منح الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين فجر الثلاثاء 14 أبريل (نيسان) رئيس الوزراء المنتهية ولايته اليميني بنيامين نتنياهو ومنافسه الرئيس زعيم تحالف "أزرق-أبيض" الوسطي بيني غانتس مهلة 48 ساعة إضافية لتشكيل حكومة "وحدة" وطنية، في محاولة لوضع حد لأزمة سياسية غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل فاقمتها أزمة كورونا.
وبعيد دقائق على انتهاء المهلة المحدّدة دستورياً لغانتس لتشكيل ائتلاف حكومي في الدقيقة صفر من فجر الثلاثاء، أصدر ريفلين بياناً أعلن فيه موافقته على طلب مشترك قدّمه نتنياهو وغانتس لمنحهما مهلة تنتهي فجر الخميس للتوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تنهي أطول أزمة سياسية في تاريخ إسرائيل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تقدم كبير
وقال الطرفان في بيان صدر في أعقاب محادثات أجرياها في القدس ليل الاثنين إنه "في الاجتماع الذي عُقد مساء اليوم بين نتنياهو وزعيم أزرق-أبيض، تمّ إحراز تقدّم كبير نحو تشكيل حكومة طوارئ وطنية، واتفق الطرفان على الاجتماع مرة أخرى صباح الثلاثاء بحضور فرق التفاوض".
وكان غانتس، رئيس الأركان السابق الذي انتُخب في مارس (آذار) الماضي بشكل مفاجئ رئيساً للكنيست، ناشد نتنياهو في خطاب متلفز مساء الاثنين وضع خلافاتهما جانباً وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال مخاطباً غريمه السياسي "نتنياهو، لقد وصلنا إلى ساعة الحقيقة، إنّ الإسرائيليين يتوقعون منا أن نضع خلافاتنا جانباً وأن نعمل معاً من أجلهم، التاريخ لن يغفر لنا إذا لم ننجح".
الوضع الطارئ
أضاف غانتس، الذي اتهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته قبل بضعة أسابيع بالفساد "لقد أجبرني الوضع الطارئ على التخلي عن التزامي عدم المشاركة في حكومة يقودها نتنياهو"، وذلك في الوقت الذي تحاول تل أبيب احتواء فيروس كورونا الذي بلغ عدد المصابين به لغاية اليوم حوالى 11600 شخص، توفي منهم 116.
وخاض كلّ من غانتس ونتنياهو، رئيس الوزراء لأطول فترة في تاريخ إسرائيل (14 عاماً)، ثلاثة انتخابات في أقل من عام أسفرت جميعها عن كنيست مشتّت القوى، ولم يتمكّن أي منهما من الحصول على دعم كاف في الكنيست لتشكيل حكومة جديدة.
الكرة إلى ملعب الكنيست؟
وكان ريفلين رفض الأحد طلباً تقدّم به غانتس لمنحه مزيداً من الوقت لتشكيل الحكومة، وهو سيناريو كان من شأنه أن يعيد كرة التأليف إلى ملعب الكنيست، إذ إنّ رئيس الدولة ملزم في هذه الحالة بإمهال البرلمان ثلاثة أسابيع لترشيح شخص آخر يكلّفه تشكيل الحكومة.
ونتنياهو (70 سنة)، زعيم حزب الليكود اليميني، هو أول رئيس وزراء يواجه اتهامات بالفساد وهو في منصبه، لكنه ينفي جميع التهم ويعتبرها حملة يقودها خصومه ضدّه، وكان من المقرّر أن تبدأ محاكمته في منتصف مارس، لكن إجراءات الحجر الصحي التي فرضتها السلطات لاحتواء الوباء شملت إغلاق المحاكم مؤقتاً، الأمر الذي أدى حكماً إلى تأجيل محاكمته.
شكوك الصحافة
والاثنين، شككت الصحافة الإسرائيلية في أن يكون نتنياهو، الذي يحكم البلاد على رأس حكومة انتقالية منذ أكثر من عام، راغباً فعلاً في التوصل إلى اتفاق على تقاسم السلطة مع غانتس، وتوقّع عدد من كتّاب المقالات في أن يعمد نتنياهو إلى المماطلة والتسويف بهدف جرّ البلاد إلى انتخابات رابعة، ترجح استطلاعات الرأي أنّ الغلبة ستكون له فيها بفضل الطريقة التي أدارت بها حكومته أزمة كورونا.
ووفقاً لأحدث استطلاع للرأي نُشرت نتائجه الاثنين، فإن حزب الليكود سيحصل في الانتخابات التشريعية، إذا ما جرت اليوم، على 40 مقعداً في الكنيست في حين سيحصل حلفاؤه من أحزاب اليمين المتطرف والأحزاب الدينية المتشددة على 24 مقعداً في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً، أي أن نتنياهو سيتمتع بدعم 64 نائباً وهو عدد يزيد على غالبية الـ 61 نائباً اللازمة لنيل الثقة والتي عجز أي من القادة السياسيين عن الحصول عليها في الانتخابات الثلاثة الأخيرة.