الأوكراني إلى زيارة البيت الأبيض.
وأخبر زيلينسكي الوسائل الإعلامية التي حاورته أنه "لم يتحدّث مطلقًاً مع (ترمب) من موقع المقايضة"، مؤكّداً أن "ذلك ليس من طبيعتي". وأوضح في هذا الإطار أنه "لا يريد لبلاده أن تبدو متسوّلةً في وقت تسعى إلى الحصول على مساعداتٍ تتيح لها مواجهة القوّات المدعومة من روسيا بفاعلية، في الصراع المتواصل بين الدولتين".
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أنه لا يأمل في أن يًرسى وقف النار مع روسيا نتيجة محادثات سلام مقرّرة بوساطةٍ من فرنسا وألمانيا. ومع ذلك، وصف الخطوة بأنها "انتصار حتى الآن" بحيث من المتوقّع أن يحضر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المحادثات للمرّة الأولى منذ العام 2016.
وشدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على القول: "لا أثق بأحدٍ على الإطلاق. وأخاطبكم بأمانة. فالسياسة ليست علماً دقيقاً... لا أعرف هؤلاء الأشخاص. لا أستطيع أن أفهم من أي طينةٍ هم مصنوعون. لهذا السبب أعتقد أن أحداً منهم لا يمكن الوثوق فيه. فالجميع يعطون الأولوية لمصالحهم فقط".
© The Independent