قالت مصادر صينية وثيقة لـ"اندبندنت عربية" إن أعداد الضحايا والمصابين بفيروس كورونا في الصين، تتجاوز بكثير ما تم الإعلان عنه رسميا وما تداولته وسائل الإعلام العالمية، من أن أرقام الوفيات وصلت إلى 106، والكشف عن 4515 إصابة، وأشارت إلى أن الصين أغلقت معظم المدن، وعلى رأسها المنتجعات السياحية، منعا لتفشي فيروس كورونا، وليس فقط مدينتين كما كان معلنا.
وانتشر فيروس كورونا إلى ما مجموعه سبع دول حتى الآن، من بينها الصين وتايلاند وسنغافورة وفيتنام وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية، ومناطق إدارية أخرى في الصين بما في ذلك ماكاو وهونغ كونغ. فيما أكدت الولايات المتحدة ظهور حالة ثانية مصابة بفيروس كورونا في شيكاغو.
من جانب آخر، ارتفعت أسعار الكمامات الطبية لدى شركات المستلزمات الطبية في الإمارات بشكل كبير، فيما أفرغ الصينيون المستودعات منها. وقال كومار.م، مسؤول المبيعات في إحدى شركات بيع المستلزمات الطبية في الإمارات، إن "مخازن الشركة لم يعد فيها أي كمامات، وبخاصة كمامات (إن 95)"، مضيفا أن "التجار الصينيين اشتروا جميع الكميات الموجودة في الأسواق والمستودعات وقاموا بشحنها للصين تلبية للطلب المتزايد عليها بفعل تفشي فيروس كورونا"، وأشار إلى أن "أبناء الجالية الصينية في الإمارات يشترون أيضا تلك الكمامات ويرسلونها إلى عائلاتهم في الصين".
وفي جولة على عدد من الصيدليات في دبي خلت جميعها من الكمامات الطبية، وقال العاملون في تلك الصيدليات إن وكلاء شركات المستلزمات الطبية أخبروهم أن مستودعاتهم فرغت منها، وأن عليهم الانتظار لحين وصول حاويات تحمل شحنات إضافية خلال الأيام القليلة المقبلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبالتواصل مع عدد من شركات بيع المستلزمات الطبية، وقفنا على ارتفاعات كبيرة في الأسعار، من 38 درهماً للصندوق الواحد (يحتوي على 20 كمامة طبية) إلى نحو 200 درهم للصندوق خلال ساعات قليلة. وقال مدير مبيعات إحدى شركات المستلزمات الطبية، فضّل عدم الإفصاح عن هويته "لم يعد لدينا كمامات طبية، فقد أجهز عليها الصينيون"، وأضاف "نحن بانتظار وصول 5 حاويات تحمل شحنات إضافية، تم شراؤها مسبقا من التجار حتى قبل وصولها لموانئ البلاد".
ويبدو أن المثل القائل "مصائب قوم عند قوم فوائد"، ينطبق على سوق المستلزمات الطبية، والتي انتعشت مع ارتفاع أسعار الكمامات وأغراض أخرى تم شراؤها وشحنها إلى الصين للوقاية من فيروس كورونا، والذي نشر الذعر بين المواطنين. وتوقع وكلاء شركات المستلزمات الطبية ازدياد الطلب على الكمامات في الأسواق ومزيد من المضاربات على أسعارها في الأيام المقبلة.
وكانت حكومة بكين مددت عطلة رأس السنة الصينية إلى الثاني من فبراير (شباط)، مع استعداد 500 ألف صيني للعودة لمنازلهم وأعمالهم. كما شرعت في بناء مستشفى بشكل عاجل في مدينة ووهان مركز اندلاع المرض، والذي انتشر منه كورونا إلى باقي مدن الصين، وشددت أيضا قيود السفر، وأصبح ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة إلزاميا في بعض المدن.
وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شنخوا"، نقلت عن لجنة الصحة الوطنية في تقريرها اليومي أن 976 مريضا ما زالوا في حالة حرجة، ويشتبه في إصابة 6797 شخصا بالفيروس حتى نهاية يوم أمس، فيما غادر 60 شخصا المستشفى بعد تماثلهم للشفاء. وبحلول نهاية يوم الاثنين، تم الإبلاغ عن ثماني حالات مؤكدة في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، وسبع في منطقة ماكاو الإدارية وخمس في تايوان.
وبحسب " شنخوا"، فقد أعلنت وزارة التربية والتعليم الصينية أنه سيتم تأجيل الفصل الدراسي الربيعي لعام 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا.
ولم تعطِ الوزارة المواعيد المحددة للفصل الدراسي الجديد للكليات والجامعات التابعة لها، ولكنها أشارت إلى أنه ينبغي اتخاذ القرارات بناءً على أماكنهم، وفقا للنشرة الصادرة عنها.
وعلى الرغم من تزايد الإصابات والوفيات بسبب فيروس كورونا، قررت منظمة الصحة العالمية الامتناع عن إعلان كورونا حالة طارئة، وبأن المرض يثير قلقا دوليا. وترى أنه من السابق لأوانه الإعلان عن ذلك.
وتُعرِّف منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ العالمية، والمعروفة رسميا باسم حالة الطوارئ الصحية الدولية ذات الاهتمام الدولي (PHEIC)، بأنها "حدث غير عادي يشكل خطرا على الصحة العامة بالنسبة إلى الدول الأخرى من خلال الانتشار الدولي للأمراض، وربما يحتاج إلى تنسيق كبير واستجابة دولية".
وفي العقد الماضي، تم الإعلان عن خمس حالات طوارئ عالمية: أنفلونزا الخنازير (2009)، وتفشي فيروس إيبولا في غرب أفريقيا (2014) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (2019)، وزيكا (2016)، وشلل الأطفال (2014).
ينتمي فيروس كورونا إلى نفس السلالة الفيروسية لـ"سارس"، الذي انتشر في جميع أنحاء العالم في عامي 2002 و2003. وهناك حاليا أكثر من 500 حالة مؤكد إصابتها بفيروس كورونا في خمسة بلدان في العالم، وتظهر أعراض المرض على شكل حمى وضيق في التنفس.