منذ بداية أزمة كورونا، وبدء اعتماد الأطفال على التقنية بشكل كبير في الدراسة، واللعب؛ بسبب ما تفرضه علينا الأوضاع الحالية، برزت مخاطر كبيرة تهدد الأطفال، وهي عمليات التنمر الإلكترونية، وهي آفة ذات أثر سلبي كبير على حياتهم بشكل مباشر، وغير مباشر، والعقبة الأكبر هي صعوبة اكتشاف هذه المشكلة، ومن ثم معالجتها، وذلك لأن المُبتز لا تربطه أي صلة بالطفل، وإنما قد يكون التنمر عابراً للقارات، وهذا ما يصعّب من عملية الاكتشاف والمعالجة. وقد يبدأ الموضوع بكلمة يتم ابتزاز الطفل بها، وبسبب التأخر في تدارك المسألة، قد يصل إلى الاستغلال الجسدي، ويعود السبب بطبيعة الحال لتكتم الأولاد، وعدم إبلاغ ذويهم من البداية، ربما خوفاً من تبعات الموضوع، أو عدم إلمام الأهل بهذه المشكلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إبلاغ الأهل ضرورة
تشير بعض الإحصائيات إلى أن نحو 59 في المئة من المراهقين في الولايات المتحدة تعرضوا للتنمر، قام 34 في المئة منهم فحسب بإبلاغ الأهل عن هذه المشكلة، وأوضح أيضاً 64 في المئة من الأطفال الذين كشفوا عن تعرضهم للتنمر الإلكتروني، أو الابتزاز، أن هذه المشكلة كان لها تأثير سلبي على تحصيلهم العلمي والدراسي. والمشكلة أن هذه الآفة من الصعب اكتشافها، وتؤثر بشكل لافت على تعامل الطفل مع محيطه ومن هم حوله. ومن المهم جداً للآباء والأمهات محاولة مصارحة أبنائهم والجلوس معهم وتثقيفهم حول هذه المشكلة، باعتبار أن الطفل قد لا يدركها، ومما لا شك فيه أن الخوف سيتملكه، وبالتالي لن يصارح ذويه، ما سيعقد الأمور أكثر، لذا فالتثقيف واجب وضروري، يحصنهم بشكل مباشر من مضاعفات هذه المشكلة. ومما لا شك فيه أن التداعيات النفسية كبيرة ومدمرة في بعض الأحيان؛ إذ تشير غالبية الدراسات إلى أن معظم الذين يعانون هذه المشكلة هم بعمر يتراوح بين 14 و18 عاماً.
إيجابيات
من المهم أيضاً أن يعي أصحاب الشأن أن الابتزاز قد يكون من طالب في المدرسة، أو حتى من شريك لعب، وأيضاً من شبكات التواصل الاجتماعي. التحصين ضروري. وفي المقابل، من المهم ألا يمنع الطفل أو المراهق من الاستفادة من التقنية، مع وجود رقابة من قبل الأبوين، ويفضل أيضاً تقييد الأجهزة التي يستخدمونها والاعتماد على الخيارات التي توفرها الشركات المصنعة للأجهزة، علماً بأن أغلب المؤسسات والأنظمة توفر نمطاً خاصاً بالأطفال، يؤمن حماية أفضل لهم.
ختاماً، لا بد من التطرق أيضاً إلى إيجابيات العالم الافتراضي، الذي قرب المسافات، وأعطى هامشاً كبيراً، ومساحة للتعبير عن الرأي بشكل حر وصريح، وتبادل الأفكار، كما سمح لتلاميذ المدارس بتلقي دروسهم عن بعد، بدلاً من أن يخسروا عاماً دراسية كاملة بسبب التباعد الاجتماعي الذي فرضه فيروس كورونا.