انخفضت أسعار النفط الخميس الفائت، بعد ارتفاع حاد الأربعاء الماضي تسبب به القلق في شأن سفينة حاويات ضخمة جنحت في قناة السويس ما أدى إلى إغلاق طريق مهم في نقل النفط الخام.
إذ عَلقت سفينة "أم في إفر غيفن" على جانبي القناة الثلاثاء الفائت بعد هبوب رياح قوية، وهي ناقلة حاويات ترفع علم بنما وتشغلها شركة "إفر غرين" التايوانية وتملكها شركة "شوي كيسن كايشا المحدودة" اليابانية.
فما الذي قد يعنيه التعطل بالنسبة إلى سعر النفط؟
بصورة عامة، تتيح القناة التي تمتد بين البحرين الأحمر والمتوسط نقل النفط من البلدان المنتجة الكبرى في الشرق الأوسط إلى أوروبا والولايات المتحدة.
وقد منعت السفينة الجانحة أكثر من 200 سفينة من المرور عبر القناة حتى الآن، من بينها 10 سفن تحمل نحو 13 مليون برميل من النفط، ما يقرب من ثلث إمدادات العالم اليومية.
ووفق مؤسسة "كبلر" Kpler المتخصصة في تحليل قطاع النفط، نُقِل 4.4 في المئة من النفط الخام المشحون عن طريق البحر العام الماضي، عبر قناة السويس. أما بالنسبة إلى المنتجات المكررة مثل مشتقات البترول، فيبلغ الرقم 8.8 في المئة.
وفي مذكرة بحثية أفادت "كبلر" أنه "على الرغم من التدفقات المحدودة نسبياً من النفط الخام عبر القناة، يفرض الإغلاق ضغوطاً على الأسواق الإقليمية".
وأثناء العام الماضي، استوردت أوروبا 550 ألف برميل من النفط يومياً من بلدان تقع شرق السويس، وقد مر 520 ألف برميل منها عبر القناة. وكذلك تسببت مخاوف من تعرقل هذه الحمولة وغيرها، في ارتفاع أسعار النفط القياسية بنحو ستة في المئة، الأربعاء الماضي.
في البداية، سرى توقع بأن يكون التعطل قريب الأجل، إذ تمكن المهندسون من إعادة تعويم "إفر غيفن" في شكل جزئي الخميس الفائت. وتوقفت جهود تخليص السفينة خلال المد المنخفض أثناء الليل، ثم استؤنفت مرة أخرى صباح الخميس الماضي.
في المقابل، صدر تحذير من الشركة التي تشتغل على تخليص سفينة الحاويات الخميس الماضي، مشيراً إلى أن "الأمر قد يستغرق أسابيع".
واستطراداً، أفاد الرئيس التنفيذي لشركة "بوسكاليس"، بيتر بيردوفسكي، في حديث إلى برنامج "نيوسوور" Boskalis التلفزيوني في هولندا، إنه "يجب إحضار كل المعدات التي نحتاج إليها، وهذه (المعدات) ليست (متوفرة) على مقربة من (السفينة العالقة)ا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المحتمل أن تفوق المخاوف في شأن صدمة إمدادات النفط المؤقتة التي تدفع الأسعار إلى الارتفاع، تأثير مجموعة أبعد أجلاً من المخاوف (المتصلة بكورونا والطلب على الوقود) التي قد تؤدي إلى دفع أسعار النفط في الاتجاه الآخر.
وفي ذلك المنحى، انخفض خام "برنت"، وهو النفط المرجعي العالمي الأساسي بـ1.7 في المئة صباح الخميس الماضي إلى 63.30 دولار في حين انخفض النفط المرجعي الأميركي، خام "غرب تكساس الوسيط" بـ2.1 في المئة إلى 59.91 دولار.
ويرتبط الطلب على النفط ارتباطاً وثيقاً بالنمو الاقتصادي العالمي الذي يبدو الآن كأنه تحت تهديد متزايد من عودة فيروس كورونا إلى الانتشار.
إذ فُرِضت إقفالات في عدد من البلدان الأوروبية، وظهر تباطوء في تقدم برامج التلقيح.
كذلك أعاقت الرسائل المختلطة من الساسة في شأن سلامة لقاح "أسترازينيكا" على الرغم من إعلان السلطات الطبية أنه آمن، عمليات طرح اللقاح على المستوى الدولي.
ومن الممكن أن تدفع موجة أخرى من القيود أي انتعاش اقتصادي بعيداً عن المسار، على نحو أشد تدميراً من أي وقت مضى.
© The Independent