افتتحت "وول ستريت" أولى جلساتها، الاثنين، على انخفاض بعد أسبوع مليء بالأحداث السياسية المضطربة في واشنطن، حيث جنى المستثمرون الأرباح في مطلع الأسبوع الجاري مع ترقب لما سيؤول إليه طلب عزل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إضافة إلى التحقيقات الخاصة باقتحام مجموعة من مناصريه مبنى الكونغرس. وهبط مؤشر "داو جونز" الصناعي 89.28 نقطة أو 0.29 في المئة إلى 31008.69 نقطة، وخسر مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بواقع 25.07 نقطة أو 0.66 في المئة إلى 3799.61 نقطة، ونزل مؤشر "ناسداك" 165.54 نقطة أو 1.25 في المئة إلى 13036.43 نقطة.
هبوط شركات التكنولوجيا
وكان التأثير الأكبر في "ناسداك"، الذي يقيس أسهم الشركات التكنولوجية، هو الهبوط القوي في شركات التواصل الاجتماعي، بعدما اتخذت موقفاً شبه موحد من الرئيس ترمب وحساباته في منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً شركة "تويتر" التي أغلقت حسابه على المنصة، ما أدى إلى تراجع أسهمها بنسبة 6.4 في المئة. واعتبر مستثمرون قرار الشركة سياسياً نتيجة مواقف ترمب ضد شركات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا وسعيه لوضع قوانين للتحكم بها، إضافة إلى تحيّز هذه المنصات للحزب الديمقراطي ورفضها خطاب الرئيس الأميركي وأنصاره.
وكان ترمب أحد عوامل نجاح "تويتر"، إذ ارتفعت أسهم الشركة أكثر من 160 في المئة منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
وكانت شركات التكنولوجيا الكبيرة الأخرى، مثل "فيسبوك" و"آبل" و"ألفابت" المالكة لشركة "غوغل"، اتخذت إجراءات ضد ترمب وتأثرت أسهمها بدورها.
عزل ترمب
وارتفعت الأسهم الأميركية الأسبوع الماضي، إذ راهن المستثمرون على أن فوز الديمقراطيين في انتخابات الإعادة في ولاية جورجيا، التي مكّنت الحزب الديموقراطي من قيادة مجلسي الشيوخ والنواب، من الممكن أن يؤدي إلى إطلاق حزمة أكبر للتحفيز المالي لدعم الاقتصاد المنهك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن بعض المستثمرين قلقون من احتمال تأجيل التحفيز، إذ قدم أعضاء مجلس النواب اقتراحاً الاثنين بعزل ترمب واتهموه بالتحريض على التمرد بعد هجوم عنيف على مبنى الكابيتول من قبل أنصاره في 6 يناير (كانون الثاني) الجاري.
ومنذ احتدام المنافسة على منصب الرئيس في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني)، أصبح الخبر السياسي مؤثراً في القرار الاستثماري في "وول ستريت"، لكنه في الوقت ذاته مصدر قلق لتبعاته، إذ تمر الولايات المتحدة بواحدة من الأزمات النادرة في تاريخها وتواجه تحدياً داخلياً في انقسام حاد بين القاعدة الجماهيرية للحزبين الرئيسَين في البلاد، الديمقراطي والجمهوري، وصعود اليمين المتطرف.
تأثير في السندات
وكان لافتاً ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية مع بيع سندات الملاذ الآمن الاثنين، وتفوّق أداء القطاعات الحساسة اقتصادياً، مثل الطاقة والقطاع المالي، في حين بيعت قطاعات دفاعية مثل المرافق والعقارات.
وتعطي السندات السيادية إشارة إلى حجم المخاطر في دولة معينة، فارتفاع عوائدها دليل على مخاطر أعلى.
وبدأ المستثمرون زيادة توقعاتهم بارتفاع أسعار الفائدة الأميركية بحلول النصف الثاني من عام 2023 على خلفية احتمالات زيادة التحفيز المالي وارتفاع التضخم، بحسب بيانات "رويترز".
فقد جاءت التوقعات المتزايدة لسياسة نقدية أميركية أكثر صرامة في أعقاب طرح لقاحات كوفيد-19 الذي يتوقع أن يسرّع عجلة الاقتصاد، وبعد فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية.
توقعات مستقبلية
وبينما تتوقع أسواق المال أن تظل أسعار الفائدة الأميركية بالقرب من أدنى مستوياتها القياسية، يقدّر محللو "مورغان ستانلي" أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي إنهاء برنامج شراء الأصول بحلول يناير 2022.
ويرجح البنك الأميركي أن يباشر صانعو السياسة في تقليص مشترياتهم من الديون الحكومية بمقدار 10 مليارات دولار، و5 مليارات دولار من الديون المدعومة بالرهن العقاري في كل اجتماع بهدف التوقف عن شراء أي أوراق مالية بحلول عام 2023.
وينتظر المستثمرون الآن توجهات الأرباح لعام 2021 من خلال انتظار نتائج الربع الرابع المتوقع أن تظهر يوم الجمعة المقبل مع شركات كبرى مثل "ويلز فارغو" و"جي بي مورغان" وسيتي بنك".
وتم تداول 14.08 مليار سهم في البورصات الأميركية الاثنين مقارنة بمتوسط 11.87 مليار في آخر 20 جلسة.