شهدت أسهم "سيني وورلد" إقبالاً كبيراً في وقت سابق من العام، من قبل صغار المستثمرين، بعد اطلاعهم على المعلومات حول التطورات الأخيرة للشركة. وكانوا قد استثمروا سابقاً في شركة "كيم ستوب" [Game Stop] للبيع بالتجزئة ثم في العديد من الشركات الأخرى غير المرغوبة فيها.
وتمكنت الأسهم من الاحتفاظ بمكاسبها. ومؤخرا يبدو أن قيمتها قد تضاعفت على مدى عام 2021. وعززت برامج التلقيح ووعد الشركة بإعادة فتح أبوابها، قوة هذه الأسهم.
لماذا إذاً هذا الضجيج على خلفية الإعلان الرسمي عن عودة شركة الشاشات الفضية إلى الحياة في أكبر سوقين لها (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة) إلى جانب اتفاق مع استوديو رئيسي؟
قد يكون لطبيعة الاتفاق علاقة بهذا الأمر.
ستفتح منافذ أميركية مختارة في 2 أبريل (نيسان) لعرض الفيلم "غودزيلا في مواجهة كونغ"، وهو أحدث نسخة من الأفلام التي تتناول الكائن المبجل لدى "وارنر براذرز"، والذي يثير قليلاً من الضجة المبكرة بين مستخدمي "تويتر".
لكن العرض الأول للعمل سيكون في الوقت نفسه أيضاً من نصيب شبكة "أتش بي أو" التلفزيونية، التي ستشكل، كما أعلنت "وارنر" من قبل، الموقع الرئيسي لكل أعمالها المزمع انطلاقها في الولايات المتحدة هذا العام.
وسيُطلَق الفيلم على نطاق أوسع بعد أسبوعين إلى جانب "مورتال كومبات"، وهو عرض آخر من "وارنر" سينطبق عليه الشيء نفسه.
وبدءاً من عام 2022 تعاود نافذة "سيني وورلد" الحصرية إلى الظهور لكن لمدة 45 يوماً فقط، "بأحكام معينة"، مقارنة بالـ90 يوماً سابقاً. وهذه البنود غير محددة، لكنني قد أرغب في المراهنة على أنها ملائمة للأستوديو وخدمة البث الخاصة به.
وفي المملكة المتحدة، حيث ستفتح دور السينما أبوابها من جديد في مايو (أيار) وفق الخطط الحالية، ستتوافر النافذة قبل 31 يوماً من إطلاق أفلام "وارنر" على الخدمة الممتازة لأفلام الفيديو وفق الطلب، مع تمديد المدة إلى 45 يوماً للأفلام التي تحقق النجاح المطلوب.
هذا بطبيعة الحال ليس أكثر من اتفاق واحد مع استوديو واحد. فما سينبثق من استوديوهات أخرى يعتمد على موقف استراتيجياتها الخاصة بالبث، (وتُعَد استراتيجية "ديزني" الأكثر تقدماً من بينها)، وعلى كيفية تعامل دور السينما مع هذه الاستراتيجيات.
بيد أن الاتفاق مع "وارنر" حدد (مسار الذي سينتهجه) السوق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هل سيعود رواد صالات السينما بأعداد كافية لتبريره؟ هذا هو السؤال الكبير. كان الجميع يعرف أن نافذة الـ90 يوماً انتهت. بيد أن هذا الإعلان أدى إلى تركيز أذهان المستثمرين على المظهر الذي قد تبدو عليه الأعمال من دونه.
تعيد "سيني وورلد" فتح أبوابها بقدرة 50 في المئة، وهو مستوى تفيد الشركة بأنه يمكن أن يحافظ على مستوى معين من الأرباح. لكن هل يمكن لمنافذها أن تحافظ على قدرة تشغيل تبلغ 50 في المئة؟
ربما تكون الرغبة في الخروج من المنازل التي كانت خاضعة للقيود المفروضة بسبب الجائحة، كافية لإحداث تغيير في صفوف العملاء، كما هي الحال في بريطانيا أو لوس أنجليس أو نيويورك.
لكن إذا كان هؤلاء لا يزالون قلقين بشأن الفيروس، فقد لا يبالون بذلك، وسيلتزمون إذن بأفلام الفيديو وفق الطلب.
لقد قامت دور السينما بالفعل بعمل جيد في ما يتعلق بتدابير السلامة في المرة الأخيرة التي سُمِح لها فيها بفتح أبوابها في بريطانيا، لكنها لم تحصل دائماً على الفضل الذي قد تستحقه في هذا الصدد.
وسعى الرئيس التنفيذي للمجموعة إلى الحديث بحماسة قبل صدور مجموعة من النتائج يُتوقَّع أن تكون مروعة إلى حد ما.
فقد أعلن موكي غرايدنغر: "إنها لحظة عظيمة بالنسبة إلينا – فسوق الولايات المتحدة تمثل 75 في المئة من أعمالنا – وستتبع ذلك قريباً أسواقنا كلها. نحن نؤمن كثيراً بتجربة صالات السينما، التي جنت قبل سنة واحدة فقط 43 مليار دولار أميركي (31 مليار جنيه استرليني) في مختلف أنحاء العالم".
بطبيعة الحال، لديه من الأسباب الوجيهة ما قد يدعوه إلى المراهنة على انتعاش. فهو وغيره من كبار المسؤولين التنفيذيين يمثلون أسهماً صافية تتجاوز 200 مليون جنيه إسترليني إذا تعافى سعر السهم بالقدر الكافي، وهذه خطة سخية إلى حد مذهل لأعمال بالكاد تجنبت الانهيار.
من الواضح أن "سيني وورلد" تحتاج إلى أفلام جيدة لكي تتحقق تجربة صالات السينما التي يتحدث عنها، ولكي يغير الناس أراءهم وينتقلوا من أفلام الفيديو وفق الطلب إلى الشاشة الفضية، ولن تضر بالتأكيد بعض المساعدة من قوة عمل متحمسة ومشاركة.
ولم تكن علاقات الموظفين على هذا النحو من الجودة. فرداً على إعلان إعادة فتح الأبواب، غردت "مجموعة عمل سيني وورلد" قائلة: "مرة أخرى، يكتشف الموظفون معلومات حيوية عن إعادة فتح دور السينما عبر وسائل الإعلام. نحن نحتاج إلى إعادة فتح دور السينما لكي نضع (سلامة ومصلحة) العاملين في المقام الأول".
ولا تطالب المجموعة بالكثير: أجر يكفي متطلبات الحياة، والاعتراف بالنقابة، والإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة الأعضاء. وهذا حقاً أقل ما يستطيع غرايدنغر أن يفعله من أجل الناس الذين يعتمد عليهم في تحقيقه ثروة ضخمة.
© The Independent