عاد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى بغداد فجر الجمعة، منهياً زيارة إلى الرياض استمرت يومين، وُصفت بـ "التاريخية"، نظراً إلى جدولها الحافل، والاهتمام السعودي اللافت بالوفد الزائر. وتمخضت الزيارة عن توقيع 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين في مجالات مختلفة. من الاتفاقيات والمذكرات التي وقعت، اتفاقية بشأن برنامج الاعتراف المتبادل بشهادة المطابقة للمنتجات، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار، ومذكرة تفاهم في مجال التعاون الزراعي، ومذكرة تفاهم في مجال الصناعة والثروة المعدنية، ومذكرة تفاهم في مجال النفط والغاز، ومذكرة تفاهم في مجال الطاقة الكهربائية، ومذكرة تفاهم في مجال التعاون العلمي والتعليمي بين وزارة التعليم السعودية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، ومذكرة تفاهم بشأن برنامج للتعاون الثقافي، ومذكرة تفاهم بين وزارة التعليم السعودية ووزارة التربية العراقية، ومذكرة تفاهم بشأن برنامج تعاون فني، ومذكرة تفاهم لدراسة جدوى الربط الكهربائي، ومذكرة تفاهم للتعاون في المجال البحري وتنظيم عمليات نقل الركاب والبضائع على الطرق البرية.
وأكد عبد المهدي للسعوديين أن "العراق اليوم ليس كالأمس، وبغداد تستقبل وفوداً شقيقة وصديقة بشكل مستمر وتُعقد فيها المؤتمرات والملتقيات"، مشيراً إلى "جدية العراق في تنفيذ الاتفاقيات التي وقعناها في السعودية، وإلى أن يأخذ العراق دوره في ظل توفر الإرادة السياسية والرغبة المشتركة في بناء أفضل العلاقات".
جاءت زيارة عبد المهدي إلى السعودية، بعد أيام من زيارته الى طهران، التي أعلن خلالها أن بلاده لن تنخرط في سياسة المحاور الإقليمية، في رد غير مباشر على رغبات المرشد الأعلى في طهران علي خامنئي.
مذكرة تفاهم تخص المشاورات السياسية
وقـع وزير الخارجية محمد علي الحكيم مذكرة تفاهم خاصة بالمشاورات السياسية بين البلدين. وقالت وزارة الخارجية العراقية إن هذه المذكرة تحظى "بأهمية كبيرة، إذ ستفتح آفاق المباحثات الثنائية السياسية الموسعة على نحو يسهم في تعزيز التقارب في الرؤى إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتحقيق رؤية مشتركة من أجل مزيد من أواصر التعاون في موضوعات عديدة، وهذا ما سيُحدث نقلة إيجابية نوعية في مستوى العلاقات".
وقال متحدث باسم الوزارة إن مباحثات العراق والسعودية شملت "القضايا الثنائية بشكل متكامل"، مشيراً إلى أن الجانبين بحثا "تبادل الخبرات التقنية والفنية والتعاون بين معهد الخدمة الدبلوماسي في البلدين". وأضاف "بحث وفد العراق تنسيق المواقف الدولية في الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والجامعة العربية".
وأشار إلى أن المباحثات ركزت "على الجانب الاقتصادي بين بغداد والرياض"، مؤكداً أن "العراق والسعودية سيسعيان إلى تنفيذ مذكرات التفاهم، والاتفاقيات المبرمة بين الجانبين على أرض الواقع".
زيادة عدد حجاج العراق
وافقت السعودية على زيادة عدد الحجاج العراقيين إلى 50 ألفاً وفق ما أعلنه مكتب رئيس الوزراء العراقي. وقال عبد المهدي إن "العراقيين لم يأخذوا حصتهم من الحج إلى بيت الله الحرام خلال العقود الماضية بسبب الحروب والظروف الصعبة التي مر بها العراق". وأعلن محافظ النجف لؤي الياسري أن "الجانب السعودي وافق على منح تأشيرة الدخول للعراقيين إلى السعودية بصورة مباشرة".
وكشف مسؤول عراقي رافق عبد المهدي إلى الرياض عن تفاهمات جادة بين العراق والسعودية في ملفي الصحة والتعليم. وقال المسؤول إن الرياض عرضت إنشاء مراكز طبية متطورة وتخصصية في محافظات الوسط والجنوب العراقية، لتقديم خدمات صحية مباشرة للسكان.
أضاف أن "العراق سيتلقى عاجلاً مساعدات سعودية علاجية وأجهزة فحص حديثة وأدوية". وأشار إلى أن السعودية ترغب في افتتاح سلسلة مدارس متطورة في عدد من المناطق العراقية، تقدم خدماتها للطلبة وفق أحدث الأنظمة، باستخدام أجهزة ومعدات إلكترونية.
قال وزير الصناعة العراقي السابق محمد السوداني إن "العراق والسعودية محور اقتصادي إقليمي مهم". وأضاف "قبل عام قدمنا ثلاثة مشاريع استثمارية في مجال البتروكيمياويات والأسمدة الفوسفاتية والحديد والصلب". وآمل أن تؤدي زيارة الوفد العراقي إلى "الشروع في تنفيذ هذه المشاريع".
إعلان عن عراق عربي العمق
يقول السياسي العراقي حيدر الملا إن عدد أعضاء الوفد العراقي الذي زار السعودية يحمل "دلالة واضحة"، مشيراً إلى أن هذا الوفد "هو الأكبر في تاريخ العلاقات الرسمية بين البلدين".
أضاف الملا أن هذه الزيارة مثلت "إعلاناً عن عراق عربي العمق، مصلحته البعيدة برفقة التحالف الدولي".