بات التشرد الآن في المملكة المتّحدة أسوأ بخمس مرّات ممّا تعترف به الحكومة، وذلك بحسب أرقام كشفت أن أكثر من 28 ألف شخص قد سُجّلوا على أنهم ينامون في العراء في خلال سنة. واتّهم ناشطون الوزراء "بالتضليل الفادح" للناس من طريق تقديم "أعداد أقلّ لا يمكن الوثوق فيها" عن الأشخاص الذين يقضون ليلتهم في الشوارع.
وتظهر أحدث الأرقام المتعلّقة بالأشخاص المشرّدين التي أحصتها الحكومة بناءً على عيّنة مأخوذة من ليلة واحدة، أن أربعة آلاف و677 شخصاً كانوا ينامون في الشوارع في إنجلترا في العام 2018، بانخفاض 2 في المئة عن العام الذي سبقه، لكن بنسبة 165 في المئة أكثر مما كانت الحال عليه في العام 2010.
وفي المقابل، أظهرت ردود المجلس على طلب مقدّم وفق قانون حرية الحصول على المعلومات، أن هناك ما يقرب من خمسةٍ وعشرين ألف شخص سجلوا على أنهم مشرّدون، وأنهم قد ناموا على الأقل مرّة واحدة في العراء في إنجلترا وحدها خلال العام الأخير، بحسب السجلات التي اطّلعت عليها شبكة "بي بي سي".
وأشار وزير الإسكان في حكومة الظل جون هيلي إلى أن البيانات أظهرت أن إحصاءات الحكومة هي "مضلّلة للغاية"، وطالب بإجراء تحقيق في "العيوب" التي تشوب بيانات الحكومة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال هيلي إن "هذه الأرقام تكشف عن الحجم المخزي لعدد من هم في العراء في شوارع بلادنا". وأضاف "لا يمكن لـ "المحافظين" أن يبدأوا في حلّ المشكلة عندما لا يعترفون بحجمها". ودعا الحكومة إلى استبدال هذه الإحصاءات المشكوك فيها واعتماد خطة حزب "العمّال" لإنهاء مسألة التشرّد إلى الأبد".
وفي رسالة إلى رئيس جهاز الإحصاءات في المملكة المتّحدة السير ديفيد نورغروف، قال هيلي إن المسح المقدّم من الحكومة عن عدد من لا مأوى لهم هو الإحصاء الوحيد التي تجريه الحكومة عن هؤلاء، بحيث يُفترض بالناس أن يعتبروا بشكل طبيعي وحتمي أنه تصوير دقيق لمقياس التشرّد. لكن تبيّن بوضوح أن الوضع ليس كذلك.
وقال "سأكون ممتّناً إذا قمتم بالتحقيق في شوائب هذه الأرقام، وكيف يمكن تحسين إحصاءات الحكومة حتى يتسنّى لها تحسين مستوى المشرّدين في بلدنا".
يأتي ذلك بعدما قال رئيس جهاز الإحصاءات في المملكة المتّحدة العام الماضي إن "التغيير المنهجي الواضح" في الطريقة التي سجّلت بواسطتها السلطات المحلية أرقام المشرّدين، يعني أن الإحصاءات "يجب ألا تُستخدم لاستخلاص استنتاجاتٍ مؤكّدة"، أو لدعم الادّعاءات المتعلقة بنجاح خطة تمويل الطوارئ التي وضعتها الحكومة لمعالجة القضية.
وفي أثناء توجيه أسئلةٍ إلى رئيس الوزراء البريطاني الشهر الماضي، تحدّث بوريس جونسون عن الأرقام الحكومية التي تشير إلى حدوث انخفاض بنسبة 2 في المئة في عدد المشرّدين الذين ينامون في العراء، واصفاً إياها بأنها "بصيص من الأخبار السارّة".
وقال متحدّث بإسم الحكومة "نحن ملتزمون القضاء على موضوع التشرّد بحلول نهاية ولاية البرلمان الراهن، وقد أدّت جهودنا بالفعل إلى تحقيق أول انخفاض على مستوى البلاد منذ نحو عشرة أعوام".
وختم قائلا "نحن على ثقة في أن العيّنة التي أخذناها والتي تمّ التحقّق منها بشكل مستقل، تقدّم تقديراً جيّداً لعدد الأشخاص الذين ناموا في الخارج في ليلة معيّنة. وسنقدّم هذه السنة ما يقرب من نصف مليار جنيه استرليني (ستمئة وخمسين مليون دولار أميركي) للمجالس والجمعيات الخيرية لدعم المتشرّدين والخدمات العاملة في هذا المجال، من أجل إخراج الناس من الشوارع إلى الأبد".
© The Independent