يواصل فيروس "كورونا" زحفه عالمياً حاصداً المزيد من الضحايا منذ ظهوره في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وحتى اليوم، على الرغم من التدابير الوقائية على صعيد الأفراد والدول، وحالات الحجر الصحي، في موازاة الاستنفار الطبي في مختبرات العالم للوصول إلى لقاح يواجه هذا الفيروس.
وسط هذا الرعب الذي يعمّ العالم أجمع، ثمة بشائر مطمئنة، ولو نسبياً، إذ تباطأ انتشار الفيروس في كل من الصين وكوريا الجنوبية، مع إعلان كل من البلدين تراجع عدد الوفيات والاصابات.
عدد الإصابات... الأدنى
ففي الصين، أُعلن تسجيل 22 وفاة جديدة الاثنين التاسع من مارس (آذار)، في حين أنّ العدد اليومي للإصابات بالفيروس في البلاد هو الأدنى منذ بدء عمليّة الإحصاء في يناير (كانون الثاني)، ومع حالات الوفاة الـ 22 الجديدة، وبينها 21 في مقاطعة هوبي، يرتفع عدد الوفيّات في البلاد إلى 3119.
وكشفت السلطات الصحّية عن 40 حالة إصابة جديدة، معظمها في مقاطعة هوبي، بؤرة الفيروس، علماً أن عدد الإصابات في الصين بلغ 80 ألفاً و700 إصابة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأُفيد بأن رجلاً يبلغ من العمر 100 سنة نعافى من إصابته بالفيروس وخرج من المستشفى في مقاطعة هوبي الصينية، بعد علاج لمدة 13 يوماً، ليكون بذلك أكبر مريض بالعمر يتعافى من هذا المرض حتى الآن.
وكان هذا المريض بين مجموعة تضم أكثر من 80 آخرين مصابين بالفيروس، خرجوا من مستشفى لرعاية الأم والطفل في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي، حيث ظهر المرض وانتشر. وبسبب حالته المعقدة، أجرى أطباء متخصصون من الجيش، مشاورات عدّة واتّبعوا أساليب مختلفة، من بينها تبنّي علاج مضاد للفيروسات من خلال الطب الصيني التقليدي والعلاج ببلازما المتعافين.
أدنى رقم يومي
وأعلنت كوريا الجنوبيّة، البلد الأكثر تضرّراً في العالم من "كوفيد 19" بعد الصين وإيطاليا، أدنى رقم يومي للإصابات خلال أسبوعين، وسجّلت السلطات الصحية في البلاد 248 حالة جديدة مؤكدة الأحد، وهذا أدنى رقم يومي منذ أواخر فبراير (شباط)، ما يرفع العدد الإجمالي للمصابين في البلاد إلى 7382، وهذا اليوم الرابع على التوالي الذي ينخفض فيه عدد الإصابات الجديدة. وقالت المراكز الكورية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس في البلاد بلغ 51.
طوق صحي على ربع سكان إيطاليا
أوروبياً، وجد ربع سكان إيطاليا أنفسهم الأحد قيد طوق صحي، في إجراء غير مسبوق في القارة، لكنّ روما اتخذته من أجل احتواء انتشار "كورونا"، وباتت إيطاليا البلد الأكثر تضرراً بالفيروس بعد الصين، وفق إحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى أرقام رسمية.
وأفيد بأن سجيناً قتل في أحداث شغب اندلعت في سجون إيطالية عدّة، احتجاجاً على استحداث إجراءات لاحتواء انتشار "كورونا"، وفق ما أعلنت منظمة حقوقية إيطالية الأحد.
وأحصت إيطاليا منذ بدء تفشي الفيروس سبعة آلاف و375 إصابة، بينها 366 وفاة، وأشاد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس بالإجراءات "الشجاعة" وبـ"التضحيات الحقيقية" التي تبذلها روما. ومن المتوقّع أن تستمرّ هذه الإجراءات الاستثنائية حتى الثالث من أبريل (نيسان)، وتغطي نطاقاً واسعاً في شمال البلاد، يمتد من ميلانو، العاصمة الاقتصادية، وصولاً إلى البندقية، المقصد السياحي العالمي.
وصارت تحركات أكثر من 15 مليون إيطالي ضمن هذه "المنطقة الحمراء" مقيّدة بشدة. ولا تزال الحدود مفتوحة حتى الآن مع الدول المجاورة، على الرغم من أن براغ دعت روما إلى منع مواطنيها من السفر إلى الخارج. وتتصدر إيطاليا إلى جانب إيران وكوريا الجنوبية، لائحة الدول الأكثر تضرراً في العالم بعد الصين، وأبدى البابا فرنسيس في صلاة التبشير الأحد التي أقامها للمرة الأولى عبر الفيديو من مكتبة الكرسي الرسولي، تعاطفه مع المصابين بالفيروس، وأضاف "أنا قريب منكم".
الدرجة الثالثة
وفي فرنسا، خامس دولة متأثرة في العالم مع 19 وفاة و1126 إصابة، ترأس الرئيس إيمانويل ماكرون مجلس الدفاع مساء الأحد، ولا تزال حال التأهب عند "الدرجة الثانية" في البلاد، ولكن يبدو أن لا مفر من العبور إلى "الدرجة الثالثة" التي تعني مواجهة وباء. وحظرت باريس التجمعات التي تضم أكثر من 1000 شخص، وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران إن القيود الجديدة على المناسبات الكبيرة تمثل توسيعاً لإجراءات أُعلنت من قبل في مواقع تفشي "كورونا" كي تسري على كل أنحاء البلاد، مضيفاً أن "الأولوية هي لفعل كل ما في وسعنا لإبطاء انتشار الفيروس".
أول حالتي إصابة
وأعلنت ألبانيا أول حالتي إصابة بالفيروس الاثنين وهما لأب وابنه عائدين من إيطاليا، وأوضحت وزارة الصحة أنّ وضعهما مستقر ولا يعانيان من تعقيدات.
أعلى حصيلة يومية
وإلى إيران، حيث أُعلنت 49 وفاة جديدة، في أعلى حصيلة يومية منذ تسجيل الإصابات الأولى في 19 فبراير، ما يرفع إلى 194 عدد المتوفين من أصل 6566 إصابة في البلاد، وأعلنت الخطوط الجوية الإيرانية تعليق رحلاتها باتجاه أوروبا حتى إشعار آخر.
وفاة واحدة و55 إصابة
وأعلنت مصر أول حالة وفاة بـ "كورونا" وهي لسائح ألماني يبلغ من العمر 60 سنة كان قد وصل إلى البلاد قبل سبعة أيام ونُقل إلى مستشفى في الغردقة، حيث توفي هناك حسب ما قالت وزارة الصحة التي أضافت في بيان في ساعة متقدمة من مساء الأحد أن مصر سجلت سبع حالات جديدة، منها أربع لأجانب وثلاث لمصريين ليصل مجمل عدد الإصابات في البلاد إلى 55.
التصدي للفيروس
وإلى السعودية حيث أفادت وزارة الصحة في بيان باكتشاف أربع حالات إصابة جديدة بالفيروس الاثنين، ليصل مجمل حالات الإصابة المسجلة في البلاد إلى 15 حالة.
واتخذت السعودية سلسلة إجراءات للتصدي للفيروس، في مقدّمها تعليق سفر المواطنين والمقيمين مؤقتاً من وإلى تسع دول للسيطرة والحد من انتشار "كورونا" وذلك حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" في ساعة متقدمة من مساء الأحد عن مصدر في وزارة الداخلية، قال أيضاً إن الدول التسع هي دولة الإمارات والكويت والبحرين ولبنان وسوريا وكوريا الجنوبية ومصر وإيطاليا والعراق. وأضاف أنه سيتم أيضاً وقف كل الرحلات الجوية والبحرية بين السعودية وتلك الدول باستثناء رحلات الإجلاء والشحن والتجارة مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة والضرورية. كما فرضت السعودية الأحد إغلاقاً مؤقتاً على منطقة القطيف شرق البلاد، وقررت أيضاً تعليق الدراسة في جميع المدارس ومؤسسات التعليم العالي اعتباراً من اليوم وحتى إشعار آخر.
حال طوارئ
وفي الولايات المتحدة حيث سُجّلت 19 وفاة على الأقل من أصل 400 إصابة، فرضت ولاية نيويورك بدورها حال الطوارئ السبت، وسُمح لسفينة "غراند برنسيس" السياحية التي كانت قبالة سواحل سان فرنسيسكو وعلى متنها 3553 مسافراً، من بينهم 21 مصاباً، بالرسو في أوكلاند (كاليفورنيا)، وستبدأ الاثنين بإنزال الركاب الذين يحتاجون إلى العلاج، بحسب الجهة المشغلة "برنسس كروزس".
أميركياً أيضاً، قال النائبان الجمهوريان الأميركيان السيناتور تيد كروز وعضو مجلس النواب بول جوسار إنهما سيعزلان نفسيهما صحياً بعد مخالطة شخص أثبتت الاختبارات في ما بعد إصابته بالفيروس خلال تجمع للمحافظين.
التدخين يزيد المخاطر
وعلى خط التدابير الوقائية، قال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو إن التدخين أو استخدام السجائر الإلكترونية يجعل الناس أكثر عرضة لخطر المعاناة من أعراض حادة فور إصابتهم بفيروس "كورونا"، وأضاف في مؤتمر صحافي "إذا كنت مدخناً أو مستخدماً للسجائر الإلكترونية، فهذا يجعلك أكثر عرضة للخطر".