تدخل الممثلة دانييلا رحمة مشروعاً فنياً جديداً، فهي تباشر خلال الأيام القليلة المقبلة، تصوير مسلسل "DNA" الذي يضم عدداً من نجوم الدراما السورية واللبنانية، وهو من إنتاج جمال سنان، إخراج المثنى صبح وتأليف ريم حنا.
وعلى الرغم من أنها من نجمات الجيل الجديد، لكن رحمة تحولت إلى رقم صعب في الدراما اللبنانية في شكل عام والدراما المشتركة في شكل خاص، وهي ستقدم أولى بطولاتها المطلقة من خلال الدراما المشتركة "DNA" إلى جانب النجم اللبناني عمار شلق والممثل السوري معتصم النهار الذي صعد نجمه عربياً، بعد دوره في مسلسل "خمسة ونص" الذي شارك فيه العام الماضي إلى جانب قصي خولي ونادين نجيم.
شخصية جديدة
عن دورها في عملها الجديد تقول رحمة: "سوف أقدم من خلاله شخصية جديدة لديها أبعاد وتعقيدات كثيرة. بصراحة، الشخصية جريئة، ولقد بدأت بالتحضير لها قبل فترة، حيث قرأت عن حالتها وسألت الأشخاص الذين يعرفون عنها، لكي أقدمها بشكل أفضل. مع كل جديد تزداد المسؤولية وكذلك خوفي تجاه اسمي ومهنتي".
رحمة تمكنت هذه السنة من لفت الأنظار إليها بقوة من خلال الثنائية الناجحة التي قدمتها مع قيس الشيخ نجيب، في مسلسل "أولاد آدم" للمخرج الليث حجو، بحيث يرى الكثيرون أنها تطورت أداء وتمثيلاً وقدمت أفضل أدوارها وأهمها خلال مسيرتها الفنية القصيرة التي تضم 5 أعمال. فمن المعروف أن اسمها لمع في مسلسل "تانغو" وترسّخ أكثر في مسلسلي "الكاتب" و"العودة"، وخلعت جلدها في "أولاد آدم" وأطلت كممثلة جديدة بأدائها المتطوّر العفوي والطبيعي، فهل تعتبر أن المخرج الليث حجو أعاد اكتشافها من جديد؟ تجيب: "لا شك في أن تراكم التجارب بدءاً بـ "تانغو" مروراً بـ "الكاتب" و"العودة" وانتهاء بمسلسل "أولاد آدم"، وتنوّع الشخصيات التي لعبتها، والعمل مع مخرجين محترفين جعلني أتطّور كثيراً. لكل مخرج عملت معه دور في إبراز موهبتي وتطوير أدائي. الليث حجو مخرج مميز، إيلي سمعان كانت تجربتي معه ممتعة جداً، سيرج أوريان قدمني بشكل جيد، أما رامي حنا فهو الأقرب إلى قلبي، ربما لأن أول عمل لي على الشاشة كان تحت إدارته ولأنه صاحب شخصية مميزة وممتعة وفنان مهم جداً".
وتعترف رحمة أن طعم النجاح كان مختلفاً هذه السنة مع "أولاد آدم" وتضيف: "لقد تمكنت من إثبات نفسي من خلال تجسيد شخصية صعبة جداً شكلت تحدياً كبيراً لي. كما أنني تمكنت والحمد لله من تخطي بعص الملاحظات حول لهجتي العربية بسبب نشأتي في أستراليا. في هذا العمل، كنت أمام امتحان حقيقي بيني وبين نفسي وأعتقد أنني اجتزته بنجاح. عموماً لا أستطيع الحكم، فكل تجربة كان لها نجاحها وذكرياتها، كما أن ردود فعل الناس عليها جاءت مختلفة. مع مسلسل "تانغو" حققت أول نجاح لي وفي "أولاد آدم" ثبتت نفسي وانتقلت من بعده إلى مرحلة جديدة في مهنتي كممثلة".
ناقدة شرسة
ولأن نجاحها في "أولاد آدم" تحقق أيضاً من خلال الثنائية المميزة التي قدمتها مع الممثل قيس الشيخ نجيب، فهل يمكن أن يستغل المنتجون هذا النجاح في ثنائية جديدة تجمع بينهما؟ تقول رحمة: "مع قيس الشيخ نجيب تشاركت بطولة مسلسل "أولاد آدم"، وقد نعيد الكرّة قريباً، وأنا أتمنى ذلك. قيس شخصية لطيفة جداً، كما أنه ممثل محترف ونحن نجحنا معاً كثنائي".
ولأن النقد الذاتي يشكل الخطوة الأولى في مشوار التطوّر والنجاح، فهل تنتقد نفسها، وكيف تقيّم أداءها في الأعمال التي سبقت آخر أعمالها؟ توضح "لست من الممثلين الذين يعجبون بأنفسهم، بل أنا أنتقد نفسي دائماً، وأحياناً أفعل ذلك وأنا أشاهد نفسي، وأتمنى لو كان بإمكاني، إعادة تمثيل مشهد معين أو تقديمه بشكل مختلف. أعتقد أنّ النقد الذاتي أمر إيجابي ولأنني ناقدة شرسة لنفسي، تحديتها، وقررت أن أثبت نفسي في المجال الذي أبرع فيه وأحبه".
في المقابل، تنفي رحمة أن تكون قد تغيّرت شروطها كممثلة بعد نجاح "أولاد آدم" وتوضح: "في الأساس ليست لديّ شروط، ولا أحب هذه الكلمة. منذ بدايتي، يهمني النصّ الجيد أولاً وأخيراً، قصتي والشخصية اللتان أقدمهما وتطورهما أكثر ما يعنيني، ولا يمكن أن أساوم عليهما أبداً".
وعما إذا كانت تعتبر أنها أسرع من غيرها من الممثلات، لناحية اختصار طريق النجومية، تقول: "لا أحب أن أقارن نفسي بأحد. الحمد لله، استطعت خلال الفترة الماضية إثبات نفسي، وصار لديّ مكاني على الساحة، وهذا بفضل الجمهور المتابع. ربما هو الحظ، لكنه أيضاً اجتهاد وإرادة وإصرار على النجاح".
من ناحية أخرى، عبّرت رحمة عن موقفها من الجدل الذي لا يتوقف بين نجوم لبنان وسوريا، حول أن النجم اللبناني لا يأخذ حقه في الدراما المشتركة، قائلة "المشكلة ليست في الممثل اللبناني! يوجد في لبنان نجوم كبار وموهوبون، بعضهم يعمل وموجود بقوة، وبعضهم الآخر غائب، وأتمنى أن نراهم في أعمال أكثر، وأعتقد أن السوق يحتاج إليهم. وبكل صراحة، نحن اشتقنا لـيوسف الخال، لأنه من بين الممثلين اللبنانيين الموهوبين".
أما عن مدى رغبتها في المشاركة في الدراما المصرية أو السورية، فتوضح: "عرض عليّ المشاركة في كلتيهما، ولكن للأسف لم يأتِ بعد العمل المناسب. أتمنى أن أشارك في الدراما المصرية كما السورية، لأن لهما وزنهما ونجاحاتهما وجماهيريتهما".
لكل مجتهد نصيب
وعن نظرتها إلى مستقبل الدراما اللبنانية، وهل تظن أنها ستظل أسيرة السوق اللبناني؟ تقول: "الدراما اللبنانية تتطور بسرعة، وأعتقد أنّ انتشارنا كنجوم لبنانيين بدأ يساهم في رفع أسهم الدراما اللبنانية البحتة. الموهبة لا علاقة لها بالجنسية، ولكل مجتهد نصيب. الدراما اللبنانية بدأت تصل بشكل صحيح إلى الجمهور العربي، والدليل على ذلك مسلسل "العودة" اللبناني بعناصره كافة، الذي حقق نجاحا كبيراً عند عرضه على شاشة "MBC".
إلى ذلك، تتحدث رحمة عن واقع مهنة الفن في لبنان في ظل أزمتيّ الدولار وكورونا والأوضاع الاقتصادية المتردية، قائلة: "الأزمة لا تقتصر على مهنة الفن فحسب، بل على كل قطاعات الحياة. نحن نمر بفترة صعبة جداً، ولكن الوقت كفيل بحلها. أتمنى أن نصل إلى حلول مرضية، لأننا نختنق، والناس تجوع ولا تشعر بالأمان، ونحن بحاجة لمعجزة. الفن ككل القطاعات الأخرى، تأثر كثيراً بالأزمة الحالية، التي أتمنى أن تكون قصيرة وأن تمرّ بأقل أضرار ممكنة على الجميع، وفي مقدمهم المنتج اللبناني الذي يحارب لكي يستمر".
رحمة التي عاشت سنوات طويلة من عمرها في أستراليا، هل تشعر بالندم لأنها عادت إلى لبنان في ظل أزماته المختلفة، وهل تفكر بالعودة إليها كونها تحمل الجنسية الأسترالية؟ تجزم قائلة: "أنا لم ولن أشعر بالندم لأنني عدت إلى لبنان. هذا وطني، وسأتحمله بكل عيوبه وحسناته ومميزاته. هذه الأزمة الخانقة لا بد أن تمرّ، وسنعود كما كنا سابقاً بل أفضل، ولبنان لا يمكن أن يسقط أبداً. هو يهتزّ طبعاً، لكنه لا يسقط. هذه قناعاتي بوطني وأهله، فنحن شعب مبدع ويحب الحياة ولا يمكن أن يستسلم أبداً".
وأخيراً، وبعيداً من أجواء الفن وهموم الوطن، تؤكد رحمة، أنها تخطط للزواج، ولكن ليس قريباً، وتضيف: "المخطط موجود، وأنا أحلم كأي فتاة بتأسيس عائلة، لأنني أحب الاستقرار. الزواج حلم الطفولة، ولكن المشروع مؤجل حالياً، لكن لا أحد يعلم متى يحين الموعد".