من المتوقّع أن تُعلن الصين عن معدل نمو الناتج المحلي الإجماليّ للربع الثاني يوم الخميس المقبل، حيث يتوقّع العديد من الاقتصاديين حدوث انتعاش حاد بعد الانكماش بنسبة 6.8 في المئة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020.
كانت الصين أول دولة متأثرة بجائحة كوفيد 19. ومع ذلك، وبفضل الإجراءات الصارمة التي اتخذتها لاحتواء الفيروس، فإنها أيضاً أول دولة تعيد فتح معظم اقتصادها، كتب لو تينغ، كبير الاقتصاديين الصينيين في نومورا، بعد أن ضاعف تقديرات نموه للربع الثاني إلى 2.6 في المئة من التوقعات السابقة البالغة 1.2 في المئة.
يتوقع هو ييفان، كبير الاقتصاديين الصينيين في "يو بي أس غلوبال ويلث مانجمنت"، أن يتمتع الاقتصاد الصيني بانتعاش سريع، ويعود إلى النمو في الربع الثاني لتجنب الركود الفني، الذي يعرف بأنه ربعان متتاليان من النمو السلبي.
لا تزال بكين هي الجزء الوحيد من البلاد المصنفة على أنها عالية المخاطر لفيروس كورونا، مع قيام مناطق أخرى في الصين بخفض تدريجي لإجراءات الإغلاق، ما يؤدي إلى علامات متزايدة على التحسن في الإنتاج والاستهلاك.
استئناف السفر ونمو الإنفاق مؤشران على التعافي
وكتب محللون من تريفيوم تشاينا، وهو مركز أبحاث مقره العاصمة، في مذكرة "أن نجاح بكين في احتواء تفشيها المحلي لكورونا قد يكون بمثابة مخطط لمدن أخرى حول كيفية السيطرة على الفيروس من دون التضحية بالانتعاش الاقتصادي".
وكتبت صحيفة ديلي بكين وهي صحيفة مرتبطة باللجنة البلدية للحزب الشيوعي في بكين مقالاً يوم أمس قالت فيه "إن العاصمة ستسعى إلى احتواء تفشي المرض والانتعاش الاقتصادي في الوقت نفسه".
بشكل عام، تظهر البيانات أن المواطنين الصينيين استأنفوا السفر وزادوا الإنفاق، وهي علامة أخرى على استمرار التعافي من الوباء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب مجموعة سكك الحديد الحكومية في الصين، بلغ إجمالي عدد المسافرين على خطوط السكك الحديد في البلاد 166 مليون مسافر في يونيو (حزيران)، بمتوسط 5.33 مليون مسافر يومياً، بزيادة 9.4 في المئة عن الشهر السابق.
وقالت الرابطة الصينية لسيارات الركاب إن مبيعات السيارات ارتفعت أيضاً بنسبة 2.6 في المئة في يونيو من مايو (أيار)، مسجلة الشهر الرابع على التوالي من الزيادة الشهرية.
عودة النشاط للمتاجر والمطاعم في الصين
رسمت صحيفة ساوث تشاينا مورنغ بوست، صورة عن عودة النشاط في المتاجر والمقاهي والمطاعم الصينية، حيث قالت في منتصف يونيو، "كان من الممكن العثور على عدد قليل من الحشود المعتادة من السكان المحليين والمغتربين والسياح، مع وجود قلة من العملاء جالسين في مطعم شهير للمأكولات البحرية في الصين الذي عادة ما يتطلب الحصول على طاوله فيه الانتظار لأكثر من ساعة".
والآن، ومع إزالة الكمامات أو دسها تحت الأذرع، يشعر الأصدقاء بالراحة للدردشة عبر الطاولة بعدما أعلنت الحكومة الصينية الأسبوع الماضي أن البلاد أصبحت منخفضة المخاطر، ما يوفر راحة كبيرة لبعض المطاعم التي أُجبرت على الإغلاق عند ارتفاع آخر تفشٍ لفيروس كورونا.
قال أحد العملاء في الثلاثينيات من عمره في حانة غوي جي وهو ينظر إلى طوابير الناس خارج المطاعم الأخرى: "لا يمكنك الاستمرار في إيقاف كل شيء فقط بسبب هذا المرض، يجب أن تبدأ الحياة على أي حال. كوفيد 19 قد يصبح مرضاً شائعاً مثل الأنفلونزا، الآن نحتاج فقط إلى انتظار اللقاح".
ومع ذلك، لم تنتعش بكين من النشاط الاقتصادي بالكامل، حيث لا يزال عدد من الحانات والمطاعم في سانليتون، وهي منطقة تسوّق وترفيه شهيرة في منطقة تشاويانغ، مغلقة على الرغم من تصنيف الحي أيضاً أنه منخفض المخاطر.
توافد المستهلكون بالفعل على مراكز التسوّق في عطلة نهاية الأسبوع الماضية، على الرغم من أنهم مطالبون الآن بالتسجيل في تطبيق (تتبّع)، وهو أمر ضروري لإمكانية الدخول إلى جميع المناطق العامة من المتاجر الصغيرة إلى مباني المكاتب.
لكن مع ذلك، فإن احتواء بكين السريع تفشي المرض، الذي حدث لأول مرة في 12 يونيو، يعني أنها يمكن أن تحاول مرة أخرى استئناف الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، وهو خط رفيع تجد العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، صعوبة في التعامل معه.
قال مدير متجر بالقرب من معبد لاما في وسط بكين، الذي فقد ما يقرب من 90 في المئة من عمله: "كانت الحكومة سريعة وحاسمة حقاً في السيطرة على تفشي المرض، ليس مثل الولايات المتحدة أو البرازيل".