الثلاثاء الماضي توجه وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الى الباراغواي في زيارة أولى لمسؤول أميركي على هذا المستوى الى البلد اللاتيني منذ العام 1965. الزيارة التي تعد سابقة هدفت الى طلب مساعدة الباراغواي في الحملة الاميركية ضد إيران ووكيلها في لبنان حزب الله. لحزب الله في أسونسيون العاصمة الباراغوانية، نفوذ ينكره كبار المسؤولين فيها، على الرغم من تحقيقات كثيرة كشفت عمق ارتباط حزب الله في الباراغواي بتهريب الكوكايين والاسلحة وغسيل الاموال.
يكشف ايمانويل اوتولينغي العضو الأسبق في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن في حديث لـ "اندبندنت عربية" عن محمد فرحات اللبناني البرازيلي الذي يُعد من أبرز عناصر شبكات حزب الله في الباراغواي، والذي أُوقفته الشرطة في مايو(أيار) 2018 بناء على طلب واشنطن، بتهمتين منفصلتين، الأولى تهريب المخدرات، في ميامي، والثانية غسيل الأموال في المقاطعة الشرقية من نيويورك.
ويشرح اوتولينغي أن وزارة العدل الاميركية "انتظرت منذ مايو أن يُسلم إليها فرحات، وهذا لم يحصل، نظراً الى وجود كثيرين في الباراغواي وفي لبنان، ممن لا يرغبون ولا يريدون السماح لفرحات بمواجهة العدالة الاميركية خوفاً مما سيفضحه من أسرار تدين حزب الله. فالبرازيلي اللبناني الأصل لديه ما يكفي من الأدلة التي ستساعد على كشف الاساليب والطرائق التي يستخدمها حزب الله لتمويل نفسه، من خلال الأنشطة غير المشروعة في الخارج، إضافة الى فضح هوية المؤسسات المالية المحلية التي يستخدمها الحزب.
وكل يوم إضافي لفرحات في السجن، يقول اوتولينغي "يزيد من خطر الهروب أو وقوع حادث مميت، وهو ما حصل في قضايا سابقة مرتبطة بتهريب مخدرات ذات علاقة بحزب الله، وقد سجلت عام 2017 عمليتا فرار لإثنين من حزب الله مشتبه فيهما بتهريب المخدرات. وفي الباراغواي أيضاً حصلت أكبر عملية غسيل أموال عرفت بالـ MEGA WASH بلغت مليار و200 مليون دولار، جزء منها يموِّل حزب الله من خلال شركات بيع السيارات المستعملة في الولايات المتحدة الاميركية.
كل هذا حمله بومبيو معه الى أسونسيون برسالة اميركية واضحة: تعاون الباراغواي لتعطيل شبكات حزب الله الخارجية تحت طائلة اتخاذ اجراءات متشددة بحقها. هذا في الخارج فماذا عن الداخل؟ موضوع حزب الله يتقدم حالياً في الكونغرس، وفي مقر الخزانة الاميركية على أي موضوع آخر. هذا ما لمسه الوفد النيابي اللبناني خلال زيارته واشنطن، قبل أيام إذ طغى الكلام على حزب الله في المحادثات التي خُصّصت بالأساس لتحييد لبنان واقتصاده ومصارفه عن العقوبات.
توسيع العقوبات
في أروقة الادارة الاميركية كلام على توسيع نطاق العقوبات على حزب الله لتشمل أشخاصاً ومؤسسات ذات صلة مالية ومعنوية بالحزب. وتنفي أوساط ديبلوماسية أميركية لـ "اندبندنت عربية" أن تكون العقوبات موجهة ضد شيعة لبنان، حتى أن المسؤولين الاميركيين يعتبرون أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يمثل بمواقفه الخط المنفتح المتوازن وتالياً تستبعد الأوساط أن تشمله العقوبات، في المقابل لا يخجل المسؤولون الاميركيون من التعبير عن "نقزة" أو ريبة تجاه وزير الخارجية جبران باسيل الذي يضعونه في خانة المتماهي والمسوِّق و"المُغطّي" لسياسة حزب الله، من موقعه وزيراً للخارجية. ولكن أيضا بصفته أقرب المقربين من رئيس الجمهورية ميشال عون والآمر الناهي المحدِد لسياسة العهد.