"كتمهيد لضم الضفة الغربية إلى إسرائيل وتكريس الاحتلال الإسرائيلي"، يرى الفلسطينيون الخطة الإسرائيلية الأولى لتطوير قطاع التيار الكهربائي منذ الاحتلال عام 1967.
وتأتي الخطة بعد أقل من أسبوعين من الكشف عن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام، التي تسمح لإسرائيل بضم المستوطنات والأغوار والقدس الشرقية إلى إسرائيل، وتحويل المدن والقرى الفلسطينية إلى جزر معزولة.
وتتكون الخطة الإسرائيلية لتطوير البنية التحتية للكهرباء من ثلاث مراحل، تنتهي عام 2040، وتكرس تبعية الفلسطينيين لإسرائيل في هذا القطاع الإستراتيجي الأساسي.
وتنتهي المرحلة الأولى من الخطة عام 2025، وتنص على إقامة محطتين لتزويد المستوطنات الإسرائيلية بالكهرباء، بالإضافة إلى محطتين أخريين لتزويد المدن والقرى الفلسطينية بالتيار الكهربائي.
وفي المرحلتين التاليتين، ستُقام أربع محطات للإسرائيليين ومثلها للفلسطينيين حتى عام 2040، بالإضافة إلى إقامة شبكة للضغط العالي بطول 300 كيلومتر.
خطة ترمب
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس إن البنية التحتية للمياه والكهرباء في الضفة الغربية في حالة سيئة، مضيفاً إن "العرب واليهود يعانون من ذلك، وإن الخطة ستعمل على تحسين جودة إمدادات الكهرباء بشكل كبير في جميع أنحاء الضفة".
ونفى شتاينتس وجود علاقة بين نشر هذه الخطة وإعلان خطة ترمب أو اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية. لكن الخطة الإسرائيلية تهدف إلى "إدامة الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتكريس تبعية الفلسطينيين لإسرائيل، وتقويض الخطط الفلسطينية لتقليل الاعتماد على شركة الكهرباء الإسرائيلية"، بحسب رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية ظافر ملحم.
وأوضح ملحم لـ "اندبندنت عربية" أن إسرائيل تعمدت اختلاق أزمة في التيار الكهربائي للفلسطينيين في الضفة الغربية، خلال الأشهر الماضية بهدف إيجاد ذرائع لطرح خطتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ملحم إن إسرائيل تمنع الفلسطينيين من بناء محطات توليد الطاقة الكهربائية وتشغيل أربع محطات لتحويل الكهرباء، بهدف إبقاء سيطرتها على هذا القطاع الإستراتيجي.
ويرى المتخصص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد أن الإعلان الإسرائيلي عن تطوير قطاع الكهرباء في الضفة الغربية مرتبط بالكشف عن خطة ترمب. ويشير إلى بدء تنفيذها حتى قبل الكشف عنها بهدف "تثبيت الاستيطان وتعميقه".
وأضاف شديد أن إسرائيل تعمل على ربط توفير الخدمات الأساسية للفلسطينيين بوجود المستوطنات، وأن يصبح وجود المستوطنين في الضفة الغربية شرطاً للحصول على الخدمات الأساسية فيها.
البنية التحتية الإسرائيلية
وأكد الخبير في شؤون الخرائط في بيت الشرق خليل تفكجي أن مشروع تطوير الكهرباء الإسرائيلي ليس سوى جزء من إقامة بنية تحتية إسرائيلية في الضفة الغربية تتضمن شبكة طرقات وأنفاق وخطوط المياه، بهدف الإعداد لضم أجزاء كبيرة من الضفة إلى إسرائيل.
وأشار تفكجي إلى أن إسرائيل تعمل بخطى متسارعة على إعداد عملية الضم، حتى تكون جاهزة عند اتخاذ القرار السياسي بذلك.
وأوضح تفجكي أن البنية التحتية تقوم على الفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين في شبكة الطرقات والكهرباء والمياه.
ويرى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن مشروع الكهرباء الإسرائيلي يعتبر تنفيذاً عملياً لخطة ترمب، وتمهيداً لضم الضفة الغربية إلى إسرائيل وقتلاً لحل الدولتين.
وشدد البرغوثي لـ "اندبندنت عربية" على أن الفلسطينيين لن يكون من خيار أمامهم سوى النضال من أجل منحهم حقوقاً مدنية وسياسية متساوية مع اليهود في دولة ديمقراطية، إذا قضت إسرائيل على حل الدولتين.