يتوقع أن تزيد مساحة الأراضي المغطاة بالأشجار في شتى أنحاء إنجلترا مرتين مقارنةً بمستواها الحالي البالغ 10 في المئة، من دون ترك تأثير في الموائل المهمة الأخرى أو الأراضي الزراعية العالية الجودة أو مستنقعات الوحل العضوي، بحسب خريطة تفصيلية جديدة كشفت أخيراً.
أعدت الخريطة جمعية "أصدقاء الأرض" Friends of the Earth وشركة "تيرا سوليس" التي تقدم خدمات استشارية في رسم الخرائط. وتبين الخريطة أعداد الغابات والمساحات المشجرة الأخرى الموجودة في المناطق الريفية ضمن كل سلطة محلية في إنجلترا، وكذلك تسلط الضوء على المناطق الجديدة التي يحتمل أن يصار إلى تشجيرها.
وبصورة عامة، يوصف قسم كبير من الأراضي الصالحة للتشجير حالياً بأنه "مراع رديئة النوعية"، وفق الجمعية المذكورة آنفاً التي بينت أنه من "المهم للغاية" أن تدعم الحكومة البريطانية المزارعين في غرس مزيد من الأشجار في أراضيهم.
كذلك وجد أن نحو 20 مجلساً محلياً لديها القدرة على مضاعفة الأراضي المشجرة أربع مرات، بينما يمكن لـ34 منطقة في أقل تقدير زيادة مناطقها الحرجية ثلاثة أضعاف.
وتبين أنه يعول على مقاطعة "نورث أمبرلاند"، في أقصى شمال شرقي إنجلترا، أكثر من أي سلطة محلية أخرى، مع إمكانية تشجير 77 ألف هكتار من مساحتها.
وشملت المناطق الأخرى التي تنطوي على فرص كبرى في إنشاء منطقة مشجرة جديدة، "كورنوال" (73 ألف هكتار)، و"شروبشاير" (47 ألف هكتار)، و"إيدن" في "كمبريا" بإنجلترا (43 ألف هكتار).
في الواقع، لقد وضعت فعلاً خطط ترمي إلى توسعة نطاق الأراضي المشجرة في بعض تلك المناطق.
وفي المقابل، لا تتضمن الخريطة الصادرة، أخيراً، إمكانية غرس أشجار في المناطق الحضرية، كزرع مزيد من الأشجار على جوانب الطرقات وفي المتنزهات والحدائق، فيما قد توفر تلك الخطوة فرصاً أكبر كثيراً لزراعة الأشجار في إنجلترا، وفق "أصدقاء الأرض".
واستطراداً، تتيح الخريطة للناس البحث عن فرصة لإنشاء غطاء جديد من الأشجار في منطقتهم المحلية كي يتمكنوا من الضغط على مجلسهم من أجل تنفيذ عمليات تشجير إضافية، مع الإشارة إلى أن طرح الخريطة يجيء قبل أيام قليلة على بدء "أسبوع الشجرة الوطني" الذي ينطلق في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وفي مسار مواز، تدعو المنظمة عينها المجالس المحلية إلى الالتزام بتعزيز التشجير، وإدراج هدف وطني في هذا الشأن ضمن "إستراتيجية شجرة إنجلترا"، المتوقع طرحها هذا الشتاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سياق متصل، أوضح داني غروس، وهو ناشط في مجال حماية الأشجار في "أصدقاء الأرض"، أن تلك المنظمة "تدعو زاك غولدسميث وزير الأحراج، إلى الاحتفال الأسبوع المقبل بـ"أسبوع الشجرة الوطني" عبر تحديد هدف طموح يرمي إلى زيادة الغطاء الحرجي في إنجلترا".
وأضاف، "يساعد زرع أعداد إضافية من الأشجار في مكافحة الانهيار المناخي، مع تمكين مزيد من الناس من التواصل مع الطبيعة في منطقتهم المحلية. نحن بحاجة إلى أن تكثف أعداد أكبر من المجالس البلدية جهودها وتزرع أشجاراً إضافية، ولكن حان الوقت لأن يقدم الوزراء في "وستمنستر" [مقر الحكومة] تمويلاً أكبر إلى العمل لمصلحة خير المناخ على المستوى المحلي".
ليس بعيداً عن الرأي السابق، ذكرت لورا تشاو التي ترأس الجمعيات الخيرية في يانصيب "بيبولز بوست كود لوتري" People's Postcode Lottery الذي قدم الدعم للبحث، أن "البحث الذي استند إليه إعداد الخريطة، يظهر فرصة تغيير قواعد اللعبة لمصلحة العمل من أجل المناخ في المناطق المحلية".
ووفق لورا تشاو، "تعتبر الأشجار حلاً طبيعياً عالي القيمة في معالجة أزمة المناخ، لذا يسعدني أن الجهات الفاعلة في يانصيب "بيبولز بوست كود لوتري" يدعمون البحوث المتعلقة بإنشاء الأراضي الحرجية وزرع الأشجار في المجتمعات المحلية في مختلف أنحاء البلاد".
في منحى متصل، ذكر متحدث باسم وزارة البيئة أن "زراعة الأشجار تشكل محوراً جوهرياً في برنامجنا البيئي الطموح. لذا، التزمنا بعملية زيادة غرس الأشجار في جميع أنحاء المملكة المتحدة إلى 30 ألف هكتار سنوياً مع حلول 2025".
وختم المتحدث كلامه مشيراً إلى أنه "في وقت سابق، أجرينا مشاورات بشأن "إستراتيجية شجرة إنجلترا"، وكذلك أعلنا عن "صندوق الطبيعة من أجل المناخ" بقيمة 640 مليون جنيه إسترليني، الذي سيشكل أداة حيوية في ضمان عملنا عن كثب مع المجتمعات وملاك الأراضي بغية تسريع زراعة الأشجار وتحقيق هذا الهدف الطموح".
(شاركت "برس أسوسييشن" في إعداد التقرير)
© The Independent