على وقع قيود العزل الجديدة، التي بدأت عدة حكومات فرضها لمواجهة الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد، استيقظت الأسواق العالمية على أزمة جديدة أمس، وفيما استعاد النفط عافيته في تعاملات اليوم، واجه الذهب والدولار خسائر عنيفة، مع استمرار اتجاه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.
وأدت زيادة حادة وعنيفة في الإصابات بفيروس كورونا المستجد إلى سلسلة من إجراءات العزل العام من جديد، من بينها قيود صارمة في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وكذلك ألمانيا وكوريا الجنوبية. وطالبت كاليفورنيا معظم الولاية بإغلاق المتاجر والبقاء في المنازل بموجب أمر جديد سيستمر ثلاثة أسابيع على الأقل.
ووفق وكالة "رويترز"، قالت مصادر حكومية في فرنسا، إن الحكومة ربما ترجئ تخفيف بعض قيود العزل العام الأسبوع المقبل، بعد مؤشرات على أن الاتجاه النزولي للحالات الجديدة انحسر، بعد أن سُمح للمتاجر بإعادة فتح أبوابها في أواخر الشهر الماضي.
النفط يتأرجح
في سوق النفط، وبعد جلستين من الخسائر، ارتفعت أسعار النفط في بداية تعاملات اليوم الأربعاء، ليقلص الخام خسائر تكبدها في وقت سابق، وسط أنباء إيجابية عن لقاحات كوفيد-19 عززت آمال المستثمرين بتعافي الطلب على الوقود، ما طغى على القلق إزاء قفزة غير متوقعة لمخزونات النفط الأميركية الأسبوع الماضي.
وارتفع خام القياس العالمي "برنت" بنحو 11 سنتاً، ما يعادل 0.2 في المئة، إلى 48.95 دولار للبرميل. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 9 سنتات ما يوازي 0.2 في المئة، إلى 45.69 دولار.
وأمس، قال معهد البترول الأميركي إن مخزونات النفط الخام ارتفعت 1.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وأشار إلى أن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة زادت 6.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، كما ارتفعت مخزونات المقطرات بنحو 2.3 مليون برميل.
في الوقت نفسه، خسر قطاع خدمات حقول النفط الأميركي نحو 91 ألف وظيفة بسبب الوباء، الذي أدى إلى انخفاض الطلب على خدمات الحفر بعد انهيار أسعار النفط في وقت سابق هذا العام، ما دفع العديد من شركات خدمات حقول النفط إلى الإفلاس وتكبد خسائر فادحة وخفض الوظائف.
وأوضح تقرير جمعية المعدات والخدمات البترولية، أن الشركات التي تقدم خدمات الدعم لاستخراج النفط والغاز داخل القطاع، شهدت أكبر خسائر في الوظائف خلال الوباء بلغت نحو 77 ألف وظيفة، أو ما يمثل 85 في المئة تقريباً من إجمالي خسائر الوظائف في القطاع.
وخلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ارتفع التوظيف في قطاع خدمات حقول النفط بنسبة 0.4 في المئة، مع سعي الشركات إلى تحقيق التوازن بين ارتفاع إنتاج النفط والغاز وحالة عدم اليقين الناتجة من زيادة حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19، التي أدت إلى تجديد قيود الإغلاق وخفض الطلب.
الطلب العالمي على النفط العربي يصعد
كانت منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط "أوابك"، قد كشفت في تقرير حديث، عن ارتفاع متوسط الطلب العالمي على النفط من الدول العربية إلى 7.1 ملايين برميل يومياً خلال الربع الثالث من العام الحالي، على الرغم من ارتفاع حدة الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
وأشارت البيانات إلى أن الطلب على نفط الدول العربية شهد زيادة نسبتها 12.7 في المئة مقارنة مع الربع الثاني من العام ذاته. وكان التحسن الذي شهده الطلب العالمي على النفط بشكل عام أسهم في الأشهر الماضية بارتفاع سعر برميل النفط، الذي جاء مدعوماً ببرنامج تقليص المعروض الذي طبقته منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" خلال الفترة الماضية.
وأظهرت الإحصاءات، أن الطلب على النفط من الدول العربية شكل نحو 7.7 في المئة من إجمالي الطلب على النفط العالمي خلال الربع الثالث من العام 2020، بالمقارنة مع نحو 7.3 في المئة في الربع الثاني من العام ذاته.
ووصل معدل متوسط حجم الطلب العالمي على النفط من الدول الأعضاء في "أوابك" 6 ملايين برميل يومياً و1.1 مليون برميل من الدول العربية الأخرى غير الأعضاء خلال الربع الثالث من العام 2020. يذكر أن إجمالي الطلب العالمي على النفط وصل خلال الربع الثالث من العام الجاري نحو 91 مليون برميل يومياً مقارنة مع 82.6 مليون برميل في الربع الثاني من العام ذاته.
الذهب يتخلى عن ذروته في أسبوعين
في سوق المعادن، تراجعت أسعار الذهب عن ذروة أسبوعين خلال تعاملات اليوم الأربعاء، فيما دفعت تطورات مشجعة للقاح فيروس كورونا المستثمرين لشراء الأسهم عالية المخاطر مع صعود الأسهم العالمية لمستويات قياسية.
ونزل الذهب في السوق الفورية بنحو 0.7 في المئة إلى 1858.80 دولار للأوقية، بعدما سجل أعلى مستوى منذ 23 نوفمبر (تشرين الثاني) عند 1875.07 دولار أمس الثلاثاء، بينما فقد الذهب في العقود الآجلة في الولايات المتحدة 0.6 في المئة منخفضاً إلى 1864 دولارا.
بالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، فقد نزلت الفضة بنسة 1.1 في المئة إلى مستوى 24.28 دولار، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.4 في المئة إلى 1026.36 دولار، ونزل البلاديوم بنسبة 0.1 في المئة إلى مستوى 2307.09 دولار.
ووفق وكالة "رويترز"، قال هارشال باروت من "ميتلز فوكاس"، إن "التحرك في الأسواق العالمية يتأرجح بين تفاؤل مدفوع باللقاح وآمال بتحفيز مالي أميركي... لذا فإن معنويات المخاطرة إيجابية".
ويتطلع المستثمرون أيضاً إلى اجتماع البنك المركزي الأميركي بشأن السياسات المقرر انعقاده على مدى يومين الأسبوع المقبل، لتحديد الاتجاه الذي من المرجح أن تأخذه السياسة النقدية.
الدولار يواصل النزيف
في سوق العملات، نزل الدولار في آسيا، حيث قوضت مؤشرات على إحراز تقدم في مكافحة جائحة كوفيد-19 الطلب على الأصول الآمنة، بينما يواجه الجنيه الإسترليني حالة ترقب قلقة قبيل اجتماع زعماء يسعون لإنقاذ اتفاق تجاري لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وانخفضت العملة الأميركية مقابل معظم العملات المناظرة الرئيسة إذ بدأت بريطانيا حملة تحصين واسعة النطاق من فيروس كورونا وتقترب الولايات المتحدة من تقديم مزيد من التحفيز المالي. ونزل الدولار الأميركي بنحو 0.4 في المئة مقابل الدولار الأسترالي شديد التأثر بالمخاطرة، وانخفض لأدنى مستوى في عامين ونصف العام مقابل اليوان.
ومقابل سلة من العملات، تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1 في المئة إلى 90.816 نقطة، ليفصله ما يقل عن نصف في المئة فوق أدنى مستوى في عامين ونصف العام الذي بلغه يوم الجمعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهبط الدولار بنحو 0.2 في المئة مقابل اليورو إلى 1.2126 دولار ويتجه صوب تسجيل خسارة سنوية بأكثر من 7.5 في المئة مقابل العملة الأوروبية الموحدة، وهي الأكبر منذ 2017.
وتراجع الدولار إلى 6.4975 ين في التعاملات الخارجية و6.5229 في التعاملات الداخلية، ما يضع اليوان عند ارتفاع بأكثر من 10 في المئة من مستويات متدنية سجلها في مايو، بدعم من انخفاض الدولار ودخول تدفقات منتظمة على الأسهم والسندات الصينية.
واستقر الإسترليني، الذي مُني بخسائر كبيرة في ظل تأزم المفاوضات التجارية، مقابل الدولار المتراجع لكنه يظل في حالة من القلق مع الاقتراب من اجتماع الزعيمين. بينما لم يطرأ أي تغيير على الين الياباني الذي استقر عند 104.14 للدولار.