تواجه المناطق الأكثر فقراً في بريطانيا والتي دعمت بوريس جونسون وضمنت انتصاره في الانتخابات العامة الأخيرة، تخفيضات جديدة في ميزانية الخدمات المحلية، بينما تذهب الأموال إلى المقاطعات الجنوبية الغنية بدلاً منها.
ويظهر تحليل أن مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية ستُعطى لمناطق أخرى، وذلك بسبب وضع صيغة جديدة تقلل إلى حد كبير من أهمية الحرمان الذي تعاني منه المناطق في تقييم احتياجاتها.
ويبيّن التحليل أن التعديل الجديد سيضرّ بالمناطق التي تمثل مكاسب انتخابية بارزة حققها حزب المحافظين، بما في ذلك ووركينغتون، ستوك أون ترينت، وغريمسبي، و ويست برومويتش، وسيدجفيلد، و بيشوب أوكلاند، و ريدكار. ويقف حالياً النواب المحافظون الجدد الذين يمثلون هذه المناطق أمام تحدي مواجهة رئيس الوزراء قبل بدء التخفيضات في العام المقبل.
وقال أندرو غوين، المتحدث بشؤون الحكومات المحلية في حزب العمال "إنهم يعلمون أن هذه التغييرات خاطئة، لذلك، فقد حان الوقت لكي يقرروا ما الذي يحظى بالأولوية، مجتمعاتهم أم وظائفهم؟".
يذكر أن ما يسمى بـ "المراجعة العادلة للتمويل" قد بدأ في عهد تيريزا ماي، لكنه بات مرشحاً للتسبب بحرج كبير لخليفتها الذي فاز في الانتخابات بفضل تعهده بـ "رفع مستوى" مناطق البلاد.
لكن بدلاً من ذلك، هاهي مناطق شمال ووسط البلاد التي كانت الأكثر تضرراً خلال سنوات التقشف العشر التي حرمت مجالسها البلدية من مليارات الجنيهات، تصبح من جديد مهددة بالتعرض لمزيد من المعاناة.
وجد التحليل الذي أجرته مجموعة حزب العمال في "مجلس الحكومات المحلية"، أن 37 نائباً من حزب المحافظين يحتلون مقاعد تمثل المناطق التي تواجه "التخفيضات الأكثر حدة".
هكذا سيخسر المجلس البلدي لمقاطعة درهم، حيث حصل المحافظون على أربعة مقاعد من بينها بيشوب أوكلاند وسيدجفيلد، وهي الدائرة التي كان يمثلها توني بلير في السابق، حوالي 10 ملايين جنيه إسترليني سنوياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما كامبريا، حيث بات مقعد ووركينغتون في يد المحافظين بعدما كان العمال يحتلونه، فستخسر هي الأخرى (7.55 مليون جنيه إسترليني)، وكذلك كل من منطقة ستوك (8 ملايين جنيه إسترليني)، وساندويل، التي تضم مناطق ويست برومويتش (8.6 مليون جنيه إسترليني) ولينكنشاير، بما في ذلك غريمسبي، (3.3 مليون جنيه إسترليني).
أما مقاطعة هامبشر التي يديرها حزب المحافظين، فستحظى بأكبر مبلغ مالي (إذ ستحصل على 35 مليون جنيه إسترليني)، وتليها مقاطعة ساري (26 مليون جنيه إسترليني)، التي تغطي الدوائر الانتخابية لأحد عشر نائباً من حزب المحافظين، من بينهم الوزيران دومينيك راب ومايكل غوف.
ومن بين مناطق المحافظين الأخرى التي ستستفيد من زيادة التمويل: نورثامبتونشاير (7.5 مليون جنيه إسترليني) ، التي فُرضت عليها تدابير خاصة بعد سنوات من سوء الإدارة المالية، وشرق ساسكس (6 ملايين جنيه إسترليني)، بينما ستفوز منطقة ووكينغهام الغنية بزيادة مذهلة بنسبة 30% وستصل مخصصاتها إلى 6 ملايين جنيه إسترليني.
أما الخاسرة الكبرى فستكون برمنغهام (التي سيُخفّض تمويلها بما يزيد على 48 مليون جنيه إسترليني)، وتليها مدن تعد معاقل كبيرة أخرى لحزب العمال ستفقد الكثير من التمويل، بما في ذلك ليفربول (16.2 مليون جنيه إسترليني) ومانشستر (10.4 مليون جنيه إسترليني).
وحثّ السيد غوين النواب المحافظين الجدد على عدم التهرب من التحدي، مضيفاً "لقد تم فضح المراجعة العادلة للتمويل وتبين أنها مجرد خطة محافِظة أخرى لاستخراج مئات الملايين من المجتمعات المحرومة وتوجيهها نحو المقاطعات المحافِظة الغنية.. في البرلمان الجديد، يمثل 37 نائباً من حزب المحافظين المجتمعات التي تواجه التخفيضات الحادة هذه. يعتبر هذا اختباراً رئيسياً، فلن يسامحهم ناخبوهم ولن ينسوهم إذا فشلوا".
وقال متحدث باسم "مجلس الحكومات المحلية" إن التحليل لم يمثل التقييم "المضل" بالنسبة للمجلس، لكنه أقر بأنه "محاولة لتوفير بعض المعلومات التي قد تساعد المجالس في قياس التأثير المحتمل للمراجعة العادلة للتمويل على التوزيع النسبي لتمويل الرعاية الاجتماعية للبالغين".
© The Independent