قالت شركة "تسلا"، عملاق صناعة السيارات الكهربائية، التي تتخذ من سيليكون فالي مقراً لها، إنها سلمت رقماً قياسياً من السيارات بلغ 499.550 سيارة على مستوى العالم، العام الماضي، مسجلة ارتفاعاً من نحو 367.500 في العام السابق.
وتوقع المحللون بحسب "وول ستريت جورنال"، الذين شملهم الاستطلاع الذي أجرته شركة "فاكت سيت" 493.000 عملية تسليم في المتوسط في عام 2020. وقالت "تسلا" إنها أنتجت 509737 سيارة العام الماضي. وكانت الشركة قد وضعت هدف تسليم ما لا يقل عن نصف مليون سيارة بعد اندلاع جائحة "كوفيد-19" التي أغلقت مؤقتاً مصنع السيارات الوحيد للشركة في الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة إن المرونة التي أبدتها الشركة خلال انتشار الوباء الذي أدى إلى انخفاض السفر على الطرق، وخفض مبيعات السيارات على مستوى العالم، قد أدت إلى زيادة وفرة المستثمرين في صناعة السيارات الكهربائية، حيث قفز سهم الشركة أكثر من 700 في المئة العام الماضي.
وأشاد الرئيس التنفيذي، إيلون ماسك، عبر "تويتر"، بنتائج الأرقام، باعتبارها "معلماً رئيساً"، مضيفاً أنه خلال الأيام الأولى لـ"تسلا" لم يكن متأكداً من أن الشركة ستفعل ذلك، وهو شعور أعرب عنه سابقاً. وتواجه "تسلا" في الأشهر المقبلة مهمة صعبة، حيث تتطلع إلى تقديم طرز سيارات إضافية وفتح مصانع جديدة في ألمانيا وتكساس كجزء من طموحات ماسك للنمو.
وجاء الارتفاع في شحنات "تسلا" من السيارات العام الماضي مدعوماً بالطلب القادم من الصين. وبدأت تسليم السيارات من مصنعها الجديد في شنغهاي في أواخر عام 2019، في حين ساعدت هذه المبيعات في تعويض تباطؤ الإنتاج بالولايات المتحدة، حيث اضطرت إلى إغلاق مصنعها في فريمونت بكاليفورنيا لعدة أسابيع، بدءاً من مارس (آذار)، حيث فرضت السلطات المحلية قيوداً على الشركات لإبطاء انتشار الفيروس.
رقم قياسي في تسليم السيارات
أنهت "تسلا" عام 2020 بـ180.570 عملية تسليم في الربع الأخير، وهو رقم قياسي تجاوز 139.593 سيارة ذهبت للعملاء في الأشهر الثلاثة السابقة. وسيطرت السيارة من طراز 3، وطراز Y الرياضية على عمليات التسليم التي انتعشت في خضم الوباء. وقالت "تسلا" إنها سلمت 442.511 سيارة من طراز S3 وطراز YS مجتمعة العام الماضي، و57.039 سيارة من طراز إس سيدان الفاخرة، وطراز أكس أس يو في أس.
وأدى الارتفاع الكبير في عمليات التسليم إلى إذكاء توقعات "وول ستريت" بأن تسجل "تسلا" أرباحاً قياسية عندما تعلن عن أرباح الربع الرابع لعام 2020 في غضون أسابيع قليلة. وأدى تحقيق "تسلا" لخمسة أرباع متتالية من الأرباح إلى إدراج الشركة في مؤشر (أس أند بي 500) الشهر الماضي.
واختلف أداء "تسلا" خلال الوباء عن أداء معظم منافسيها، حيث تراجعت مبيعات السيارات في كثير من أنحاء العالم العام الماضي، إذ أبقت إجراءات كورونا وإجراءات وقف انتشار الفيروس الناس في منازلهم، وأبطأت الإنتاج وأبعدت كثيرين عن العمل. وتوقعت الشركة البحثية "أل أم سي أوتوموتف"، أن يتراجع الطلب على السيارات في عام 2020 بنسبة 14 في المئة أقل من مستويات عام 2019.
نمو مبيعات السيارات الهجينة والكهربائية
ومع انتعاش المبيعات على مستوى العالم، يرى البعض فرصة سانحة لصانعي السيارات الكهربائية لاكتساب حصة في السوق. وتقدر شركة الاستشارات "ديلويت" أن السيارات الهجينة والكهربائية ستشكل نحو 12.1 في المئة من مبيعات السيارات الجديدة على مستوى العالم في عام 2025، مقارنة بنحو 3.6 في المئة في عام 2020.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"تسلا" التي أصبحت العام الماضي صانع السيارات الأكثر قيمة في العالم، لديها طموحات نمو عالية، وقالت الشركة إنها تخطط لإنتاج 20 مليون سيارة سنوياً بحلول عام 2030، في حين باعت شركة "فولكس واغن إيه جي"، المنافسة وصانع السيارات الأفضل مبيعاً في العالم في عام 2019، نحو 11 مليون سيارة في ذلك العام.
أول مصنع في أوروبا وآخر في أميركا
لم تصدر "تسلا" رسمياً هدفاً لتسليم السيارات في عام 2021، لكن الرئيس التنفيذي، إيلون ماسك، قال خلال مكالمة إنها تقترب من 840.000 إلى مليون سيارة. وقالت الشركة يوم السبت إنها تنتج الآن أيضاً طراز "واي أس يو في أس" في الصين "ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم قريباً".
ولدعم خططها، تعمل الشركة على توسيع بصمتها في صناعة السيارات إلى أربع منشآت بدلاً من اثنتين، وتهدف "تسلا" هذا العام فتح مصنع بالقرب من برلين، وهو الأول لها في أوروبا، وإضافة مصنع أميركي ثانٍ تقوم ببنائه خارج أوستن، بتكساس. وقال ماسك أيضاً إن الشركة تخطط لبدء بيع السيارات في الهند هذا العام.
وناضلت "تسلا" تاريخياً مع إدخال مركبات جديدة وتوسيع الإنتاج، ومن بين التحديات التي تواجهها الشركة هذا العام إدخال خطوط إنتاج جديدة للمركبات لشاحنتها البيك أب الكهربائية وشاحنة نصف المقطورة. وأشار ماسك بالفعل إلى أن بعض تقنيات السيارات الجديدة التي تقدمها "تسلا" للسيارة النموذجية (3) التي ستصنعها في ألمانيا يمكن أن تؤدي إلى تأخير.