يعتقدُ علماء في كاليفورنيا بأنهم حددوا تحوّراً (تغيير في التركيبة الجينية) جديداً في فيروس كورونا، أعطى نسخة منه باتت مهيمنة وتتميّز بأنها أكثر عدوى من الفيروس الذي انطلق من "ووهان"، وتسبب في انتشار الجائحة في وقت مبكر من هذا العام.
ووضع فريق في "مختبر لوس ألاموس الوطني" نظرية مفادها أن السلالة الجديدة ظهرت في أوروبا في فبراير (شباط)، قبل أن تهاجر إلى الساحل الشرقي الأميركي، وفق التقرير المؤلَّف من 33 صفحة الذي كتبه الفريق. وأصبح الفيروس "السريع" شكلاً سائداً للوباء منذ منتصف مارس (آذار)، حسب التقرير.
ويحذّر التقرير من أن الفيروس المتحوّر ينتشر بسرعة أكبر بكثير من نسخته السابقة، وفي غضون أسابيع صار عدد المصابين به أكبر بكثير مقارنة مع السلالة التي أُبلِغ عنها للمرة الأولى في "ووهان" بالصين، ويشير التقرير إلى تلك السلالة كانت الوحيدة التي اكتُشِفَت بأجزاء كثيرة من العالم.
ولاحظ العلماء أن التحوّر يؤثر في التراكيب التي تشبه النتوءات على السطح الخارجي للفيروس، مع ملاحظة أنها التراكيب التي تتيح له الدخول إلى خلايا الجهاز التنفسي. ولا يزال التقرير تمهيدياً، ولم يخضع بعدُ للمراجعة من الأقران، ما يعني أنه لا يشكِّل معلومات مثبتة، لكن المؤلفين أشاروا إلى وجود "حاجة مُلحة إلى نظام إنذار مبكر"، في وقت بدأت فيه دول عدّة في تطوير لقاحات وعقاقير أخرى لمكافحة الفيروس. وحلّل العلماء في "مختبر لوس ألاموس"، بالتعاون مع فرق علمية من جامعتي "ديوك" و"شيفيلد"، آلافاً من تسلسلات فيروس كورونا، جمعتها "المبادرة العالمية لمشاركة كل أنواع الإنفلونزا". وأفاد التقرير أنّ الفريق حدّد في النهاية أكثر من 12 تحوراً، لكنّ تحوراً واحداً، اسمه "دي 614 جي"، قد أحدث تغييراً في نتوءات على السطح الخارجي للفيروس، وأضاف التقرير أن هذا التطوّر "يثير قلقاً طارئاً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي ذلك الصدد، أشار بيت كوربر، رئيس الدراسة والمتخصص في علم البيولوجيا المعلوماتية، في نص وضعه على "فيسبوك"، إلى أن "القصة مثيرة القلق"، وأضاف، "عندما تدخل الفيروسات التي تحمل هذا التحور إلى مجموعة سكانية، تبدأ بسرعة في السيطرة على سلالة الفيروس التي تكون منتشرة قبلها في أوساط تلك المجموعة، وتصبح بالتالي قابلة أكثر للعدوى".
وفي ذلك السياق، ربما تعوق هذه المعطيات جهود الباحثين حول العالم الذين يسابقون الزمن لتطوير لقاح، وهم يفترضون أو يأملون بأن الفيروس "لا يتحوّر في شكل كبير". وكذلك يجدر التنبّه إلى أن العقاقير التي تُصمم لمكافحة إحدى نسخ الفيروس قد لا تكون فاعلة ضد سلالات أخرى.
وإذا فشل الجو الدافئ أيضاً في إبطاء انتشار الفيروس، فقد يستمر في التحوّر، وفق التقرير نفسه، في حين تُقدَّم العقاقير المرتبطة بـ"كوفيد 19" إلى مجموعات أكبر من السكان، وتخضع اللقاحات إلى تجارب عدة.
ووفق التقرير كانت إيطاليا أحد البلدان الأولى التي عرفت التحوّر الجديد في فبراير (شباط)، في وقت اكتُشِفت فيه السلالة الأصلية من الفيروس للمرة الأولى في ولاية واشنطن الأميركية.
لكن، مع حلول منتصف مارس (آذار)، ظهرت السلالة الجديدة، باعتبارها المهيمنة مع تركيز ضخم في نيويورك، وأصيب ما يزيد على 1,2 مليون شخص في الولايات المتحدة بكورونا، وفق بيانات "جامعة جونز هوبكنز"، وتشكّل حصيلة ضحايا الولايات المتحدة نحو ثلث إجمالي الإصابات في مختلف أنحاء العالم، وبلغ عدد الوفيات المرتبطة بـ"كوفيد 19" في الولايات المتحدة أكثر من 80 ألف شخص.
© The Independent