أكياس البلاستيك انخفض استخدامها في بريطانيا

تراجعت في بريطانيا مبيعات أكياس البلاستيك التي تستخدم لمرّة وحيدة [تسّمى "أحادية الاستخدام"] في التسوّق، وبلغ حجم التراجع في الأشهر الإثني عشر الأخيرة، بحسب التقديرات الأحدث، معدّل 59 في المئة. وأفادت متاجر بيع التجزئة الرئيسة الكبرى كـ"آسدا"، و"ماركس أند سبينسير"، و"موريسونس"، و"ساينسبوريز"، و"ذا كوأوبيراتيف غروب"، و"تيسكو"، و"وايتروز"، التي يبلغ في العادة حجم مبيعاتها من أكياس البلاستيك أكثر من نصف إجمالي المبيعات، عن انخفاض مبيعات هذه الأكياس بلغ 95في المئة منذ أن فرضت الحكومة في 2015 بدل 5 بنسات كسعرٍ للكيس. ويعادل التراجع 322 مليون كيس من 2019 إلى 2020. وإذ شهدت جميع المتاجر الرئيسة انخفاضاً عاماً في استخدام الأكياس، إلا أن التراجع الأكبر سُجّل في "آسدا" و"تيسكو"، حيث بلغ تباعاً 86.8 مليون كيس (81 في المئة) و79.6 مليون كيس (65 في المئة).
وكذلك تُظهر التقديرات أن كل شخص في بريطانيا استخدم أربعة أكياس بلاستيكية من متاجر بيع التجزئة الرئيسة، بين سنتي 2019 و2020، بالمقارنة بـ10 أكياس بين 2018 و2019. وفي 2014، قبل فرض بدل الـ5 بنسات للكيس، استخدم كل شخص 140 كيساً.
واستطراداً، نشرت "وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية" ["دِفرا]" Defra تلك المعطيات والأرقام الجديدة التي تستند إلى معلومات من 194 متجراً لبيع التجزئة، أي أقل بـ27 متجراً من العام الماضي. وجاء هذا الفارق نتيجة عدم تمكن بعض متاجر التجزئة من تقديم المعلومات بسبب جائحة كورونا التي قادت الموظفين إلى أخذ إجازات، وأجبرت متاجر على الإغلاق.
وعن التراجع الكبير في استخدام أكياس التسوّق البلاستيكيّة في بريطانيا، تحدث وزير البيئة جورج أوستايس معتبراً إنّه "أمر مشجع جداً أن نرى هذا الفارق الهائل الذي أحدثه البدل المفروض على الأكياس البلاستيكيّة في ظاهرة انخفاض استخدامها في حياتنا اليوميّة". وأضاف أوستايس، "لقد رأينا جميعاً الأثر الكارثي لأكياس البلاستيك في البيئة. إذ تلوث أريافنا وتهدّد الحياة البحرية في العالم. وأنا ملتزم بالمضي قدماً بهذه الجهود، وآمل في استمرارها كي تلهم جهوداً مماثلة في أمكنة أخرى في العالم".
في المقابل، على الرغم ممّا تشيعه المعطيات الجديدة من إيجابيات، حذّر ناشطون بيئيون من أمر ارتفاع مبيعات ما يعرف باسم "أكياس لمدى الحياة" bags for life )التي تستخدم مرّات عدّة) إلى 1.5 مليار كيس في 2018. كذلك أشارت "وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية" البريطانية إلى أن متاجر التجزئة الكبيرة لا يطلب منها تقديم معلومات عن الأكياس البلاستيكية، إذا اقتصر استخدامها على الأكياس الورقية و"أكياس لمدى الحياة".

وفي هذا السياق ذكر سام تشيتان ويلش، الناشط السياسي في منظمة "غرينبيس" ["السلام الأخضر] "Green Peace، إن ""أكياس لمدى الحياة" تحتوي كمية أكبر من مادة البلاستيك بالمقارنة بأكياس التسوّق البلاستيكيّة العادية". وأضاف ويلش، "كي تثني الحكومة الناس عن استخدام "أكياس لمدى الحياة" بالطريقة التي استعملتها في ثنيهم عن استخدام الأكياس البلاستيكية العادية الأحادية الاستخدام، يتوجّب عليها أن ترفع من سعر "أكياس لمدى لحياة"، وقد قاد ذلك الأمر إلى نجاح ملحوظ في تخفيض مبيعاتها في جمهورية إيرلندا، أو أن تعمل على حظرها، وهذا يمثّل أمراً مثالياً". وعلّق ويلش على بيانات انخفاض استخدام أكياس التسوّق البلاستيكية، معتبراً إنّ "هذا الأمر يمثّل مجرد بداية. ومع استخدام محلات السوبرماركت 900 ألف طن من البلاستيك، فإننا بحاجة طارئة إلى تخفيض اعتماد البلاستيك في التعليب بكل أقسام السوبرماركت، بما في ذلك أقسام الدفع وتعبئة المشتريات". وختم ويلش بالإشارة إلى إنه "أمام المعطيات والأرقام الجديدة اليوم التي تمثّل خطوة في الاتجاه الصحيح، على الحكومة أن لّا تحتفي كثيراً بإنجازاتها قبل تحقيق الأهداف المرجوة من هذه المهمّة الصعبة".