أبلغت إدارة مطار غاتويك، ثاني أكبر مطارات العاصمة البريطانية لندن، العاملين بأن أحد المدرجين في المطار قد يظل مغلقاً حتى صيف العام القادم على أقل تقدير. ورغم عودة بعض الرحلات الطويلة من المطار الواقع في مقاطعة إسكس جنوب لندن، إلا أن الرحلات الإقليمية ما زالت متوقفة، بخاصة مع سياسة الحكومة إلغاء قرار "السفر الآمن" لبعض الدول مثل إسبانيا التي تعد وجهة أساسية من مطار غاتويك.
وفي اجتماع لكافة العاملين الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للمطار إن الممر الجنوبي سيظل مغلقاً، وإنه لن يعود للعمل مع عدم كفاية الرحلات أو إقبال المسافرين. وأكد أن عودة عمليات المطار إلى طاقتها العادية لن تكون ممكنة قبل أن تعيد خطوط الطيران جداول تشغيلها العادية.
وحسب ما نقلت وسائل الإعلام البريطانية عن العاملين الذين حضروا الاجتماع، فقد فهم الجميع أن إدارة المطار قد تضطر لإلغاء وظائف إذا استمرت عمليات رفع الوجهات السياحية من قائمة الحكومة للدول التي لا يحتاج القادمون منها إلى فترة حجر منزلي 14 يوماً.
وقال متحدث باسم مطار غاتويك، "رغم أننا شهدنا بعض مؤشرات التعافي البسيطة في الشهرين الأخيرين، لكننا ما زلنا نشهد انخفاضاً كبيراً في أعداد المسافرين في الفترة التي يفترض أن تكون أكثر أوقات العام ازدحاماً .. وضاعف من المشكلة أن بعض الأسواق لم تعد ضمن قائمة عدم الحجر الصحي مثل إسبانيا والبرتغال".
وذكرت شبكة سكاي نيوز أن وزير النقل في الحكومة البريطانية غرانت شابس كان يدفع نحو قرار باستثناء بعض المناطق السياحية، مثل جزر الكناري من إعادة فرض الحجر على القادمين من إسبانيا، خاصة وأن جزر الكناري وبعض الوجهات السياحية الأخرى لا تشهد ارتفاعاً في أعداد الإصابات بفيروس كورونا "كوفيد-19" مثل بقية إسبانيا. لكنه واجه معارضة شديدة في مجلس الوزراء، ويبدو أنه لم يحظ بدعم رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي لا يريد اتخاذ قرار يجلب له الانتقاد فيما بعد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويواجه مطار غاتويك أزمة منذ بدء وباء كورونا، ورغم أنه يحاول الإبقاء على العاملين إلا أن التطورات الأخيرة قد تدفع الإدارة إلى إلغاء وظائف، خصوصاً عندما ينتهي برنامج الحكومة للحفاظ على الوظائف الذي يضمن دفع قدر من رواتب العاملين الذين تعطلت أعمالهم في القطاعات المتضررة من وباء كورونا.
وكانت شركة فيرجين أتلانتيك أغلقت قاعدة أعمالها في مطار غاتويك، في ظل ما تمر به الشركة التي تقدمت الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة لطلب الحماية من الدائنين ضمن البند 11 من قانون إفلاس الشركات الأميركي. أما أكبر مستخدم لمطار غاتويك "شركة الطيران النرويجية"، فاضطرت إلى وضع آلاف العاملين فيها على برنامج حماية الوظائف، ومن غير الواضح كم منهم سيعود لوظيفته بعد نهاية البرنامج.
كذلك توقفت بريتش إيروايز، ثاني أكبر مستخدم لمطار غاتويك، عن تسيير رحلات من المطار واكتفت باستخدام مطار هيثرو لتسيير عدد قليل من رحلاتها.
وتزامن الإعلان من مطار غاتويك مع إعلان شركة بريتش إيروايز أن 6 آلاف من العاملين فيها تقدموا بطلب تسريح اختياري من العمل، وأن ما يصل إلى حوالي 6 آلاف آخرين، قد يتم تسريحهم بالفصل من العمل. هذا إضافة إلى أن عدداً مماثلاً من العاملين في الناقلة البريطانية الرئيسة، قد يُطلَب منهم القبول بعقود عمل جديدة تتضمن زيادة ساعات العمل وخفض الأجور.
وكان قطاع الطيران والسفر الجوي تفاءل قبل شهر بإمكانية عودة النشاط تدريجياً بعدما أعلنت الحكومة البريطانية عن نحو 60 دولة، ومنطقة ستُعفى من قرار الحجر الصحي للقادمين منها، وأغلبها وجهات سياحية للبريطانيين في عطلاتهم الصيفية.
لكن الخوف من موجة ثانية من انتشار وباء فيروس كورونا دفع الحكومة لرفع بعض الدول التي زادت فيها معدلات الإصابة من قائمة السفر الآمن تلك. وبالتالي، أصبحت خطط عطلات آلاف البريطانيين في مهب الريح.